مئات القتلى والجرحى في هجمات انتحارية وبالرصاص في بغداد وشمالها وجماعة أبو مصعب الزرقاوي تتبنى التفجيرات وتعتبرها «ثأرا» من عملية تلعفر

انتحاري استدرج عمالا إلى حافلته المفخخة بالكاظمية.. ومسلحون أخرجوا 17 من منازلهم وقتلوهم في التاجي

TT

شهدت مدينة بغداد أمس11عملية انتحارية وأعمال عنف اوقعت مئات القتلى والجرحى، فيما داهم مسلحون فجر أمس منازل في منطقة التاجي الى الشمال من بغداد وأخرجوا منها 17 شخصا ثم قتلوهم بالرصاص في الشوارع.

وبدا أشد التفجيرات قسوة في منطقة الكاظمية الشيعية في بغداد وفقا لوزارة الداخلية العراقية. وقالت الوزارة انه في الساعة السابعة صباحا قام انتحاري بتفجير سيارة مفخخة في ساحة العروبة، مما ادى الى سقوط 112 قتيلا وإصابة 162 شخصا بجروح. وأوضح مصدر في الوزارة ان الانتحاري جذب مجموعة من العمال الشيعة الذين كانوا يسعون لاقتناص فرصة للعمل خلال اليوم الى حافلته الصغيرة ثم فجرها. وقال ان الحافلة كانت تحتوي على 220 كيلوغراما من المتفجرات. وقال هادي، احد العمال الذين نجوا من الهجوم في الكاظمية الذي وقع بعد وقت قصير من شروق الشمس «تجمعنا وفجأة انفجرت سيارة وحولت المنطقة الى نيران وتراب وظلام». وقال شهود عيان ان الاجساد تناثرت في الشارع بالقرب من سيارات محترقة. واستخدم البعض عربات خشبية لنقل الموتى بعيدا. وهذا هو ثاني أكبر عدد من القتلى يسقط في انفجار بالعراق منذ الحرب بعد الهجوم الانتحاري بسيارة ملغومة في الحلة جنوب بغداد في 28 فبراير (شباط) من هذا العام والذي أسفر عن سقوط 125 قتيلا. وقال محمد جبار في مكان الهجوم «لا يوجد حزب سياسي هنا ولا توجد شرطة. لقد استهدف (الهجوم) المدنيين الابرياء.. لماذا النساء والأطفال» وردد المارة «لماذا لماذا..». وفي مستشفى الكاظمية القريب الذي اكتظ بالضحايا كان عشرات المصابين يصرخون من الألم أثناء تلقي العلاج على الارض وبعضهم غارق في برك كبيرة من الدماء. وأصيب رجل بحروق بالغة في ذراعيه وساقيه، بينما رقد آخر وهو ينزف وغير قادر على السيطرة على رجفته دون أن يحظى برعاية من أحد.

وعلى طريق القناة الرئيسي (شرق بغداد)، قام انتحاري بتفجير سيارة مفخخة ثانية مستهدفا دورية اميركية، مما ادى الى اصابة اثنين من جنود الدورية بجروح، وفقا للجيش الاميركي. وفي تفجير انتحاري ثالث ضد دورية تابعة للجيش العراقي في حي الشعلة (شمال بغداد)، سقط اربعة قتلى من المدنيين وأصيب 22 آخرون، علما بأن عددا من جرحى تفجير الكاظمية نقلوا الى مستشفى هذا الحي. وفي هجوم انتحاري رابع استهدف عناصر من الجيش العراقي في حي الحرية (شمال العاصمة) قتل ثلاثة جنود وأصيب ثلاثة مدنيين آخرين. وفي منطقة الأعظمية (شمال) السنية، هاجم مسلحون مجهولون دورية للشرطة بإطلاق نار أدى الى مقتل اثنين وإصابة ثلاثة آخرين من عناصر الشرطة. وفي الأعظمية ايضا، انفجرت سيارة مفخخة في دورية تابعة لقوات الشرطة العراقية أدت الى مقتل شخص وإصابة عشرة آخرين.

وفي بغداد الجديدة (جنوب شرق)، قام انتحاري بتفجير سيارة مفخخة في دورية تابعة للجيش الاميركي الذي قام بدوره بقطع الطرق الى مكان الحادث، ولم يعلن عن اي خسائر. وعند تقاطع دمشق (غرب) بالقرب من مطار المثنى، أدى انفجار سيارة مفخخة الى مقتل اربعة عراقيين وإصابة 25 آخرين من المدنيين. وفي منطقة الصالحية في ساحة جمال على مقربة من مقر بناية التلفزيون الحكومي العراقية، وقع انفجار لم تعرف حصيلته.

وفي حي العامرية (غرب)، استهدف انفجار دورية تابعة للجيش الأميركي كانت بالقرب من محطة للوقود، مما ادى الى إصابة أحد جنود الدورية. وفي هجوم انتحاري ضد دورية للشرطة في منطقة العامرية ايضا أصيب خمسة من عناصر الشرطة بجروح. وفي الدورة (جنوب)، استهدف هجوم انتحاري بسيارة مفخخة دورية تابعة للجيش الاميركي ولم يعلن الجيش الاميركي اي حصيلة عنها، وقد اغلق مكان الانفجار. وقالت الشرطة انه يبدو أن هذه الانفجارت منسقة. وقال مسؤول من الشرطة «كان يوما محموما، فقد انفجرت قنابل في شتى أنحاء بغداد. من المرجح بشكل كبير أن تكون هذه الهجمات منسقة».

وتبنى تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين، الذي يقوده المتشدد الأردني أبو مصعب الزرقاوي في بيان نشر على الإنترنت، مسؤولية الهجمات الانتحارية أمس، وقال انها جاءت للثأر من الهجوم الذي تشنه منذ السبت الماضي القوات الأميركية والعراقية في تلعفر في شمال غربي البلاد قرب الحدود السورية.

من جهة اخرى، أعلن مصدر أمني عراقي ان مسلحين قتلوا 17 مدنيا عراقيا فجر اليوم (أمس) الاربعاء في بلدة التاجي التي تقع على بعد 15 كيلومترا شمال بغداد. وقال المصدر نفسه ان «مسلحين يرتدون بزات جنود وصلوا الى التاجي في آليات عسكرية وأوقفوا عددا من اعضاء عشيرة بني تميم قبل تجميعهم في ساحة عامة وإطلاق الرصاص عليهم». وأضاف ان العملية وقعت عند الساعة 4.30 فجر أمس،.