موسم التحالفات الانتخابية في العراق يبدأ بتحالف بين الجلبي وعبد المهدي على حساب الائتلاف الشيعي

علاوي يعلن عن أكبر مؤتمر للوحدة الوطنية ويقول: مهمتي إنقاذ العراق

TT

بدأ وراء الكواليس السياسية العراقية في بغداد موسم التحالفات بين الشخصيات والأحزاب والتجمعات والحركات السياسية لتكوين الكتل لخوض المعركة الانتخابية المقبلة نهاية العام الحالي. ويبدو ان الاحزاب والشخصيات السياسية العراقية اكتسبت تجربة، ولو بسيطة، من اول تجربة انتخابية حرة، وان شكك البعض في نزاهتها، لخوض التجربة الثانية والاهم، كون من يفوز في هذه الانتخابات سيحكم العراق لأربع سنوات مقبلة وسيشكل اول حكومة غير انتقالية. والموسم حافل بالأسماء والنشاط والاجتماعات وبذخ الاموال والوعود والجميع ينتظر الانتهاء من عملية الاستفتاء على مسودة الدستور منتصف الشهر المقبل لينطلق علانية في الكشف عن تحالفاته وتكتلاته وتبقى المفاجأة سيدة الموقف.

ويبدو ان الائتلاف العراقي الشيعي لن يستمر في تكتله لجملة من الاسباب. فهذا التكتل الذي سعى الى تشكيله الدكتور احمد الجلبي رئيس المؤتمر الوطني العراقي ليضمن موقعه في الجمعية الوطنية، يتكون من مجموعة من الاضداد، ذلك ان حزب الدعوة الذي يترأسه الدكتور ابراهيم الجعفري ما كان يوما على وفاق مع المجلس الاعلى للثورة الاسلامية الذي يترأسه عبد العزيز الحكيم ولا مع المؤتمر الوطني.

المؤتمر الوطني يطرح نفسه باعتباره حركة علمانية، بينما يقوم كل من الدعوة والمجلس الاعلى على اساس ديني مذهبي شيعي. وأقحم في هذا الائتلاف. وبالرغم عن الجميع، التيار الصدري الذي يتزعمه مقتدى الصدر الذي هو على خلاف مع الجميع تقريبا، وخاصة المجلس الاعلى الذي خاض ضده «انصار مقتدى» مؤخرا معارك أدت الى حرق مكاتب وإذاعات المجلس في عدد كبير من المدن الشيعية على خلفية إحراق مكتب الصدر في النجف.

وفوق هذا وذاك، فان فكرة الائتلاف ذاتها قامت على مبدأ لم يتقبله العراقيون، وهو المبدأ المذهبي الطائفي معتمدا على مباركة المرجع الشيعي الاعلى آية الله علي السيستاني الذي صرح وكلاؤه مؤخرا بأنه لن يبارك مستقبلا قائمة واحدة وسيبارك جميع العراقيين الذين سيرشحون للانتخابات.

فقد اعتبر اكثر من تنظيم وشخصية سياسية عراقية، ان مباركة السيستاني لقائمة واحدة ثلمت من فكرة أبوة المرجعية لجميع العراقيين سنة وشيعة، مسلمين وغير مسلمين، عربا وغير عرب.

وحسب شخصية شيعية مقربة من المرجعية، فان المرجعية وعلى ما يبدو شعرت بعدم دقة موقفها في ان تتبنى قائمة دون اخرى، وتضيف هذه الشخصية «وعلينا ان ندرك ان المرجعية غير معصومة، ولكنها تتدخل باستمرار لصالح ابناء الشعب العراقي وليس لصالح طائفة دون اخرى».

وأبرز التحالفات التي تطبخ على نار هادئة اليوم في بغداد تتم بين الجلبي نائب رئيس الوزراء وعادل عبد المهدي نائب رئيس الجمهورية والذي كان المرشح الاقوى لمنصب رئيس الحكومة، لكنه تنازل عن المنصب حفاظا على بنية الائتلاف الشيعي. الجلبي صرح لمقربين منه قائلا «أنا الذي شكلت الائتلاف العراقي وأوصلته الى سدة الحكم، وانا قادر على تشكيل ائتلاف آخر اقوده الى الحكومة»، لكن طموحات الجلبي هذه المرة هي رئاسة الحكومة بلا منازع.

من جهتهم، جمع اهل السنة، الذين غيروا اسم تجمعهم الى «اهل العراق» برئاسة عدنان الدليمي، رؤساء عشائر سنية وبعض عشائر وسط العراق وتحالفوا مع مجلس الحوار الوطني الذي يترأسه الدكتور صالح المطلك الساعي هو الآخر الى منصب رئيس الحكومة العراقية، مراهنا على حس طائفي سني بعودة الحكم الى العرب السنة.

أما الحركة السياسية التي اعلن عن تشكيلها قبل اسبوعين «العراقيون العرب» والتي تتكون من شخصيات وحركات وعشائر شيعية وسنية وهدفها الحفاظ على عروبة العراق، فانها لم تحسم امرها بالتحالف مع من. وحسب امينها العام حسام العلي، فانهم يتحدثون مع الدكتور اياد علاوي الرئيس السابق للحكومة العراقية لغرض التنسيق «كون افكاره قريبة منا».

يبقى هناك تجمعان؛ الاول تشكل قبل اكثر من اسبوعين في عمان باسم «برلمان القوى الوطنية» وامينه العام حازم الشعلان وزير الدفاع العراقي السابق والذي من المؤمل ان ينضم الى تكتل علاوي.

اما الدكتور علاوي الذي سيعقد اضخم مؤتمر وطني عراقي في بغداد نهاية الشهر الحالي تحت اسم «مؤتمر الوحدة الوطنية» فسوف يكشف خلال او بعد المؤتمر عن التشكيلة الائتلافية التي سيخوض فيها الانتخابات.

ومهمة علاوي ليست الفوز بمقعد رئاسة الحكومة الذي سبق وان شغله، ولكنها تتلخص كما يقول «في إنقاذ العراق الذي يمضي نحو الكارثة وإنقاذ المنطقة والعالم من آثار المخاطر التي يعيشها البلد».

هذا ما كشفت عنه التحالفات الانتخابية حتى اليوم وستبقى للمفاجآت تأثيراتها المرحلية.