بوش يدعو العالم إلى مكافحة الإرهاب وتعزيز الديمقراطية

TT

دعا الرئيس الأميركي جورج بوش، المجتمع الدولي إلى مكافحة الإرهاب وتعزيز الديمقراطية، في خطاب القاه في افتتاح قمة الأمم المتحدة أمس. وحث بوش قادة العالم على إعلام الإرهابيين، من خلال القضاء، بأن أية عمليات ارهابية قد تؤدي إلى هجمات مميتة. وسعى بوش في حديثه إلى تسويق الديمقراطية، أمام أكثر من 160 رئيس دولة ورئيس وزراء حضروا للمشاركة في قمة المنظمة الدولية بمناسبة الذكرى الستين على إنشائها. وأشار إلى الوضع في العراق ودعا إلى مساعدة الشعب العراقي لبناء بلد جديد. وألفت أيضا الى الانتخابات الأخيرة، قائلاً: «إن الملايين من العراقيين تحدوا الإرهاب من أجل الإدلاء بأصواتهم».

وشدد الرئيس الأميركي على دعوة الدول، وكانت غالبيتها عارضت الحرب الأميركية ضد العراق، إلى مساعدة الشعب العراقي لبناء مجتمع ديمقراطي، معلناً انه يتوجب «على الأمم المتحدة وأعضائها مواصلة دعم الشعب العراقي في مواصلة رحلته». ومضى في القول: «إنها فرصة مثيرة لنا جميعا في هذه القاعة» لمساندة العراق ومنع انهياره.

ودعا بوش الى نشر الديمقراطية في الشرق الأوسط، معرباً عن أمله في أن ينمو الشرق الأوسط بـ«اتجاه الديمقراطية والحرية». وقد تميز بيان بوش بالاعتدال، ولم يسم أي دولة بالاسم أو يتهمها بالعدوانية كما هي عادته. لكنه شن هجوماً على «الدول الخارجة عن القانون»، قائلاً: «علينا أن نوجه رسالة واضحة إلى حكام الأنظمة الخارجة عن القانون، التي تدعم الإرهاب وتواصل حيازة أسلحة الجريمة الشاملة». وناشد القمة ببذل كل الجهود لعدم السماح لهذه الدول في تهديد السلام واستقرار العالم، في إشارة مبطنة إلى إيران وكوريا الشمالية، اللتين تتهمها بلاده في السعي للحصول على اسلحة دمار شامل. وقد سبق بيان الرئيس الأميركي قمة مجلس الأمن لتبني قرار خاص في مكافحة الإرهاب. وفي الوقت الذي الرئيس الأميركي إلى إصلاح الأمم المتحدة، لكي تكون منظمة قوية في وجه تحديات العصر، قال انه «واجباً على الأمم المتحدة أن تكون قوية وخالية من الفساد». وحث بوش على تعزيز التجارة العالمية الحرة، وأشار إلى قمة منظمة التجارة العالمية في الدوحة، محبذاً الاعتماد على مفاوضات منظمة التجارة العالمية من أجل تحرير التجارة العالمية. ومباشرة بعد الانتهاء من القاء كلمته، اجتمع الرئيس الأميركي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون، ومن ثم التقى رئيس الوزراء البريطاني توني بلير.

واعتبر الرئيس الأميركي أن الأعمال الإرهابية نابعة من آيديولوجية متطرفة تبرر قتل الأبرياء لتحقيق أهداف جماعات ترفض أية معارضة لأفكارها.

وقال بوش في كلمة له بالأمم المتحدة إن المجتمع الدولي لديه التزام جدي لإيقاف الإرهاب في مراحله المبكرة‏. وأضاف: «لدينا التزام جدي بالدفاع عن مواطنينا ضد الإرهاب‏‏، ومهاجمة شبكات الإرهابيين‏ وحرمانهم من أي مأوى آمن، ولدينا التزام بالترويج لآيديولوجية الحرية والتسامح التي ستدحض الرؤية المظلمة للإرهابيين». ولفت بوش إلى أن اجتماع قادة العالم في مقر المنظمة الدولية يأتي بعد شهرين من هجمات لندن، وعام واحد من الهجوم على مدرسة أطفال بيسلان في أوسيتيا، وبعد أربعة أعوام على هجمات الحادي عشر من سبتمبر على نيويورك وواشنطن.

وتابع قائلاً: «علينا أن نعمل ما نستطيع لإعاقة الإرهاب في كل المراحل، بما فيها مراحل التخطيط والدعم».

وأضاف بوش: «علينا جميعاً أن نتحرك بما يتناسب مع تجميد ممتلكات الإرهابيين‏، وحرمانهم من حرية التنقل، وذلك عن طريق السيطرة الفعالة على الحدود، وتأمين وثائق السفر‏، ومنعهم من اقتناء الأسلحة بما فيها أسلحة الدمار الشامل».

وقال بوش في كلمته «إن على كل دولة أن تتخذ إجراءات لإشراك نظيراتها في المعلومات لمنع الإرهابيين من تنفيذ هجماتهم قبل وقوعها».

وأشار إلى أن الولايات المتحدة ستستمر في العمل من خلال مجلس الأمن لمساعدة جميع الدول على الإيفاء بهذه الالتزامات‏، وأكد أن واشنطن ملتزمة بدعم سياسة منع النزاعات المسلحة غير المبررة وعلى وجه الخصوص في أفريقيا‏، ولهذا فإن بلاده اشتركت مع الجزائر وبنين وتانزانيا في تبني مشروع قرار ثان بهذا الخصوص.