أنان يطمح إلى مواصلة الإصلاح بعد اختتام قمة نيويورك

قال إن الفشل الكبير كان في مسألة منع انتشار الأسلحة النووية

TT

حث الأمين العام للأمم المتحدة، كوفي أنان، قادة الدول المشاركين في القمة التي تستضيفها المنظمة الدولية، على ضرورة اكمال عملية الاصلاح، على رغم الصعوبات في التوصل الى اتفاق دولي حول عدد من الاصلاحات الجوهرية التي تنص عليها الوثيقة الختامية للقمة.

وشدد أنان، في خطابه أمام حوالي 150 رئيس دولة وحكومة مجتمعين في نيويورك بمناسبة القمة، على ضرورة مواجهة تحديات العصر من خلال التحرك بصورة جماعية وفعالة. وقال أنان: «مهما كانت الأمور مثيرة للاحباط، لا يمكننا الهروب من حقيقة أن التحديات التي نواجهها اليوم لا يمكن التعامل معها الا بالأفعال». وأكد الأمين العام على أهمية الدور الذي تقوم به المنظمة الدولية، مشيراً الى أن عملها بالشكل الصحيح من شأنه أن يخدم شعوب العالم كافة ويسهم في جعلها «زواجاً فريداً بين القوة والمبدأ».

وعلى رغم اعتراف الأمين العام بفشل المفاوضات التي جرت في الأمم المتحدة خلال الأشهر القليلة الماضية لتعزيز فاعلية المنظمة الدولية، الا أنه تحدث عن بعض الانجازات التي احرزت في قضايا عدة، منها الاتفاق على تحمُّل مسؤولية جماعية للتدخل من أجل حماية المدنيين من الابادة الجماعية وجرائم الحرب. وتابع أنان: «فشلنا الكبير هو في مسألة منع انتشار الأسلحة النووية وازالة التسلح»، معتبراً ان النية السياسية للتوصل الى اتفاق لم تكن موجودة. واتهم البعض باتخاذ مواقف متصلبة حالت دول ايجاد أرضية مشتركة في التعامل مع مسألة انتشار أسلحة الدمار الشامل التي وصفها بواحدة من أبرز التهديدات الأمنية في القرن الحادي والعشرين. وفي ما يتعلق بمحاربة الفقر، أشار أنان الى التطور الايجابي المتمثل في تخصيص 50 مليار دولار اضافية سنوياً لمحاربة الفقر في غضون عام 2015. وشدد الأمين العام للأمم المتحدة في خطابه أمام رؤساء الوفود في قاعة الجمعية العامة على أهمية الاتفاق على الوثيقة الختامية واتخاذ «خطوات جماعية شجاعة لمحاربة الفقر وتعزيز الأمن العالمي». وسعى انان الى تسليط الضوء على الاهداف التنموية التي وضعها قادة الدول في البيان الصادر عن قمة الألفية التي عُقدت في مقر الأمم المتحدة قبل خمس سنوات. وفي هذا الاطار، قال ان ما تم التوصل اليه في الوثيقة الختامية للقمة الحالية لا يمثل كل ما كان يتمناه، مشيراً في الوقت نفسه الى أهمية هذه القمة في اتخاذ الخطوات الرامية الى تخفيف معاناة عدد كبير من شعوب العالم الفقيرة. وأكد أنان ان ما تحتاج اليه القمة الآن هي قيادة من شأنها ضمن تطبيق القرارت التي اتُفق عليها بشكل كامل ومن دون تأجيل.

وكان الأمين العام للأمم المتحدة يعلق آمالاً كبيرة على نتيجة القمة بسبب الصعوبات التي واجهتها المنظمة الدولية في العامين الماضيين، لا سيما في ضوء عملية التحقيق في مزاعم الفساد وسوء الادارة المحيطة ببرنامج «النفط مقابل الغذاء» في العراق.

ورداً على سؤال لـ«الشرق الأوسط» حول ما يعنيه شخصياً، فشل القمة في تبني وثيقة ختامية تعكس الاصلاحات الطموحة التي اقترحها قبل ستة أشهر، قال أنان انه «من الخطأ وصف هذه العملية بالفاشلة»، مشيراً الى أن «عدم الحصول على ما تسعى اليه هو أمر طبيعي في منظمة تضم 191 عضوا». وحرص على التأكيد أن الوثيقة الختامية تعتمد بعض المسائل التي يمكن التعامل معها، مشيراً الى أنه «كان بإمكاننا التوصل الى لغة أقوى في بعض القضايا، ولكن العملية لم تنتهِ بعد وسنواصل العمل بعد انتهاء القمة على مجموعة كبيرة من الشؤون الأخرى». ودافع أنان عن برنامج الاصلاح الطموح، الذي عرضه على الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، معتبراً أنه ضروري في الوقت الراهن.