الحريري في نيويورك : من المبكر طرح موضوع رئاسة الجمهورية في لبنان

دعا إلى التفكير في «نوعية» المحكمة التي ستنظر في تقرير ميليس

TT

قال رئيس كتلة «تيار المستقبل» في البرلمان اللبناني، النائب سعد الحريري، لدى وصوله الى نيويورك اول من امس: «انا هنا للاجتماع والتشاور مع المسؤولين (الدوليين) اصدقاء والدي من اجل مصلحة لبنان. وهذا حق لي وللبنان. ومن واجبي الحفاظ على هذه العلاقات وتطويرها». واعتبر ان «من المبكر طرح موضوع رئاسة الجمهورية. وعندما يحين الوقت سنتشاور مع حلفائنا». وتتقاطع زيارة الحريري، وهو رئيس اكبر كتلة في البرلمان اللبناني، الى نيويورك مع زيارة الرئيس اللبناني إميل لحود الذي يترأس الوفد الرسمي الى افتتاح الجمعية العامة للامم المتحدة والى القمة العالمية التي انعقدت امس. كذلك فإن رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة سيصل لاحقاً الى الولايات المتحدة لحضور المؤتمر الدولي لدعم لبنان الذي ينعقد في التاسع عشر من الشهر الحالي بدعوة من وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس ويشارك فيه وزراء خارجية دول اوروبية وعربية.

وكان الحريري قد التقى في نيويورك اول من امس وزير خارجية روسيا، سيرغي لافروف، في مقر البعثة الروسية في الامم المتحدة. وقال الحريري ان اللقاء «كان ممتازاً وتمحور حول التحقيقات التي يقوم بها المحقق الدولي في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، ديتليف ميليس. وكما تعلمون فإن التحقيقات تشهد تقدماً وهناك خطوات يجب التفكير فيها كالمحكمة التي ستشكل بعد صدور التقرير النهائي ونوعية المحكمة، وما الى ذلك من امور. لذلك قررت ان اقوم بمشاورات مع بعض الدول بالنسبة الى التحقيق وكذلك بالنسبة الى لبنان وتطور الوضع فيه». وسئل الحريري اذا كان ثمة دعم روسي للبنان في ما يتعلق بالتحقيق او القضايا الاخرى، فقال: «لقد وافقت روسيا على القرار 1595، لذلك فهي تدعم عمل المحقق ميليس وتريد الحقيقة وتريد معرفة من قتل رفيق الحريري. انها مجرد اجتماعات لمعرفة ما علينا القيام به في المستقبل».

وسئل: هل زيارتك الى نيويورك، بالتزامن مع زيارة رئيس الجمهورية، هي نوع من «عرض للعضلات» ولإظهار من يملك علاقات دولية اقوى؟ فأجاب: «عضلاتي ليست قوية كثيراً. والزيارة ليست لعرض العضلات. انا هنا لأتشاور واجتمع بالمسؤولين الذين كانوا اصدقاء والدي. ومن واجبي كنائب وكرئيس تيار المستقبل ان استعمل هذه العلاقات لمصلحة لبنان. وهذا حق لي وللبنان. ومن واجبنا ان نحافظ نحن على هذه العلاقات ونطورها».

وعن موعد عودته الى بيروت قال: «ان شاء الله يكون ذلك بعد ان تضع زوجتي مولودنا الجديد».

وعما اذا كان قد بحث مع النائب وليد جنبلاط في اسم جديد لرئاسة الجمهورية، قال: «لم نتداول في هذا الموضوع مع وليد بك جنبلاط، وكما تعلمون فإن تيار المستقبل والحزب التقدمي الاشتراكي تجمعهما علاقة ممتازة ومميزة. ومن الضروري عقد لقاءات للتشاور في المراحل التي ستمر فيها البلاد. لم نتشاور في الاسماء ولا نفكر في الموضوع في المرحلة الراهنة». واضاف: «في رأيي من المبكر طرح هذا الموضوع. وهناك اتهامات تلقى علينا وعلى وليد بك بأننا نسعى الى تسمية رئيس للجمهورية في حين اننا لسنا في هذا الوارد. لدينا حلفاؤنا واحزاب تحالفنا معها، وهذا الموضوع لم يحن وقته الآن، وعندما يحين الوقت سنجلس مع حلفائنا ومع الاحزاب الاخرى ونتشاور». وفي بيروت، وصف رئيس «حركة التجدد الديمقراطي» النائب اللبناني السابق نسيب لحود مؤتمر نيويورك من اجل لبنان بانه «رسالة دعم قوية يجدر باللبنانيين ادراك متطلباتها الاصلاحية». وقال في بيان اثر ترؤسه امس اجتماع اللجنة التنفيذية للحركة: «ان المؤتمر الدولي لدعم لبنان يرتدي اهمية خاصة في الظرف الانتقالي الدقيق الذي يعيشه البلد. وهو يشكل رسالة تضامن قوية من المجتمع الدولي يجدر باللبنانيين، مسؤولين وسياسيين، ادراك متطلباتها الاصلاحية وعدم التفريط بها، على غرار ما حصل في مناسبات سابقة مماثلة ومنها مؤتمر باريس ـ 2 الذي ذهب ضحية السياسات الكيدية لأركان النظام الأمني في المرحلة السابقة».