رجال دين يهود كبار يطلبون لقاء أبو مازن لبحث إمكانية مساهمة رجال الدين من الطرفين في عملية السلام

يقترحون على الفلسطينيين تحويل الكنس في قطاع غزة لمساجد

TT

توجهت مجموعة من كبار رجال الدين اليهود في إسرائيل في رسالة إلى الرئيس الفلسطيني، محمود عباس (ابو مازن)، طالبين لقاءه للبحث معه في قضيتين أساسيتين، هما: دور رجال الدين من الطرفين في مسيرة السلام والحفاظ على قدسية الكنس اليهودية التي خلفها الاحتلال الإسرائيلي وراءه وإمكانية تحويلها إلى مساجد.

وقد وقع على الرسالة الحاخام مناحم فورمن، رئيس الكنيس اليهودي في مستوطنة تكواع (قرب بلدة تقوع الفلسطينية الواقعة ما بين رام الله ونابلس)، وكتب فيها انه يتوجه إلى «قادة الشعب الفلسطيني العريق بشكل رسمي باسم جميع المراجع الدينية اليهودية في إسرائيل وفي مقدمتهم الحاخام عوفاديا يوسيف، الزعيم الروحي لحزب اليهود الشرقيين المتدينين (شاس)، والحاخام إبرهام شبيرا، زعيم التيار الديني القومي (الأب الروحي للاستيطان اليهودي في الضفة الغربية)، والحاخام الياشيف، الزعيم الروحي لليهود المتدينين من أصل غربي، والحاخامان الأكبران في إسرائيل لليهود الشرقيين، شلومو عمار، وللغربيين الإشكناز، يونا متسيغر». وتقول الرسالة: «نحن لسنا رجال سياسة بل قيادات دينية يهودية، ونعلم علم اليقين أن الحكومة الإسرائيلية ليست حكومة دينية. وهي تتخذ مواقفها من قضية الكنس في المستوطنات ( في قطاع غزة ) موقفا سياسيا يختلف أشد الاختلاف عن مواقفنا. وقد قررنا مراجعتكم على أساس ديني خالص، مؤكدين أننا لا نطالب بأي حال من الأحوال استعادة السيطرة على الأراضي التي قررت الحكومة الإسرائيلية تسليمها إلى السلطة الفلسطينية، كما أننا غير معنيين بأن تتحول الكنس المنوّه بها إلى ما يشبه مسمار جحا، بل ما يهمنا هو فقط الكرامة الدينية».

ويضيف الحاخامات في رسالتهم: «إن الفرضية الأساسية التي تقوم عليها الديانتان اليهودية والإسلامية على حد سواء هي وحدانية الله عز وجل، مما يعني أن الحكومة الفلسطينية، إذا تعاملت مع الكنس من منطلق الكرامة فإنها تحترم كل دور العبادة، بيوت الله، الإسلامية أيضا وتفرض الاحترام والكرامة من الجميع لكل أماكن العبادة بما في ذلك الحرم القدسي الشريف». ويوضح الحاخامات في رسالتهم أنهم عندما توجهوا إلى الحكومة الإسرائيلية وطالبوها بإلحاح بأن تمتنع عن هدم الكنس، إنما انطلقوا من منطلق الإيمان اليهودي ولا شيء غير ذلك. إذ أن الدين اليهودي يحرم على الإنسان اليهودي أن يهدم بيت العبادة. ومن هذا المنطلق وحتى لا يظهر المسلمون هادمي بيوت الله اليهودية، فان الحاخامات يقترحون تحويل هذه الكنس إلى مساجد، حتى تبقى بيوتا لله عز وجل، وهذا هو الفضل بالنسبة لليهود، أو يجعلوها بيوتا عامة لخدمة أغراض سامية للشعب الفلسطيني، مثل: مكتبة عامة، مؤسسة ثقافية أو أي شيء آخر بهذه الروح. ويطلب الحاخامات من أبو مازن أن يستقبل في مكتبه في رام الله وفدا عنهم. وقال الحاخام فورمن لـ«الشرق الأوسط» إن الحاخامات قد شكلوا الوفد عمليا، إذ سيضم كلا من الحاخامين الأكبرين عمار وميتسيغر والحاخام الرئيس في بئر السبع، دافيد درعي (شقيق أريه درعي، الزعيم السابق لحزب شاس)، والحاخام الرئيس في حيفا، شآر ـ يشوف كوهن، بالإضافة إلى فورمن نفسه.