مفاوضات على صفقة تبادل أسرى بين القاهرة وتل أبيب

السفير المصري لدى إسرائيل: الاحتلال لم ينته تماما في غزة

TT

في جو من السرية التامة تجري إسرائيل ومصر مفاوضات من أجل التوصل إلى صفقة تبادل أسرى بينهما، يتم خلالها إطلاق سراح شاب عربي من إسرائيل أدين بتهمة التجسس مقابل إطلاق سراح 55 أسيرا مصريا يقبعون في السجون الإسرائيلية منذ عدة سنوات.

واجتمع السفير الإسرائيلي في القاهرة، شالوم كوهن، في الأسبوع الماضي مع وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط، وبحث معه هذا الموضوع. وحسب المصادر الإسرائيلية فإن القاهرة تبدي مرونة في الموضوع.

والجاسوس الإسرائيلي هو عودة طرابين ،21 عاما، من بلدة رهط في النقب الغربي القريب من قطاع غزة. وكان قد اعتقل في الأراضي المصرية قبل أربع سنوات، ولم يعط جوابا مقنعا لوجوده في تلك المنطقة. فنقل إلى بور سعيد وحوكم وأدين بتهمة التجسس لصالح إسرائيل وقضت المحكمة بسجنه 15 عاما. وبدأ يمضي محكوميته في سجن بور سعيد، إلا انه نقل قبل ستة أشهر إلى القاهرة ووضع في الزنزانة نفسها التي وضع فيها عزام عزام، المواطن العربي في إسرائيل الذي حكم عليه هو الآخر بالسجن 15 عاما فأمضى منها 8 سنوات وأطلق سراحه قبل ستة أشهر بعفو خاص أصدره الرئيس حسني مبارك.

أما المصريون الأسرى في إسرائيل فإن غالبيتهم اعتقلوا بتهمة تهريب بضائع أو مخدرات أو نساء إلى إسرائيل أو بتهمة التسلل إلى إسرائيل.

من جهة أخرى أدلى السفير المصري في تل أبيب، محمد عاصم، بتصريحات رد فيها على مظاهر القلق الإسرائيلية من انفتاح الحدود المصرية ـ الفلسطينية في مدينتي رفح (المصرية والفلسطينية) وتدفق الجماهير من الطرفين، كل باتجاه الآخر. فقال خلال حديث مع الإذاعة الإسرائيلية :«إن ما جرى على الحدود لا يزيد عن تدفق مشاعر إنسانية للمواطنين الفلسطينيين من طرفي الحدود. فالناس هناك لم يروا بعضهم بعضا طيلة سنوات الانتفاضة على الأقل. الأخ لم ير أخاه والأخت لم تر أختها. وقد وجدوها فرصة للتدفق إلى أحضان بعضهم البعض، وما كان ممكنا حرمانهم من هذه الفرصة. لكن الحدود بين البلدين ستعود قريبا إلى الانضباط الرسمي مثل أية حدود دولية». ورفض عاصم الأحاديث الإسرائيلية عن ضرورة الوجود الإسرائيلي على هذه الحدود، كما يطلب بعض المسؤولين في تل أبيب. وقال:«لا مكان لإسرائيل هناك. فهذه حدود مصرية ـ فلسطينية». كما رفض حديث الإسرائيليين عن رفع مسؤوليتهم التامة عن غزة وقال:«ليس صحيحا أن إسرائيل لا تتحمل مسؤولية، إذ أن القطاع لم يتحرر بعد بالكامل، وما زالت إسرائيل تسيطر على الجو والبحر وما زالت مشكلة المعابر قائمة».