الانتخابات الألمانية: قيادات الأحزاب الكبيرة ترفض الائتلاف بينها

TT

برلين ـ كارلسروهه (ألمانيا) ـ د.ب.أ : أيام قليلة تفصل ألمانيا عن تقرير مصيرها في انتخابات الاحد المقبل وسط غموض يكتنف نتائجها حسب استطلاعات الرأي واتساع مجال التكهنات بحدوث ائتلافات مختلفة رغم عدم اتفاقها في البرامج أو التوجهات.

وفي الوقت الذي تقاتل فيه الاحزاب السياسية وخاصة الكبيرة على كل صوت انتخابي للحصول على أغلبية مريحة تتناول الاقلام والالسنة الاحتمالات المختلفة لمخرج الانتخابات في حال صدق استطلاعات الرأي التي لا تمنح الاغلبية لأي حزب أو ائتلاف.

ويشير آخر استطلاعات الرأي قبل الانتخابات حصول الحزب الاشتراكي الحاكم على نسبة 35 بالمائة وشريكه في الائتلاف، حزب الخضر، على سبعة بالمائة وهي نتيجة لا توفر أي أغلبية ولا تسمح باستمرار الائتلاف الحاكم في الوقت الذي يحصل فيه التحالف المسيحي المعارض على نسبة 42 بالمائة وشريكه الحزب الحر الديمقراطي على نسبة ستة بالمائة أي من دون تحقيق للاغلبية أيضا بسبب دخول حزب اليسار الجديد حائلا دون منح الاغلبية لأي من الاحزاب الكبيرة من خلال حصوله على سبعة بالمائة من الاصوات.

وتتيح هذه النتائج المجال الواسع لاحتمالات الائتلافات بعد الانتخابات خاصة إذا فشلت الاحزاب الكبيرة في حسم النتائج لمصلحتها في الساعات الاخيرة قبل الانتخابات، ويرى كثير من الناخبين من الالمان أن أفضل الحلول في تلك الحال هو تشكيل ائتلاف كبير يجمع الحزب الاشتراكي الحاكم والتحالف المسيحي المعارض، وهو الامر الذي ترفضه قيادات الحزبين.

فقد حذر فرانس مونتفيرنج، رئيس الحزب الاشتراكي الحاكم، في ألمانيا والمستشار غيرهارد شرودر زملاءهما في الحزب من التحدث حول تكهنات متعلقة بتشكيل ائتلافات محتملة بعد الانتخابات الاحد المقبل.

وصرح المستشار شرودر في حديث لصحيفة «نويه برسيه» الصادرة أمس أن من الافضل لاعضاء الحزب الاشتراكي التركيز على الدعاية الانتخابية بدلا من الانغماس في قراءة غير مفيدة في فنجان السياسة.

وانتقد مونتفيرنج في حديث نشرته صحيفة «مونشنر ميركور» الصادرة أمس تصريحات نائبه كورت بيك، الذي حذر حزبه من رفض ائتلافات معينة بعد الانتخابات، وأكد مونتفيرنج ثقته بارتفاع شعبية حزبه حتى موعد الانتخابات.

وفي الوقت نفسه تحاول أنجيلا ميركل مرشحة التحالف المسيحي منع حدوث ائتلاف كبير مع الاشتراكيين بكل الطرق، ففي حديث مع صحيفة «شتوتجارتر ناخريشتن» ذكرت ميركل «كثير من الناخبين يعتقدون بحدوث ائتلاف كبير في حال عدم حصولنا مع الديمقراطيين على الاغلبية الكافية وأنا أقول إن ذلك لن يحدث». وأشارت إلى أن توفير فرص عمل جديدة وتحقيق الرفاهية للمواطنين لن يحدث إلا من خلال تغيير سياسي كامل.

من ناحية أخرى لم يستبعد ماتيوس بيرنجر وكيل وزارة الاستهلاك المحلي حدوث ائتلاف بين الاشتراكيين والخضر والديمقراطيين في الوقت الذي حذر فيه رئيس حزب الخضر راينهارد بوتيكوفر أنصار الائتلاف الحاكم من الاكتفاء بإعطاء أصواتهم للحزب الاشتراكي قائلا «من ينتخب الحزب الاشتراكي الديمقراطي الان لا يعلم ما الذي سيجنيه بعد ذلك».

الى ذلك، رفضت المحكمة الدستورية الالمانية دعوى العديد من المواطنين المطالبين بتأجيل نشر نتائج الانتخابات الالمانية الاحد المقبل بسبب وفاة مرشحة من حزب اليمين المتطرف وتأجيل إجراء الانتخابات في دائرة مدينة دريسدن التابعة لها المرشحة إلى الثاني من الشهر المقبل.

وكان بعض المواطنين قد رفعوا دعوى عاجلة أمام المحكمة الدستورية التي تعد أعلى سلطة قضائية في ألمانيا للاعتراض على نشر نتائج الانتخابات البرلمانية الاحد تخوفا من تأثير قرار إعلان النتائج على أصوات نحو 219 ناخبا في الدائرة الانتخابية التي خلت بوفاة المرشحة وقررت اللجنة تأجيل الانتخابات فيها حتى الثاني من الشهر المقبل. وبهذا أقرت المحكمة الدستورية إعلان النتائج الانتاخبية عقب الانتهاء من فرز الاصوات.