رئيس البرلمان الأوروبي يدعو إلى رفع حجم الاستثمارات الأوروبية في المغرب

مؤكدا أن محاربة الإرهاب لا تعني هضم حقوق الإنسان والمهاجرين

TT

دعا جوزيب بوريل فوينتيس، رئيس البرلمان الأوروبي، الدول الأوروبية الى الرفع من حجم استثماراتها الخارجية بالمغرب خلال السنوات العشر المقبلة، باعتباره شريكا متميزا في منطقة البحر الأبيض المتوسط، ولكونه قام بإصلاحات مهمة تحتاج الى المزيد من المساعدات كي يحقق التنمية المستدامة، على غرار ما وقع في بولونيا التي تدفقت عليها عام 2004 استثمارات أوروبية يوازي حجمها ما استثمر في منطقة دول البحر الأبيض المتوسط طيلة 15 سنة .

وطالب بوريل، الذي كان يتحدث أمس في لجنة الخارجية والدفاع الوطني بمجلس النواب المغربي (الغرفة الأولى في البرلمان)، من الدول العربية الأربع الموقعة على اتفاقية اغادير العمل على ضرورة تطبيق بنود اتفاقية الشراكة الموقعة بين المغرب والأردن ومصر وتونس، لدعم المبادلات التجارية بين دول ضفتي البحر المتوسطي. وفي ذات السياق قال رئيس البرلمان الاوروبي إن مبادرة التنمية البشرية التي أطلقها اخيرا العاهل المغربي الملك محمد السادس ذات أهمية قصوى، لكونها تهدف الى محاربة الأمية وتعميم التمدرس، ومد البنيات التحتية، مثمناً في ذات السياق جهود المغرب المبذولة على صعيد حقوق الإنسان، خاصة بعد إحداثه هيئة الانصاف والمصالحة، التي حيّا تجربتها في التعامل مع انتهاكات ماضي حقوق الإنسان.

وأكد بوريل أن نزاع الصحراء يثير نقاشا داخل البرلمان الأوروبي الذي يعتقد أعضاؤه بأن حل النزاع هو بيد الأمم المتحدة، وليس بوسعه فعل أي شيء بشأنه، لكونه غير منشغل بهذه القضية، فجهود البرلمان الأوروبي ـ في نظره ـ منصبة على ملفات الديمقراطية وحرية التعبير وحقوق النساء، إذ أضحى الأوروبيون ينعتون بحاملي ملكة الوعي النقدي في العالم، بيد أن بوريل أكد أن البرلمان الأوروبي يحترم دائما سيادة الدول على أراضيها وكذا مؤسساتها، وهي اشارة تفيد بامكانية قبول الحل السياسي الذي اقترحه المغرب والقاضي بتمتيع المحافظات الصحراوية بحكم ذاتي في إطار السيادة المغربية .

وفي سياق آخر، دعا رئيس البرلمان الاوروبي الى اعتماد مقاربة اقتصادية واجتماعية لظاهرة الهجرة السرية بتعاون مع الدول المعنية مباشرة بالموضوع وذلك في إطار صيغ تشاركية وعدم الاقتصار على الحل الأمني، مشيرا الى أن تعداد سكان المغرب في الأرياف يصل الى 40 %، وما يعني ذلك من مشاكل قائمة، وتوقع رحيل قرابة 20 مليون شخص من دول جنوب الصحراء من مقار سكناهم ، نظرا لزحف الرمال والتصحر، وهذا في نظره سيضاعف ظاهرة الهجرة السرية.

وبمقابل ذلك، يرى رئيس البرلمان الاوروبي أن أوروبا دخلت عهد الشيخوخة، وبدأ الأوروبيون يتخوفون على مستقبلهم، نظرا لانخفاض معدل الخصوبة لدى النساء، ففي اسبانيا توجد أضعف نسبة، وألمانيا تحتاج الى 20 مليون شخص للعمل في ميادين مختلفة، وهذا يتطلب، حسب رأيه، استقبال مهاجرين جدد في ظل شروط انسانية ووفق اتفاق بين الأطراف المعنية.

وبخصوص ظاهرة الإرهاب، أكد بوريل أن البرلمان الأوروبي، في سعيه لمكافحة الإرهاب، يتفادى الإضرار بعلاقته مع دول العالم العربي والاسلامي، ومكافحته للإرهاب لا تعني هضم حقوق الإنسان والمس بحقوق المهاجرين ومصالحهم، وخاصة المهاجرين المسلمين، مقترحا نهج أسلوب الحوار بين الحضارات والأديان.