جدل واسع بين «الاشتراكي» الحاكم في إسبانيا و«الشعبي» المعارض حول موضوع الصحراء

عودة مسلسل سفر نشطاء إسبان مساندين للبوليساريو إلى المغرب

TT

ألقت خصوصية العلاقات الإسبانية ـ المغربية، بظلالها مجددا على الخلاف التقليدي بين المعارضة والحكومة، الممثلتين في الحزب الشعبي اليميني، والاشتراكي العمالي، وامتد الخلاف ليطال دور العاهل الإسباني الملك خوان كارلوس الدستوري، وهل يحق له أن يعبر عن مواقف تسادنها المعارضة بخصوص السياسات التي تنهجها الحكومة الحالية .

واستغل خورخي موراغاس، المسؤول عن العلاقات الدولية في الحزب الشعبي، مناسبة وجود العاهل الاسباني في نيويورك ليطلب منه ان يضمن خطابه في الأمم المتحدة مساندة طرف من الرأي العام الاسباني لما سماه موراغاس «كفاح الشعب الصحراوي» من اجل الاستقلال وتقرير المصير، وهو نفس المطلب الذي دافع عنه الحزب الشعبي اثناء مناقشته موضوع تطور نزاع الصحراء في البرلمان الاسباني في المدة الأخيرة حيث صدرت توصية في هذا الشأن مساندة لتوجهات جبهة البوليساريو، التي تدعو الى انفصال الصحراء عن المغرب .

واعتبر موراغاس، أن التنديد بما وصفه سياسة القمع التي ينهجها المغرب في المناطق الصحراوية يجب ان تحظى في نظره بالأولوية على موضوع تحالف الحضارات الذي يدعو اليه رئيس الوزراء الاسباني خوسي رودريغز ثاباتيرو. وتصدت ترينيداد خيمنث، مسؤولة العلاقات الخارجية والشخصية النافذة في الحزب الاشتراكي العمالي لتوضح لممثل الحزب الشعبي المعارض، ان الملك خوان كارلوس يمارس دوره الدستوري الذي يقتضي ان يعبرعن مجمل السياسات الداخلية والخارجية التي تحددها الحكومة القائمة، وبالتالي ترى خيمنث ان الملك سيشير في خطابه امام الأمم المتحدة ما اقرته الحكومة المركزية في مدريد، ومن بين ذلك تأييد الاصلاحات التي ستدخل على الامم المتحدة، وكذلك ابراز اهمية دعوة رئيس الوزراء الى تحالف الحضارات، علما بأن الحزب الشعبي يشكك في جدوى اصلاح الامم المتحدة.

وفي معرض تعقيبها على تساؤلات موراغاس الساخرة الى اية حضارة تنتمي اسبانيا؟ اجابت خيمنث ان بلادها لا تدعي الانتساب الى اية حضارة أخرى غير الحضارة الغربية بمبادئها وقيمها، وان ما يطمع اليه ثاباتيرو، من وراء دعوته هو تسهيل الحوار بين الحضارات والثقافات حتى تضيق الشقة القائمة بين الشعوب والبلدان مثلما هي حاليا .

وبخصوص ما اشار اليه مسؤول العلاقات الدولية في الحزب الشعبي كون مبادرة رئيس الوزراء ثباتيرو، يتبناها وتدعو اليها شخصيات شكك في قيمتها او ادوارها، اشارت خيمنث الى ان الأمين العام للحزب الاشتراكي ورئيس الوزراء، رجل مؤمن بالتعددية، ومشروعية تباين الأفكار سواء في اسبانيا او الخارج، وبالتالي فان اهمية مبادرته تكمن في ان الذين يتبنونها يمثلون مشارب فكرية متباينة .

الى ذلك، عاد مسلسل سفر الناشطين الإسبان المساندين لجبهة البوليساريو الى الظهور مجددا بعد عطلة الصيف، فبعد اعلان جماعة من اقليم نافارا الاسباني، نيتها التوجه الى المناطق الصحراوية المغربية، اعرب امس برلمانيون من منطقة كنارياس الاسبانية، عن رغبة مماثلة وقالوا انهم اخطروا السلطات القنصلية في مدينة لاس بالماس عاصمة الاقليم، بنيتهم من دون ان يشيروا الى ما اذا كانوا قد حصلوا على موافقة المغرب.

وفي سياق الحديث عن معاملة السلطات المغربية للمعتقلين الصحراويين المتابعين بسبب حوادث مدينة العيون التي جرت اواخر مايو (ايار) الماضي، اوضح بيان لوزير العدل المغربي ان اولئك المعتقلين يعاملون بنفس الكيفية التي تسمح لها القوانين المنظمة للسجون في المغرب، وانهم لا يتميزون عن سواهم، مشيرا الى انهم يتمتعون بالحق في وسائل الاعلام والرعاية الطبية .

وكان الوزير المغربي يرد على رسالة توصل بها من هيئة حقوقية مغربية انتقدت فيها معاملة السجناء، الأمر الذي دفعهم الى الدخول في اضراب عن الطعام.

وأوضح الوزير المغربي ان الاشياء التي طالب بها المعتقلون تتعدى اطار الامور المادية، واعتبرها ذات طابع سياسي على اعتبار انهم يعارضون مغربية الصحراء.