العاهل الأردني يدعو طلبة من الأديان الثلاثة إلى عدم فهم الإسلام عن طريق بن لادن‏ والزرقاوي

TT

في طاولة واحدة جمعت بين الحجاب الإسلامي، والطاقية اليهودية والصليب المسيحي، شارك العاهل ‏الأردني الملك عبد الله الثاني وعقيلته الملكة رانية العبد الله في حوار بين طلبة في العاصمة الأميركية، يمثلون الأديان الثلاثة بهدف ‏تشجيع التعايش والسلام.‏ وقد جرى الحوار الذي حضرته «الشرق الأوسط» في قاعة مكتبة مدرسة بنجامين باكر الثانوية، الواقعة في ‏منطقة أغلب سكانها من الأميركيين الأفارقة، وركز فيه العاهل الأردني على إظهار الإسلام دينا متسامحا، ينبذ العنف والتطرف بشتى صوره، ودعا المتحاورين إلى عدم فهم الدين الإسلامي، على أنه ما يمثله أبو مصعب الزرقاوي أو أسامة بن لادن، قائلا إنهما شوها الإسلام، ولا يجب إعطاء ما يقولانه أي اعتبار.

ومثل الإسلام في الحوار، ستة من طلبة وطالبات الأكاديمية ‏السعودية في واشنطن، فيما مثل الديانة المسيحية ستة طلبة من مدرسة كادوز الثانوية، أما الديانة اليهودية ‏فقد مثلها عدد مماثل من الأكاديمية العبرية.‏ وبدا طلبة المدارس الثلاث مسرورين بلقاء العاهل الأردني وعقيلته، واستمعوا لوجهة نظر الملك والملكة ‏بإمعان، كما وجهوا إليهما عددا من الأسئلة والاستفسارات، تناولت الدور الأردني في تفعيل الحوار الإسرائيلي الفلسطيني، ومدى إمكانية تحقيق السلام والتعايش بين الشعبين العربي واليهودي. وقال الملك عبد الله إن الاردن يدعم الفلسطينيين والاسرائيليين على حد سواء، للمضي قدما في العملية السلمية، ‏معتبرا انسحاب إسرائيل من غزة خطوة مهمة تعزز من فرص احلال السلام ‏وتأمين مستقبل افضل لشعوب المنطقة.

واعتبرت إحدى الطالبات، ملك الأردن رجل سلام يقوم بدور كبير في التخفيف من الصراعات العالمية ويحمل وجهات نظر تخدم الإنسانية. وقال طالب آخر إن الحوار الذي يدعو ‏له ملك الأردن بين اتباع الديانات السماوية، مهم جدا لفتح قنوات التواصل بين كافة المجتمعات خاصة فئة ‏الشباب. من جانبها تحدثت الملكة رانية العبد الله، عن مبادرة أطلقها الأردن العام الماضي، وهي رسالة عمان التي تؤكد على المعاني والقيم النبيلة للدين الإسلامي، وتسعى ‏الى ايضاح الصورة الحقيقية للاسلام كدين وسطية وتسامح، يمقت الإرهاب والتطرف. كما تطرقت إلى مشاركة علماء الدين من ‏المذاهب الاسلامية المتعددة في مؤتمر إسلامي بالعاصمة الأردنية، كمقدمة للحوار والتفاهم مع الديانات ‏الاخرى. وأشارت الملكة رانية إلى أهمية الحوار بين الشباب داعية الى البناء على القيم الانسانية التي تجمع بين بني البشر، ‏لتعزيز التفاعل الانساني وقبول الآخر.