واشنطن: غالبية تؤيد إحالة الملف الإيراني إلى مجلس الأمن

توقع التصويت اليوم في وكالة الطاقة وأصدقاء طهران سيمتنعون عن التصويت

TT

أجل مجلس أمناء وكالة الطاقة الذرية أمس جلساته المستمرة من صبيح الاثنين حول الملف النووي الايراني الى صباح اليوم الخميس وذلك بهدف السماح لأعضائه بإجراء مزيد من المحادثات وصولا لقرار يتخذه المجل بشأن الطلب الاوروبي بنقل الملف النووي الايراني الى مجلس الأمن الدولي. وقال غريغوري شولت، السفير الأميركي، للصحافيين إن هناك غالبية متزايدة من الدول تؤيد رفع الأمر الى مجلس الأمن الدولي، وذلك لإخطار المجلس بالتجاوزات الإيرانية مع ملاحظة انه لم يستخدم عبارة إحالة الملف لشكوى إيران، مؤكدا أنهم بعد القيام بلفت نظر المجلس، سيطلبون دعمه لموقفهم الذي ما يزال يهدف لحل الأزمة دبلوماسيا. وشدد على أن الوفد الأميركي ووفود الأوربيين واليابا وأستراليا وكندا متمسكة بإخطار المجلس الآن حتى لو لم يكن أمامها غير التصويت على الأمر، مذكرا بأنه ليست كل قرارات مجلس الأمناء يتم اتخاذها بالإجماع كما يتردد.

من جانب آخر أكد مصدر مطلع لـ«الشرق الأوسط» أن عرض الأمر للتصويت سيجيء ضد إيران، إذ سيكتفي معظم مؤيديها بالامتناع عن التصويت، وذلك حتى لا يدخلون في مجابهة مع الولايات المتحدة والأوربيين، وحينها ستتم الإحالة بأي عدد من الأصوات المؤيدة. ولهذا فقد تسارعت وتيرة الاجتماعات الجانبية التي تقوم بها مجموعة دول عدم الانحياز المؤيدة لإيران في محاولة لتوحيد صفوفها بعد أن ظهرت فيها انشقاقات نتيجة للضغوط الأميركية والأوروبية المتزايدة. وقال المصدر إن أفضل نتيجة تخرج بها إيران من هذا المؤتمر هي قرار يلزمها مراجعة موقفها في مهلة محددة من الوقت، هذا رغم ما تزال ايران تبديه من تشدد وما تصرح به من تهديدات. وكان رئيس الوفد الايراني قد أكد للصحافيين أمس أن بلاده لا تنوي الانسحاب من اتفاقية الحد من التسلح، لكنها لن تلتزم بالبروتكول الاضافى والتجميد الطوعى إذا ما رفع ملفها لمجلس الأمن. وردا على سؤال لـ«الشرق الأوسط» أوضح السفير اليمني أن الأمل لا يزال معقودا لتقريب وجهات النظر وإيجاد منافذ لبعض الانفراج رغم التشدد السائد الآن. وفي موسكو نقلت وكالة «ريا نوفوستي» الروسية للأنباء عن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف شجبه خطوات الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي لإحالة الملف النووي الايراني لمجلس الأمن الدولي ووصفها بأنها «غير بناءة».

ونقلت الوكالة عن لافروف قوله في كلمة في سان فرانسيسكو«مادامت إيران تتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وما دامت لا تخصب اليورانيوم وتلتزم وقفاً لهذا النشاط، وما دام مفتشو الوكالة الدولية للطاقة الذرية يعملون في البلاد، فإن رفع هذه المسألة لمجلس الأمن الدولي سيكون غير بناء». وأضاف في كلمة بجامعة ستاندفورد «سيؤدي هذا الى تسييس لا داعي له للموقف. إيران لا تنتهك التزاماتها، وأعمالها لا تهدد نظام منع الانتشار النووي».

وفي تراجع عن التهديدات التي أطلقتها طهران أول من أمس أعلن نائب الرئيس الايراني، غلام رضا آغا زادة، أمس في فيينا أن بلاده لا تريد الانسحاب من معاهدة الحد من الانتشار النووي.

وأدلى آغا زادة، الذي يتولى أيضا رئاسة الوكالة النووية الإيرانية، بهذه التصريحات بعد أن التقى ممثلي روسيا والصين ودول عدم الانحياز المعارضة لرفع الملف النووي الى مجلس الأمن كما يطلب الأوروبيون من الوكالة الدولية. وصرح للصحافيين على هامش اجتماع للهيئة التنفيذية للوكالة الدولية «انه سوء تفاهم. الانسحاب من المعاهدة غير مدرج على جدول أعمال الجمهورية الإسلامية».

وكان كبير المفاوضين الإيرانيين في المسألة النووية، علي لاريجاني، قد قال أول من أمس «لا نريد أن يصبح الطريق أكثر صعوبة. ولكن إذا أردتم استخدام لغة القوة، فلن يصبح أمام إيران خيار من اجل الحفاظ على إنجازاتها الفنية، سوى الانسحاب من معاهدة الحد من الانتشار النووي والبروتوكول الإضافي واستئناف عمليات التخصيب».

على صعيد ذي صلة، تبادلت ايران وإسرائيل اتهامات حادة متشنجة عن بعد أول من أمس في الجمعية العمومية للأمم المتحدة، بتهديد السلام والأمن في الشرق الأوسط من خلال البرامج النووية لكل منهما.

ففي الصباح، طلب وزير الخارجية الإسرائيلي، سيلفان شالوم، من الوكالة الدولية للطاقة الذرية منع «نظام الشر» الايراني من امتلاك أسلحة نووية، مؤكدا أن «الأمن والاستقرار في العالم على المحك».

وفي المساء، طلب المندوب الايراني أحمد سادجي الكلام للرد على شالوم وانتقد ما سماه «الادعاءات التي لا أساس لها» والتي وجهها الى بلاده «مندوب للنظام الإسرائيلي». وأكد انه لم يفاجأ «بأن تقوم إسرائيل بهذه الحملة التي لا أساس لها للتعويض على لا شرعيتها». واتهم إسرائيل بأنها استخدمت «طوال سنوات» ترسانتها النووية لتهديد «السلام والأمن في منطقة الشرق الأوسط الساخنة».

بدوره، طلب السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة، دان غيليرمان، الرد، وأعرب بسخرية، باسم كثير من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، عن تقديره «للدرس حول حقوق الإنسان والإرهاب العالمي وانتشار الأسلحة النووية من جانب واحد من أكبر الخبراء في العالم في هذه المجالات».