«الثانية الكبيسة» تشعل الحرب بين علماء الفلك

الجمعية الفلكية البريطانية تطلب بقاءها رغم تطور الساعات الذرية الدقيقة

TT

في حملة لوقف مشروع يهدف الى التخلي عن «الثانية الكبيسة» نهائيا واخراجها من التقويم السنوي، توجه علماء الفلك البريطانيون بنداء الى الاتحاد الدولي للاتصالات يطالبون فيها بالإبقاء على هذه الوحدة الثمينة التي توظف لتصحيح قياس الزمن توافقا مع حركة الارض الكونية. ومن المقرر ان يناقش الاتحاد في اجتماع له في جنيف بسويسرا في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل مقترحات للتخلي عن الثانية الكبيسة.

وناشدت الجمعية الفلكية الملكية في بريطانيا، بقوة، الحفاظ على الثانية الكبيسة، وقالت في بيان تلقت «الشرق الاوسط» نسخة منه بالبريد الالكتروني إن المقترحات لإزالتها يجب ان تؤجل بهدف منح العلماء حيزا كافيا لمناقشة سبل ضبط الزمن السنوي وتعديله.

وقد تطور فهم العلماء للزمن عبر العصور، وتوجد حاليا آليتان متميزتان لقياس الزمن، قياس الزمن المطلق الذي تنفذه الساعات الذرية عالية الدقة، وقياس الزمن اليومي الذي يستند الى دوران الارض (الزمن الشمسي) والذي يطلق عليه اسم «التوقيت العالمي المنسَّق» (يو تي سي) UTC الذي يطابق توقيت غرينتش.

وتستخدم الثانية الكبيسة كوحدة زمنية لضبط التوقيت العالمي المنسق وتطابقه مع حركة دوران الارض وموقع الشمس. وقد بدأ العلماء في توظيفها عام 1972 بوصفها «حلا وسطا» لضبط الزمن وقياسه، واستخدمت، خلال تاريخها القصير، 21 مرة، ويتوقع ان تستخدم هذه الثانية نهاية هذا العام 2005 لأن السنة كانت اطول بثانية واحدة عن السنة الماضية. وتشرف على استخدامها هيئة «خدمة دوران الارض» التي مقرها باريس وترعاها عدد من الجمعيات العلمية ومن ضمنها الاتحاد الفلكي الدولي. وسيعني اقرار المقترحات بالتخلي عن الثانية الكبيسة، ابتداء من عام 2007، حدوث اختلال بين التوقيت العالمي والزمن الشمسي، وسيتحول التوقيت العالمي الى مهمة قياس الزمن الدقيق بدلا من المهمة اليومية التي اعتاد عليها الانسان بضبط ساعته. ويقول مؤيدو الاقتراح إن الثانية الكبيسة اصبحت مشكلة للذين يبغون الحصول على اعلى دقة للزمن، بينما يقول معارضو المقترحات ان الكثير من علماء الفلك والجهات المشرفة على خدمات الاقمار الصناعية، التي تدرس البيئة والمجموعة الشمسية، لا تزال تتعامل مع الزمن الشمسي، ولذلك ينبغي التأني وعدم التخلي عن الثانية الكبيسة.