المستشار القضائي لحكومة شارون يثني على قرار تبرئة ضباط من قتل 13 من عرب 48

عضو لجنة التحقيق يتهم مزوز باتخاذ موقف عنصري تجاه العرب

TT

في الوقت الذي تجتاح فيه اسرائيل موجة من الغضب والاستياء واعمال الاحتجاج ضد قرار تبرئة ضباط في الشرطة من جريمة قتل 13 شابا عربيا من فلسطينيي 48 ، شاركوا في مسيرة احتجاجية على مجزرة الاقصى في مطلع الانتفاضة في 28 سبتمبر (ايلول) 2000 ، صدرت عن المستشار القضائي للحكومة الاسرائيلية، ميني مزوز، تصريحات رسمية يناصر فيها هذا القرار ويتبناه ويدعي انه صحيح مائة بالمائة.

وقال مزوز ان المحققين التابعين لوزارة القضاء الاسرائيلية لم يتمكنوا من جمع أدلة كافية لإدانة القتلة ولم يستطيعوا معرفة هوية القتلة. وأكد هو الآخر ان ذوي القتلى يتحملون قسطا من المسؤولية عن هذا العجز لأنهم رفضوا التعاون مع المحققين وردّوا طلبهم بإجراء تشريح لجثث الضحايا. وزادت هذه التصريحات، أمس، الطين بلّة. وخرج ضدها معظم السياسيين العرب في اسرائيل. فقال النائب عزمي بشارة، رئيس حزب التجمع الوطني، ان مزوز حاول كسب رضى اليمين الاسرائيلي اليهودي على حساب العرب. فقد دخل في احتكاك شديد معهم ابان فترة تطبيق خطة الفصل والانسحاب من قطاع غزة، عندما سمح للشرطة بأن تعتقل الصبية من أبناء وبنات المستوطنين. فغضبوا عليه وراحوا يشككون في مصداقيته. وكما قال بشارة فإن مزوز وجد في قضية قتل الشبان العرب فرصة لإزالة الانطباع عن نفسه بأنه يساري. وقال النائب محمد بركة، رئيس الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، إن موقف مزوز يعمق الشعور بأن لا أمل في البحث عن العدالة في اسرائيل وان هناك حاجة للتوجه الى الساحة القضائية العالمية.

واصدرت منظمة «عدالة» التي رفدت هذا الموضوع من الناحية القضائية، بيانا قالت فيه ان مزوز «جاء ليكمل طريق الاهمال الاجرامي الذي اتسم بعه عمل المحققين». ولكن الهجوم الأشد جاء من العالم والدبلوماسي المعروف، البروفسور شيمعون شمير، (السفير الاسرائيلي السابق في الأردن ومصر) وهو عضو اللجنة الرسمية التي حققت في أحداث أكتوبر (تشرين الاول) 2000 . فقال إن المحققين اتخذوا موقفا عنصريا من الموضوع لأن القتلى عرب، وهذا مخجل، لكن المخجل أكثر هو ان المستشار القضائي بنفسه رضخ لهذا الادعاء. وأضاف: «ليس صحيحا انه لا توجد أية أدلة. فهناك أدلة قاطعة أشارت اليها لجنة التحقيق بالبنان تخص ضابطا يدعى غاي رايف، فقد ثبت انه قتل بمسدسه الشخصي شابين وشرطيا عربيا في حرس الحدود، يدعى راشد مرشد، ثبت بأنه قتل، ما يدل على أن المحققين عملوا على تغطية السماوات بالعماوات (كما يقول المثل) وأصروا على تبرئة القتلة».