إصابة عدد من المهاجرين غير الشرعيين خلال محاولة تسلل للأراضي الإسبانية

TT

قامت أعداد كبيرة من المهاجرين المتجمعين في الجهة المغربية على الحدود بين مدينة مليلية والمغرب، معظمهم من دول ما وراء الصحراء، بمحاولة جديدة لخرق الحاجز الفاصل، أسفرت عن اصابة 12 شخصا، اثنان منهم في حالة الخطر. وأفادت معلومات صادرة عن قوى الأمن الاسبانية ان هذه المحاولة حصلت قبيل منتصف ليل أول أمس في منطقة بيناريس دي روستروغوردو حيث يبلغ علو الشريط الفاصل الموجود هناك 3 أمتار فقط، وليس 6 كما هي الحال في بعض المناطق الاخرى. وأفادت معلومات أخرى صادرة عن الحرس المدني ان عناصر منها، بمساعدة من الشرطة المحلية، اضطرت الى التدخل لإجهاض هذه المحاولة، بينما قامت عناصر أخرى من قوات الامن المغربية التابعة للدرك الملكي المغربي بالمنع من الجهة الاخرى. وهرعت فرق الانقاذ وسيارات الاسعاف الى مكان الحادث لنقل الجرحى الى المستشفى القريب. وأفادت مصادر طبية اسبانية ان الجروح نتجت عن السقوط من أعلى الشريط اثناء محاولة القفز الى الجهة الاسبانية.

وأضافت المعلومات الصادرة عن الحرس المدني انه منذ بداية العام الحالي تم إحصاء 12 الف محاولة لخرق الشريط الفاصل بين حدود البلدين، شارك في 20 منها، العشرات والبعض منها المئات، وتمكن حوالي 300 منهم، في شهري أغسطس (آب) وسبتمبر (أيلول) فقط، من العبور الى الاراضي الاسبانية بدون الوقوع فى قبضة حراس الحدود. وأسفرت هذه المحاولات عن مقتل 3 منهم، أحدهم مات في الجهة المغربية والباقي في مستشفيات مدينة مليلية. وإحدى هذه المحاولات التي شارك فيها العشرات حصلت في الثامن والعشرين من أغسطس الماضي واسفرت عن مقتل شاب من الكاميرون عمره 17 سنة ويدعى جوزيف ابوناو. وفي الثامن من سبتمبر (أيلول) الجاري حصلت محاولة اخرى أصيب أثناءها شاب آخر بجروح خطيرة أدت الى وفاته في المستشفى في الثاني عشر من الشهر نفسه، ولم تعرف هويته حتى الآن. وفي الخامس عشر من هذا الشهر توفي في المستشفى شاب آخر أصيب بجروح، تبين فيما انها ناتجة عن مشاركته في احدى المحاولات السابقة لتخطي الشريط الفاصل بين الحدود.

ووجهت عدة منظمات غير حكومية أصابع الاتهام الى عناصر الحرس المدني الاسباني بسبب القمع العنيف، سارعت على اثرها مصادره الى نفي جميع الاتهامات نفيا قاطعا ورفض اي مسؤولية لها في هذا الشأن.

من جهة أخرى، واثناء الاجتماع الجانبي الذي عقده مع نظيره المغربي محمد بن عيسى أول من أمس في مقر منظمة الامم المتحدة بنيويورك، نقل وزير الخارجية والتعاون الاسباني ميغيل أنخل موراتينوس الى الرباط قلق الحكومة الاسبانية بشأن مصير السجناء الصحراويين. وكانت مصادر دبلوماسية اسبانية قد افادت ان موراتينوس «نقل قلق مدريد بشأن وضع السجناء الصحراويين» الى نظيره المغربي اثناء الاجتماع الذي عقداه ودام حوالي نصف ساعة. وتطرقا اثناء الاجتماع الى الحديث عن العلاقات الثنائية بين البلدين وعن الوضع الاقليمي بشكل عام وبالأخص موضوع الصحراء الغربية وذلك في «جو من الألفة التي تخيم دائما على الاجتماعات بين بن عيسى وموراتينوس». وفي الخطاب الذي ألقاه وزير الخارجية والتعاون الاسباني أمام الجمعية العامة للامم المتحدة أكد ان الدبلوماسية الاسبانية تعمل جاهدة للتوصل «الى حل عادل لنزاع الصحراء في اطار الأمم المتحدة».