تواصل مسلسل قتل الصحافيين في العراق .. والجيش الأميركي يشن غارات في الشمال

مقتل 8 في هجوم بري وجوي على وكر للمسلحين في حي يعج بالدبلوماسيين الأجانب ببغداد

TT

أعلن مصدر في الشرطة العراقية في الموصل، مقتل صحافيين اثنين عراقيين يعملان في صحيفة «السفير» المحلية خلال يومين في هذه المدينة، في تواصل لمسلسل قتل الصحافيين في العراق.

وقال المصدر «قتل فراس المعاضيدي، 36 عاما، الذي يعمل صحافيا في صحيفة «السفير» ومقرها بغداد بإطلاق نار من مسلحين مجهولين، امام منزل الصحافي في حي النور وسط الموصل». من جهة اخرى، افاد مصدر في صحيفة السفير في بغداد عن مقتل «هند اسماعيل التي كانت تعمل لنفس الصحفية المستقلة» يوم الاثنين في الموصل.

وأفادت مصادر في وزارتي الداخلية والدفاع العراقيتين امس عن مقتل خمسة مسلحين وثلاثة عناصر من قوات الامن العراقية في بغداد اثناء تبادل لإطلاق نار في محيط منزل كان يحتجز فيه عراقي رهينة. وجرح ثلاثة من الشرطة وجنديان ايضا في هذا الحادث الذي وقع في حي المنصور غرب بغداد، كما اضاف المصدر. وشاركت في الهجوم قوات الشرطة والجيش العراقي والجيش الأميركي وطائرات مروحية اميركية. وقد بدأ الهجوم الساعة الثامنة والنصف من صباح يوم امس وانتهى بعد الساعة الثانية ظهرا بقليل، حيث دمر المبنى الذي يقع في الحي خلف مطعم الساعة والذي يعج بدور بعض الدبلوماسيين العرب والأجانب المعتمدين في العراق فضلا عن مقرات بعض السفارات. وأكد شاهد عيان لـ«الشرق الاوسط» ان احد الرهائن تمكن من الفرار من العناصر المسلحة واستنجد بالشرطة العراقية، حيث كان دليلا على وجودهم في البيت الذي يبدو انه كان مهجورا.

ونفى مصدر مقرب من السفارة الاماراتية ما اشيع من انباء عن تعرض المسلحين للسفارة، وقال «ان السفارة تبعد كثيرا عن مكان الحادث، ولا صحة لما أشيع من معلومات».

ويقوم الجيش الاميركي منذ اول من امس بعملية في مدينة الضلوعية على مسافة 75 كلم شمال بغداد، حيث شن غارات جوية. ورفضت القوة المتعددة الجنسيات الادلاء بأي تعليق. وقال مصدر في وزارة الداخلية «ان الجيش الاميركي ينفذ عملية منذ الثلاثاء في حي جبور في الضلوعية وقد شن ضربات جوية».

وقال المصدر لوكالة الصحافة الفرنسية، ان القوات الاميركية طوقت المنطقة، بدون ان يكون في وسعه ان يحدد ما اذا كانت العملية اسفرت عن ضحايا. وقال منتظر الجبوري، المقيم في الحي، ان حوادث وقعت فيه اول من امس. وروي ان خمس شاحنات دون عليها اسم شركة كويتية وتواكبها آليات عسكرية اميركية وقعت في كمين الثلاثاء وأحرقت. وتابع «رأيت جثة احد السائقين قرب شاحنته المشتعلة».

وقال الشاهد ان قافلة الشاحنات اخطأت طريقها وضلت فنصب لها مسلحون كمينا. وقال يمار محمد علوان، المقيم ايضا في الحي، ان الجيش الاميركي قبض فيما بعد على عدد من سكان الحي.

الى ذلك، عثرت مفارز من قيادة شرطة محافظة العمارة أمس على مخبأ كبير للذخيرة في منطقة الطيب الحدودية مع إيران. وقال ضابط برتبة رائد في الشرطة لـ«الشرق الأوسط» ان المخبأ احتوى على 160 قذيفة عيار 106 ملم و170 قذيفة عيار 57 ملم وعشر قذائف مضادة للدروع و14 قنبلة مدفع عيار 155 ملم و18 شريط اطلاق لمدفع رشاش و 40 صاعق تفجير، مشيرا الى ان «المخبأ بالرغم من كونه في منطقة مهجورة إلا انه منظم بشكل يوحي انه معد لمجوعة إرهابية». وتعرض مبنى ديوان محافظة البصرة فجر أمس لقصف بقنابل الهاون أطلقه مجهولون سقط؛ بعضها على سطح المبنى ولم تحدث سوى خسائر مادية بسيطة. وقال ضابط في شرطة النجدة لـ«الشرق الأوسط» ان مبنى المحافظة الذي يقع في وسط حي الساعي السكني كان مستهدفا منذ أربعة أيام من قبل مجهولين أخذوا يناورون في هاون من العيار الصغير وفي ساعات متفاوتة من الليل لإطلاق ما بين ثلاث الى خمس قنابل في كل مرة ثم يلوذون بالفرار، مشيرا الى ان الجهات الأمنية في طريقها للوصول الى الفاعلين واحالتهم للقضاء.

الى ذلك، أشادت الحكومة العراقية بالاجراءات الامنية التي اتخذتها وزارتا الدفاع والداخلية خلال الزيارة الشعبانية التي شهدتها مدينة كربلاء المقدسة، جاء ذلك في بيان صادر من مجلس رئاسة الوزراء للدكتور روز نوري شاويس رئيس الوزراء العراقي بالوكالة. وقال « لا يسعني إلا أن أشيد بالدور المميز للعمليات الأمنية الناجحة لقوى الامن والشرطة العراقية اثناء الزيارة الشعبانية المباركة في الحفاظ على الزائرين، كما أؤكد على دور المواطنين الفعال في التعاون مع قوى الامن وتمكنهم من مراقبة وتحديد السيارات والغرباء الذين كانوا يعتزمون إلحاق الضرر بالزائرين، آملين أن تتطور هذه الممارسة ومستوى التعاون بين قوات الامن العراقية واللجان الشعبية والمتطوعين من المواطنين من واقع أن القضاء على الارهاب هي مهمتنا جميعاً، لكي يعم الأمن والنظام في بلدنا، وبما يتيح لكافة ابناء شعبنا ممارسة شعائرهم وحياتهم الاجتماعية والسياسية وفقاً للقانون، وبعيداً عن قوى الشر التي تستهدف الابرياء في كل مناطق العراق».

يذكر ان قوات الأمن العراقية من الجيش والشرطة كانت قد انتشرت في الطرق المؤدية الى مدينة كربلاء، ابتداء من الدورة في جنوب بغداد ومرورا بالمناطق التي تسمى بمثلث الموت.