على غرار وجوده داخل الحزب الوطني الحاكم في مصر اعترف عضو مكتب الارشاد في جماعة الاخوان المسلمين المحظورة الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح بوجود تيار اصلاحي داخل الجماعة وقال «الاخوان بهم تيار اصلاحي فاعل وكتلة كبيرة تؤمن بالحوار مع الآخر وتقبل بالرأي والرأي الآخر».
غير أن أبو الفتوح استدرك كلامه وعاد ليقول «ولكن هذا لا ينفي وجود التيار المحافظ القديم وأن كلا من التيارين يزيدان من قوة تنظيم الاخوان ويحفظان توازن الجماعة من الداخل».
وأضاف أبو الفتوح خلال ندوة حضرها في مركز الدراسات الاشتراكية مساء أمس الأول أن الحياة السياسية تتطلب وجود تنظيمات وتيارات أخرى قوية داخل المجتمع لتزيد المنافسة داخل العمل السياسي المصري لإخراج مصر من أزمتها الحالية.
ورغم الخلافات التي تزايدت أخيرا بين الجماعة وعدد من الأحزاب المصرية إلا أن أبو الفتوح كشف عن وجود عملية تنسيق مع الأحزاب الرئيسية في مصر وهي (الوفد والتجمع والناصري) وبعض القوى الأخرى للوصول إلى وحدة المعارضة رغم العراقيل التي تضعها الحكومة المصرية ضد تقارب المعارضة مؤكداً أن وحدة المعارضة تعد بداية عملية للخروج من الأزمة السياسية التي تعاني منها مصر وأنها ستكون كاشفة وفاضحة لموقف الحزب الحاكم.
ونفى أبو الفتوح أن تكون جماعته تسعى لإنشاء حزب ديني وقال: الاخوان لا يريدون حزباً دينياً ولكنهم يأملون في حزب مدني غير أن الحكومة لن تسمح لهم بحزب مدني أو ديني لأن الدولة لا تقبل بوجود أحزاب أو تجمعات نشطة على الساحة المصرية.
وفيما أكد أبو الفتوح أن الاخوان ليسوا ضد شخص الرئيس مبارك ولكنهم ضده كنظام حكم.. قال إن الاخوان لا يعيبون على من قاطعوا الانتخابات الرئاسية الأخيرة ولكنهم يعيبون على من يقول إن هناك صفقات بين الاخوان والحكومة أو بين أي من قوى المعارضة والحكومة لافتاً إلى أن الدولة أضعف من أن تعقد صفقات مع الاخوان أو المعارضة الحقيقية في مصر وأن الاخوان ليس هدفهم الأساسي انتخابات البرلمان القادمة بل لديهم مطالب أكبر بإجراء انتخابات حرة ونزيهة وإصلاح المجتمع بنوع من الشفافية.
من ناحية أخرى علمت «الشرق الأوسط» أن الجماعة قررت مبدئيا الدفع بـ 170 مرشحا من قياداتها لخوض انتخابات مجلس الشعب (البرلمان) والتي تجرى في نوفمبر القادم.
وأضافت المصادر أن مكتب الإرشاد وقيادات الجماعة سيعقدون اجتماعا لاتخاذ القرار النهائي بشأن العدد وتوزيع الدوائر.
وأوضحت المصادر أن هناك اتجاها لترشيح الصحافي عبد الجليل الشرنوبي رئيس تحرير موقع «إخوان أون لاين» في دائرة الزيتون والتي يمثلها الدكتور زكريا عزمي رئيس ديوان رئيس الجمهورية ولكن قيادات عديدة بالجماعة ترفض ذلك وتقترح ترشيحه في دائرة أخرى في شرق القاهرة. وأكملت المصادر أن الإخوان سيرشحون عددا كبيرا في الصعيد جنوب مصر، على الرغم من انخفاض نسبة المنتمين للجماعة في الصعيد مقارنة بمحافظات الوجه البحري في شمال البلاد.
وأوضحت المصادر أن أهم الأسماء التي تقرر ترشيحها حتى الآن: حازم صلاح أبو إسماعيل محام وعضو مجلس نقابة المحامين لدائرة الدقي، والدكتور حسن الحيوان، طبيب، ونجل الصحافي محمد الحيوان في محافظة الشرقية، والدكتور خالد عودة نجل القيادي التاريخي بالجماعة عبد القادر عودة، وذلك في إحدى دوائر محافظة أسيوط، وكذلك ترشيح 12 قياديا بمحافظة الشرقية، والدكتور مكارم الديري استاذة الأدب والنقد بجامعة الأزهر في دائرة مصر الجديدة ومدينة نصر.
Atef1