أعلن المركز القومي الأميركي للأعاصير أن الإعصار ريتا يجتاح شرق خليج المكسيك ومن المتوقع ان يضرب عددا من الولايات التي تأثرت بإعصار كاترينا ليصل إلى ولاية تكساس في عطلة نهاية الاسبوع. وحذر المركز من أن قوة الإعصار اشتدت ليصبح من الدرجة الرابعة وهي ثاني أعلى درجة في مقياس للاعاصير من خمس درجات وتوازي قوة الاعصار كاترينا الذي دمر منطقة خليج المكسيك منذ ثلاثة اسابيع.
وقد أعلن حاكم ولاية فلوريدا جيب بوش حالة الطوارئ في ولايته مما يتيح للولاية الإشراف على عمليات الإجلاء واستدعاء الحرس الوطني للمساعدة في جهود الإغاثة. كما أعلنت شركات النفط عن اجلاء مئات العمال من منصات انتاج بحرية في خليج المكسيك الذي يأتي منه ثلث انتاج الولايات المتحدة النفطي. ومن بين هذه الشركات قالت شيفرون انها بدأت اغلاق مصفاة لها طاقتها 72 الف برميل يوميا في تكساس سيتي في ولاية تكساس قبل قدوم الاعصار ريتا وانه من المتوقع ان يكتمل الاغلاق في وقت لاحق. ويجري إجلاء عشرات الآلاف من سكان المدن الساحلية. كما وضعت مدينة نيو أورليانز، التي ضربها إعصار كاترينا الشهر الماضي، في حالة تأهب تحسبا لأن تسبب العاصفة الجديدة فيضانات. وبدأت القوات والإمدادات في الوصول إلى المنطقة لاحتواء آثار الإعصار بعد مروره. يذكر أن موسم الأعاصير في هذه المنطقة يبدأ من الأول من يوينو (حزيران) وحتى 30 نوفمبر (تشرين الثاني). وتسعى السلطات، لتجنب الانتقادات التي تعرضت لها عقب إعصار كاترينا، الذي ارتفع العدد الرسمي لضحاياه إلى حوالي ألف قتيل.
ومع اقتراب الاعصار ريتا اعلنت لويزيانا حالة الطوارئ واستعدت نيو اورليانز التي غمرت مياه الفيضان 80 في المائة منها عندما هدم الاعصار كاترينا اجزاء من سدودها. وقال رئيس البلدية راي ناجين انه تم بالفعل اجلاء اشخاص في حافلتين وان 500 حافلة اخرى تنتظر. وقال «نحن مستعدون بدرجة أفضل هذه المرة. تعلمنا الكثير من الدروس الصعبة».
واستعد مسؤولون على امتداد ساحل الخليج في تكساس للاعصار ريتا، بينما ما زالت صور الخراب الذي احدثه الاعصار كاترينا ماثلة في الاذهان. وصدرت اوامر اخلاء لجالفيستون وتزمع عدة مدارس في المنطقة الغاء الدراسة.
ويواجه نحو 1100 من الذين تم اجلاؤهم في الاعصار كاترينا وما زالوا في هيوستن في ملجأين عملية اجلاء اخرى حيث وجدت المدينة نفسها في المسار المحتمل للاعصار ريتا. ويجري ارسالهم الى فورت شافي في اركنسو.
وكان مركز الاعصار ريتا يبعد نحو 235 كيلومترا غرب كي ويست في فلوريدا في الساعة الثانية صباحا (السادسة بتوقيت غرينتش). وقال المركز القومي الاميركي للاعاصير ان الاعصار اتجه غربا الى خليج المكسيك في الجنوب الشرقي بسرعة 22 كيلومترا في الساعة.
وقال مركز الاعاصير ان ريتا سيصبح على الارجح اعصارا من الفئة الرابعة على مقياس سافير ـ سيمبسون برياح شدتها 210 كيلومترات في الساعة بحلول المساء.
وقال نائب مدير مركز الاعاصير ايد رابابورت لشبكة تلفزيون «سي.ان.ان» الاخبارية الاميركية «الاحوال فوق وسط الخليج تشبه الى حد كبير ما كانت عليه اثناء الاعصار كاترينا».
وبدأت شركات النفط في اخلاء الحفارات العائمة في خليج المكسيك بعد ان كانت قد بدأت في التعافي في اعقاب الاعصار كاترينا.
وبدأت البحرية في تحريك القطع الباقية من اسطول الاغاثة اثناء الاعصار كاترينا ومن بينها السفينة ايوا جيما بعيدا عن ساحل الخليج لتجنب أي اثار محتملة للاعصار ريتا.
وتم اطلاع الرئيس جورج بوش على تطورات العاصفة المتنامية على متن سفينة الانزال ايوا جيما والتي ترسو في نيو اورليانز واستخدمت مقر قيادة لعمليات الاغاثة اثناء الاعصار كاترينا.
وقال بوش الذي تعرض لانتقادات بسبب بطء تحرك الحكومة الاتحادية اثناء الاعصار كاترينا «تم اطلاعي على التخطيط بشأن ما نصلي حتى لا يصبح عاصفة مدمرة. لكن هناك عاصفة قادمة».
ويشعر سكان فلوريدا كيز بالامتنان لان ريتا لم يضرب منطقتهم بقوة. ووقع بوش اعلان طوارئ يجعل المساعدات الاتحادية متاحة لفلوريدا بناء على طلب اخيه جيب بوش حاكم ولاية فلوريدا. وريتا هو سابع اعصار يضرب فلوريدا في 13 شهرا.
وقال جيمي ويكلي رئيس بلدية كي ويست للصحافيين «لم نواجه الفيضانات التي اعتقدنا اننا سنواجهها. كنا محظوظين للغاية».
وصدرت الاوامر باجلاء جميع السكان البالغ عددهم 80 الفا من سلسلة جزر كيز لكن كثيرين منهم بقوا في منازلهم. ودفعت رياح الاعصار ريتا مياه البحر والرمال والاعشاب البحرية نحو الطريق الرئيسي وهو الطريق الوحيد الذي يربط الجزر بالولاية وغمرت المياه بعض المباني. واجتاحت العاصفة الشوارع وتسببت في انقطاع الكهرباء في كي ويست.