وفد أميركي يبحث مع مسؤولين في الكويت مراقبة العمل الخيري وتنظيمه

السفير الأميركي: على الكويت معرفة أين تتجه أموال التبرعات

TT

شهد الأسبوع الماضي سباقا محموما بين وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل الكويتية، وبين بعض الجمعيات الخيرية في محاولة للوصول إلى صيغة مناسبة لجمع التبرعات وفق الضوابط التي وضعتها الوزارة، وذلك للتصدي لأي نوع من محاولات استغلال أموال التبرعات في تمويل الأنشطة الإرهابية. وجاء هذا تزامناً مع زيارة بدأها وفد تابع لوزارة الخزانة الأميركية، اول من امس، الى الكويت، حيث عقد اجتماعات مع الوزير الكويتي فيصل الحجي بهدف السعي لمنع العمل الخيري من أن يكون مصدرا للإرهاب والعنف.

وافادت مصادر مطلعة ان الوفد بحث مع الوزير خلال الاجتماع إجراءات الوزارة في مراقبة أموال العمل الخيري وتنظيمه، وأوجه صرفه، فضلا عن كيفية رصد الأموال النقدية، وتمويل الإرهاب، إضافة إلى إطلاعه على آلية تنظيم العمل الخيري الجديدة، خاصة بعد أن بادرت وزارة الشؤون الاجتماعية بإلزام الجمعيات الخيرية جمع التبرعات خلال شهر رمضان عبر كوبونات حددتها الوزارة وتخضع لرقابتها بنحو يكشف عن الأموال التي تم جمعها. وقد اكد هذا الامر السفير الأميركي لدى الكويت، ريتشارد ليبارون، الذي حضر الاجتماع، وقال: «يجب أن تعرف الكويت أين توجه أموال التبرعات والعمل الخيري».

من جهته، أكد الوزير الحجي في تصريح للصحافيين عقب الاجتماع «ان الوفد ليس مطالبا بتقييمنا، لاسيما ان مراقبة جمع التبرعات محكومة ومنضبطة»، لافتا إلى أن مساعد وزير الخزانة الأميركية حضر إلى الكويت ليوضح دور الجهاز الذي يرأسه في إحكام الرقابة والسيطرة على أي تسريب في أي اتجاه من شأنه أن يمول الإرهاب. وأضاف الحجي أن الوفد قدم العديد من الإجراءات المتخذة في هذا الشأن، مشيرا إلى أن الوفد سأل عن الخطوات التي تتبعها الوزارة في متابعة العمل الخيري، لكننا «أكدنا لهم أن العمل الخيري في الكويت حقيقي، وليست له أي علاقة بتمويل الإرهاب، وان الجمعيات الخيرية السبع وبيت الزكاة والهيئة الإسلامية العالمية، تقدم مشاريع محددة وتقارير كاملة عنها».

وأعلن الحجي ان هناك لجانا مشتركة بين وزارة الشؤون الاجتماعية والجمعيات الخيرية للاطلاع على المشاريع الخيرية في الخارج، لافتا إلى أن هناك وفودا مشتركة من الوزارة والجمعيات الخيرية كانت قد زارت أعمال الجمعيات الخيرية في الخارج في كل من بنغلاديش وتركيا والبوسنة، واطلعت على أعمال هذه المشاريع عن كثب، مشيرا إلى أن «الجمعيات الخيرية حريصة على عدم تسريب فلس واحد لأي عمل إرهابي من شأنه أن يمس الإنسانية في أي مكان».

بدوره، وصف رئيس وفد الخزانة الأميركي ومدير إدارة الأصول الأجنبية في الولايات المتحدة، روبرت وارنر، اجتماعاته مع الجهات الحكومية الكويتية المختصة بأنها ناجحة وفعالة، وقال: «كانت فرصة جيدة لتبادل وجهات النظر والمعلومات، وهي خطوات بناءة في المستقبل للتعاون بين البلدين»، موضحا أن تركيز الوفد ليس منصبا على العمل الخيري فقط بل إننا نهتم بقطع أي تمويل للإرهاب في الخارج.

كذلك، أكد الوكيل المساعد لشؤون المساجد في وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، عبد الله شهاب، أن الوزارة تسعى جاهدة لتنظيم عملية جمع التبرعات بما يدفع نحو تنمية أعمال الخير وضرورة تنظيم آلية عملها، مشيراً إلى أن الجهات المعنية من جمعيات خيرية وغيرها تسعى هي الاخرى للتنسيق بهدف الوصول إلى عمل منظم وقانوني يقنن آلية عمل جمع التبرعات ويسمح لعمل الخير بأن يأخذ حقه ويسير بنحو واضح وشفاف.