التوتر السياسي ينحسر بعد «توضيحات» متبادلة بين بري والسنيورة و«حزب الله»

المآخذ على تصريح رايس عن القرار 1559 تتحول إلى تحفظات على «صمت» رئيس الحكومة

TT

تراجعت حدة «التوتر السياسي» في لبنان على خلفية «التشكيك» الذي ساد التصريحات السياسية، عقب انعقاد مؤتمر دعم لبنان في نيويورك على هامش اعمال الجمعية العامة للامم المتحدة وما رافقه من تصريحات اميركية واوروبية عن ضرورة تنفيذ القرار 1559 المتعلق بنزع سلاح الميليشيات (في اشارة الى سلاح حزب الله) وهو ما لاقى ردود فعل لبنانية، خصوصاً من جانب رئيس مجلس النواب نبيه بري وحزب الله، وقد استدعت هذه المواقف صدور مواقف مضادة من قبل «تيار المستقبل» الذي يقوده النائب سعد الحريري.

وساهمت التصريحات التي ادلى بها رئيس الحكومة فؤاد السنيورة قبيل عودته الى بيروت واشارت فيها الى ضرورة قيام «المزيد من الحوار الداخلي» حول القرار 1559في تأكيد عدم وجود «ازمة ثقة» مع الرئيس السنيورة على الرغم من وجود «ملاحظات».

ومع عودة السنيورة، سينطلق حوار بينه وبين بري و«حزب الله» لتوضيح ملابسات ما جرى، بحسب ما اكد النائب علي خليل القريب من بري ومصدر مسؤول في «حزب الله» لـ«الشرق الأوسط». وقال خليل المعروف بانه «اليد اليمنى» لبري ان عودة الرئيس السنيورة «تجعل النقاش محلياً»، مشيراً الى «ان جلسة مجلس النواب الاربعاء المقبل ستكون مناسبة لطرح هذا الموضوع ومناقشته». وتوقع حصول اتصالات بين بري والسنيورة قبل انعقاد هذه الجلسة، قائلاً: «لا توجد لدينا هواجس بخصوص مواقف الرئيس السنيورة، لكن لدينا تساؤلات حول عدم قيامه بايضاح موقف لبنان مباشرة بعد حديث وزيرة الخارجية الاميركية (كوندوليزا رايس) عن القرار 1559»، معتبراً انه «كان من المفيد لو ان الرئيس السنيورة تكلم مباشرة بعد رايس ليقول ما قاله اليوم (امس)، فيؤكد الثوابت اللبنانية حياله». وشدد خليل على انه لا توجد «ازمة ثقة» مع الرئيس السنيورة، قائلاً: «نحن نحاول تصويب الاداء فقط».

وكان خليل قد قال في حديث تلفزيوني صباحاً ان وزراء «حزب الله» وحركة «امل» سيقاطعون الحكومة عندما تصل سياساتها الى مرحلة تستوجب ذلك، مشيراً الى «ان تحفظ رئيس الحكومة فؤاد السنيورة على الرد على كلام وزيرة الخارجية الاميركية يدفع الى القلق».

وقال مصدر مسؤول في«حزب الله» انه ينتظر عودة الرئيس السنيورة لانه «لا يريد الذهاب بعيداً في سوء الظن»، وافاد ان اتصالات ستجرى مع السنيورة ومساعديه بعد عودتهم، مشيراً الى ان «العلاقة مع تيار المستقبل منفتحة وطيبة وايجابية»، وشدد على ان الحزب «لا يشكك بنيات تيار المستقبل، بل بنيات واهداف الولايات المتحدة».

وكان الرئيس السنيورة قد انهى زيارته الى الولايات المتحدة بعد اجتماعات في واشنطن التقى خلالها اول من امس نائب الرئيس الاميركي ديك تشيني ومستشار الأمن القومي ستيفن هادلي وعاد الى بيروت عن طريق باريس حيث التقى عقيلة الرئيس الراحل رفيق الحريري السيدة نازك.

وقد وصف السنيورة في تصريح ادلى به عقب زيارته الى واشنطن بانها «ناجحة وعبرت عن مدى التأييد الذي تكنه الادارة الاميركية للحكومة اللبنانية»، وقال: «اما في شأن القرار 1559 قد بينا انه قد جرى تنفيذ بعض الفقرات وتبقى هناك فقرات اخرى بحاجة الى مزيد من الحوار الداخلي الذي يوصل الى توافق بين اللبنانيين على كيفية احترام هذا القرار».

وفي حديث لاذاعة «سوا» الاميركية دعا الرئيس السنيورة الى «الخروج من منطق المزايدات والاثمان السياسية التي يروج لها البعض في بيروت»، وقال انه سيتمنى على رئيس المجلس النيابي نبيه بري الدعوة الى عقد جلسة نيابية لتبيان ومناقشة حقيقة المواضيع التي جرى بحثها في واشنطن ونيويورك من ضمن الاصول الديمقراطية.

اما في بيروت فقد تواصل «النقاش» المفتوح حول خلفيات اجتماع نيويورك، وقد عقدت قيادتا «حزب الله» وحركة «امل» التي يرأسها الرئيس بري لقاء اصدرتا في ختامه بياناً دعتا فيه «كل القوى السياسية اللبنانية الى الانفتاح والحوار بغض النظر عن مواقعها ومواقفها، للوصول الى خطاب وطني جامع يؤكد الالتزام بالثوابت التي شكلت مناعة لبنان وقوته، من الوحدة الوطنية الداخلية، الى حماية المقاومة ورفض الاملاءات والوصايات الخارجية».