مركز الأعاصير الأميركي: الإعصار ريتا «قد يكون كارثيا»

يتوقع أن يضرب سواحل ولاية تكساس الليلة أو صباح غد بعدما تسبب في عمليات إجلاء جديدة

TT

هيوستن ـ ميامي (الولايات المتحدة) ـ أ.ف.ب: حذر المركز الوطني للاعاصير (مقره ميامي) أمس من ان الإعصار ريتا الذي سيضرب سواحل ولاية تكساس جنوب الولايات المتحدة الليلة او صباح غد، «قد يكون كارثيا». وافاد المركز ان «ريتا إعصار من الدرجة الخامسة من المحتمل ان يكون كارثيا. ورغم توقع بعض التراجع فسيطال الساحل مساء اليوم او صباح غد كاعصار شديد من الدرجة الثالثة في الاقل».

ويصاحب ريتا حاليا هواء بسرعة 280 كلم في الساعة، وياتي هذا الاعصار بعد اقل من شهر على الإعصار كاترينا (الدرجة الرابعة) الذي اجتاح مدينة نيو اورلينز واسفر عن مقتل اكثر من الف شخص في الولايات الثلاث الجنوبية لويزيانا وألاباما وميسيسيبي.

وحدد موقعه منتصف أمس على بعد 790 كلم جنوب شرقي غلافستون (تكساس) حيث صدر امر باخلاء المنطقة.

وافاد خبراء المناخ ان البحر ارتفع 30 سنتيمترا عن مستواه الطبيعي على طول سواحل ميسيسيبي ولويزيانا، وتحديدا في المناطق التي سبق ان ضربها كاترينا. ومقياس سافير ـ سمبسون الذي تقاس على اساسه قوة الاعاصير يشمل خمس درجات.

وامر رئيس بلدية غلافستون، المدينة التي ضربها اعصار قوي عام 1900 ادى الى مقتل 8 الى 12 الف شخص، باجلاء سكان المدينة البالغ عددهم 57 الف نسمة. ويتقدم الاعصار بسرعة 15 كلم في الساعة لكن سرعته ستزيد في الساعات الـ24 المقبلة. كما اعلن المركز الوطني الاميركي للأعاصير في ميامي.

وسيضرب الاعصار المنطقة الواقعة على بعد ما بين 60 و120 كلم جنوب غرب هيوستن وستكون هذه المدينة الكبرى بالتالي معرضة «للجانب الاسوأ» من الإعصار حيث ستهب الرياح الاكثر شدة.

لكن من المحتمل ان يتغير مسار الاعصار فيما يعتبر قسم كبير من سواحل تكساس ولويزيانا بما يشمل نيو اورلينز التي ضربها الاعصار كاترينا الشهر الماضي، مناطق معرضة للخطر.

من جهة اخرى، اعلن الرئيس جورج بوش حال الطوارئ في تكساس ولويزيانا مما يتيح لهاتين الولايتين في الجنوب تلقي المساعدات الفيدرالية بعد مرور الإعصار ريتا.

ويهدد ريتا عدة مراكز تكرير كبرى في خليج المكسيك، المنطقة التي تنتج ثلث النفط في الولايات المتحدة كما حذر الاربعاء تقرير صادر عن الوكالة الفيدرالية الأميركية للمعلومات حول الطاقة.

ودعا حاكم تكساس ريك بيري سكان المناطق الساحلية الى اخلاء المنطقة قبل مرور ريتا.

وقال بيري عند دعوته السكان الى مغادرة منازلهم اعتبارا من الاربعاء ان «الاعصار كاترينا يذكرنا بأنه من الآن والى ان نعرف المكان الذي سيضرب فيه الاعصار، سيكون فات الاوات لبدء عملية اجلاء كثيفة».

وحشد حاكم الولاية خمسة الاف عنصر من الحرس الوطني لعمليات الانقاذ ونصح السكان بالتزود بالوقود ووضع وثائقهم الاساسية في مكان آمن وتخزين المؤن والمياه والأدوية لفترة تمتد الى ثلاثة اشهر.

وريتا الذي كانت تبلغ قوته 4 درجات، ضرب في وقت مبكر الاربعاء ارخبيل كيز (جنوب فلوريدا) وغرب كوبا مما ادى الى انقطاع الكهرباء وعمليات اجلاء. ثم وصل الاعصار مساء الاربعاء الى خليج المكسيك حيث زادت المياه الساخنة من قوته لتصل الى الدرجة الخامسة.

وكان كاترينا الذي ادى مروره الى سقوط اكثر من الف قتيل ودمار كبير في نيو اورلينز، قد وصل ايضا الى الدرجة الخامسة فوق خليج المكسيك ليعود الى الفئة الرابعة حين ضرب ساحل مسيسيبي في 29 اغسطس.

وبعدما عاد سكان نيو اورلينز الذين تم اجلاؤهم في ظروف كانت مأساوية في بعض الاحيان حيث غمرت المياه 80% من مدينتهم، لتفقد منازلهم اضطروا للنزوح مرة جديدة تحسبا لوصول ريتا. وفي تكساس، تم إجلاء حوالي سبعة الاف لاجئ استضافتهم هيوستن اثر مرور كاترينا، الى ملاجئ ثانية مرة اخرى في اركنسو وتينيسي هربا من ريتا. ودعا رئيس بلدية هيوستن بيل وايت الى اخلاء طوعي للمناطق المعرضة لأن تغمرها المياه.