رئيس المراسم الملكية السعودية محدث بارع ورجل دقيق في العمل والتفاصيل

عبد الرحمن الطبيشي يحرص على النظام والتنظيم ويحب القراءة والاطلاع

TT

يمكن تلخيص حياة رئيس المراسم في الديوان الملكي السعودي محمد بن عبد الرحمن الطبيشي بأنه رجل «مؤمن بالنظام»، ويهتم بأدق التفاصيل في حياته العملية. يصفه المقربون منه بأنه «دقيق كساعة سويسرية». ويرجعون مزاياه العملية الى علاقته المباشرة بالملك عبد الله بن عبد العزيز وهي تمتد الى أكثر من عشرين عاما، والتي كان لها أبلغ الأثر في حياته العملية، فقد «تشرَّب طباع الملك عبد الله وعاداته في حب النظام والتنظيم».

وهم يؤكدون أن الرجل استطاع أن يحقق المعادلة الصعبة في علم الإدارة الحديثة. فبالرغم من حرصه المتفاني في إنجاز الأعمال بصورتها المثالية في الدقة والتنظيم، إلا أنه كقائد إداري لا يؤمن بالمركزية في أداء واجبات العمل، لكنه حريص على متابعة أدق التفاصيل والاطمئنان الى نتيجتها النهائية.

يرى المقربون منه أن رئيس المراسم الملكية الجديد يمتلك عقلية معمارية قادرة على تنظيم المهمات والأعمال اليومية المناطة به بدقة عجيبة، وتوزيعها على فرق العمل المرتبطة به، وهو صارم بشدة أمام أي تقاعس عن تنفيذ العمل بالوجه المرسوم له، لكنه لا يحمل في قلبه (الطيب) على أي موظف سَهَا أو أخطأ. ويكتفي عادة بتحديد مكمن الخطأ، والتنبيه إلى عدم تكراره مرة أخرى.

ومحمد الطبيشي، هو الابن الأكبر للشيخ عبد الرحمن الطبيشي الذي كان رئيسا للخاصة الملكية في عهد الملك المؤسس الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود، وأحد رجالاته المقربين. وعرف عن والده الراحل أنه «رجل كبير الهمة عالي القدر، يبدي همة فائقة في عمله الخطير المتعدد المسؤوليات، ويتمتع بثقة الملك ورضاه، ويتحلى بآيات من الخصال الكريمة، فهو محدث بارع من الطراز الأول يحب النصح لنفسه وإخوانه المسلمين. كما أنه شخصية عريقة كريمة يُجِلها من لا يعرفها، ويتفانى في حبها من يعرفها لما انطوت عليه من فضل ومآثر».

كما عرف عن والده أنه مثل صالح وقدوة حسنة في عمله وفي حياته الخاصة. فقد كان يعيش لغيره أكثر مما يعيش لنفسه. كان شغوفا بقضاء حوائج الناس وخدمتهم في أمور دينهم ودنياهم.

وكان هذا الإرث الكبير الذي استمده من والده دافعا له في حب الخير للجميع، فهو يهتم بجميع من حوله بدون النظر الى المكانة العملية أو العلمية. يقول أحد المرافقين له «الشيخ محمد الطبيشي رجل يؤمن بالعلاقات والتعامل الإنساني، وهو يهتم بالجميع من الخادم الى الأمير، سواء كانوا برفقته في الداخل أو الخارج». ويضيف «في منزله رجل بسيط للغاية. لا يهتم كثيرا بالأجواء الرسمية والبروتوكولات، وهو قريب من الناس، يحبهم فأحبوه».

يقول عنه ابنه راكان إنه بالرغم من مشاغله العملية، فهو «في الوقت الذي لا تتيح له واجباته العملية قضاء أوقات طويلة مع عائلته إلا أنه يحرص على الاهتمام بمتطلبات أسرته الصغيرة». ويصف والده بأنه محب للقراءة والاطلاع، شغوف بمتابعة كل جديد في مختلف المجالات العلمية والفكرية. وللطبيشي خمسة أبناء، ثلاثة ذكور أكبرهم عبد الرحمن ثم راكان وعبد الله، الى جانب ابنتين هيا وسارة.

ولد أبو عبد الرحمن عام 1953 في بيت أخواله في منطقة الأحساء. وأمه هي السيدة زمزم القصيبي التي كانت (رحمها الله) من النساء المشهود لهن بالصلاح والتقوى وحب الخير. كما كانت حريصة على تربية أبنائها تربية تعتمد على مكارم الأخلاق ومساعدة الآخرين.

تدرج في تعليمه الأول بمراحله المختلفة متنقلا بين مدارس الأحساء ومنطقة القصيم، مسقط رأس والده. كما أنه تلقى جانبا من تحصيله العلمي في مصر برفقه شقيقه (فهد) قبل أن يسافر الى الولايات المتحدة للحصول على درجة البكالوريوس ثم الماجستير في علوم الإدارة وتطبيقاتها.

تخصص الطبيشي بعد حصوله على شهاداته العلمية في إجراء الدراسات والأبحاث. كما التحق بدورات تدريبية كثيرة في مجالات تخصصه في الداخل والخارج.

وفي بداية حياته العملية، شغل وظيفة مترجم خاص للملك الراحل خالد بن عبد العزيز عام 1980. ثم عين في العام التالي وكيلا للمراسم الملكية. وفي عام 1997 تمت ترقيته الى المرتبة الممتازة، ومددت خدماته لمدة 4 سنوات بموجب أوامر ملكية الى أن تم تعيينه رئيسا للمراسم الملكية بمرتبة وزير اول بداية من أمس خلفا لمحمد بن عبد الرحمن آل الشيخ رئيس المراسم الملكية والذي أعفي من منصبه بناء على طلبه.