الحكومة السودانية الجديدة تؤدي اليمين وبوش يهنئ بالتقدم السياسي

تعيين أرملة قرنق نائبة في البرلمان بجنوب السودان

TT

أدت حكومة الوحدة الوطنية في السودان امس اليمين القانونية امام رئيس الجمهورية عمر البشير الذي دعا وزراءه الى مضاعفة جهودهم لتطبيق اتفاق السلام بين الشمال والجنوب، فيما هنأ الرئيس الاميركي جورج بوش نظيره السوداني على التقدم السياسي الذي احرزه في فترة ما بعد الحرب، لكن واشنطن عبرت عن قلقها ازاء تدهور الوضع في دارفور.

وقال البشير خلال مراسم القسم إن امام الحكومة الجديدة مسؤولية «تحقيق رغبات وتطلعات الشعب وتحسين شروط عيشه». واضاف «لا نريد ان يسجل التاريخ ان هذه الحكومة فشلت في اقناع الشعب وخاصة ابناء الجنوب بان خيار الوحدة هو الامثل والافضل» مشيرا الى ان المرحلة القادمة تتطلب مضاعفة الجهود لملء المسؤوليات المتعددة المتعلقة بتطبيق اتفاق السلام.

واوصى البشير وزراءه بإبداء اهتمام كبير لاتفاق السلام لانه وضع حدا لأطول حرب اهلية في افريقيا «وطبع بداية نهاية معاناة الشعب السوداني الطويلة». وجرت مراسم اداء اليمين في حديقة القصر الجمهوري في الخرطوم في حضور النائب الاول للرئيس، الجنوبي سلفا كير، ونائب الرئيس، الشمالي علي عثمان طه.

وتوجه الوزراء عند انتهاء المراسم الى مبنى مجلس الوزراء القريب من المقر الرئاسي لعقد اول اجتماع لهم. وقد تم تشكيل الحكومة بعد ثمانية اشهر على توقيع اتفاق السلام الذي وضع حدا لاكثر من 21 عاما من الحرب الاهلية بين نظام الخرطوم والمتمردين السابقين في الحركة الشعبية لتحرير السودان.

وادى اليمين امس 26 وزيرا حيث كان وزيران في الحكومة، هما بكري حسن صالح الذي عين وزيرا لشؤون رئاسة الجمهورية، ودينق الور الذي عين وزيرا لشؤون مجلس الوزراء، قد اديا اليمين الاربعاء في احتفال بسيط .

وتوالى كل من الوزراء والوزراء المساعدين (33) والمستشارين الرئاسيين (12) امام البشير ورددوا القسم نفسه الذي نص على الوفاء لجمهورية السودان واحترام الدستور والدفاع عن استقلال البلاد والعمل من اجل الوحدة وتعزيز النظام الديمقراطي اللامركزي وبذل الجهود لخدمة الشعب والوطن.

ويفترض ان يمنح التجمع الوطني الديمقراطي الذي يضم معارضين شماليين وجنوبيين، حقيبتين وزاريتين اضافيتين. وقد تشكلت الحكومة وفقا للحصص التي نص عليها اتفاق السلام وهي 52 % للمؤتمر الوطني الذي يتزعمه البشير و28 % للحركة الشعبية لتحرير السودان و14 % للمعارضة الشمالية و6 % للمعارضة الجنوبية.

وستبقى حكومة الوحدة الوطنية لمدة اربع سنوات يتم بعدها تنظيم انتخابات تشريعية في جميع انحاء السودان وفقاً لاتفاق السلام. وفي خضم تشكيل الحكومة عين سالفا كير، الذي يرأس ايضا حكومة جنوب السودان، امس الحكام الجدد لولايات الجنوب العشر. من جهة ثانية افادت وكالة الانباء السودانية (سونا) امس بان النائب الاول للرئيس السوداني سلفا كير عين ارملة الزعيم السوداني الجنوبي الراحل جون قرنق نائبة في برلمان جنوب السودان. وربيكا قرنق هي بين المرشحين الـ 161 الذين تم تعيينهم بموجب اتفاق السلام الموقع بين الحكومة السودانية والحركة الشعبية. وقتل قرنق، في 30 يوليو (تموز) الماضي في حادث تحطم مروحية كانت تقله من اوغندا الى السودان، وكان قد عين في التاسع من يوليو نائبا للرئيس، وخلّفه كير بعد وفاته.

من جهته هنأ الرئيس الاميركي جورج بوش السودان على التقدم السياسي الذي احرزه في فترة ما بعد الحرب، فيما عبرت واشنطن عن قلقها ازاء تدهور الوضع في دارفور.

وافاد البيت الابيض في بيان له بان «الرئيس هنأ قادة وشعب جمهورية السودان على بدء دورة الجمعية الوطنية الجديدة في 31 اغسطس (اب) وتشكيل حكومة وحدة وطنية في 20 سبتمبر». واضاف «ان ذلك يشكل محطات مهمة في مواصلة تطبيق اتفاق السلام الشامل التاريخي الذي وقع في مطلع السنة الحالية».

وتابع البيان «يمكن لكل السودانيين ان يعتزوا بهذا التقدم الكبير لانه يثبت التزام الاطراف المستمر في رؤية مشتركة لسودان موحد وديمقراطي ومزدهر وسلمي» كما حث قادة البلاد على «الحفاظ على الزخم» في اتجاه تحقيق السلام في كل انحاء البلاد «ووقف كل اشكال العنف في دارفور» في اطار التحرك لتحقيق تسوية سياسية في البلاد.

من جهة اخرى عبرت الولايات المتحدة عن قلقها ازاء تصاعد العنف في دارفور، معتبرة ان مهمة مراقبي وقف اطلاق النار التابعين للاتحاد الافريقي حاسمة بالنسبة لضبط الوضع. وقال نائب المتحدث باسم الخارجية الاميركي آدم اريلي للصحافيين «لقد حصل تصعيد للعنف من جهة المتمردين وميليشيات الحكومة. وهذا يشكل مصدر قلق بالنسبة الينا».

واتهمت الحكومة السودانية اول من امس مقاتلي اقليم دارفور (غرب) بتعمد نسف مباحثات ابوجا للسلام بعد إعلان مسؤوليتهم عن هجوم على منطقة خاضعة لسيطرة القوات الحكومية. وكان ممثلو المقاتلين في مفاوضات ابوجا قد اتهموا الاثنين عناصر ميليشيا موالية للحكومة بانتهاك وقف اطلاق النار وقتل 30 شخصا في ثلاثة ايام.