قوات الاحتلال تغتال ثلاثة فلسطينيين في عملية كبيرة بالضفة .. و«الجهاد » تتوعد بالرد

تستعد لشن عدد من العمليات الوقائية الهادفة لتصفية الخلايا العسكرية للمقاومة

TT

في عملية عسكرية وقائية كبيرة شاركت فيها وحدات عسكرية من سلاح المدرعات وحرس الحدود والمخابرات واستخدمت فيها الدبابات وطائرات الهليكوبتر، اغتالت قوات الاحتلال الاسرائيلي ثلاثة فلسطينيين في شمال منطقة طولكرم، ادعت انهم من تنظيم «سرايا القدس» الجناح العسكري لحركة الجهاد الاسلامي في الضفة الغربية.

وتوعدت سرايا القدس بالرد «على جرائم الاحتلال الصهيوني والمستمرة بحق مجاهدي شعبنا وخاصة مجاهدي سرايا القدس وحركة الجهاد الإسلامي». وقال «أبو أحمد» أحد قادة سرايا القدس في غزة، إن السرايا سترد «على جرائم الاحتلال ولن تقف مكتوفة الأيدي أمام خروقاته واعتداءاته على أبناء شعبنا المجاهد وعلى أبناء حركتنا وسراياها المجاهدة». والضحايا الثلاث هم: جميل نزيه أبو سعدة، 25 عاما، من قرية علار وسعيد طالب الأشقر، 23 عاما، ورائد أحمد عجاج، 31 عاما، من قرية صيدا، وكلا القريتين تقعان شمال مدينة طولكرم.

وحسب الرواية الفلسطينية، فإن قوات كبيرة من جنود الاحتلال طوّقت القريتين بعد منتصف الليلة قبل الماضية وفرضت عليهما حظر التجول ومنعت العمال من الخروج الى العمل وضربت طوقا حول أحد البيوت وراحت تطلق النار بشكل كثيف، داعية سكان البيت الى الخروج وتسليم أنفسهم. فخرجوا ومعهم الرجال الثلاثة، فراحت تطلق عليهم الرصاص. وأردتهم قتلى، ثم غادرت المكان.

وادعى الناطق العسكري الاسرائيلي ان هذه العملية خططت لتكون عملية اعتقال بسيطة وعادية، الا ان الفلسطينيين الثلاثة هربوا من وجه الجيش وفي مرحلة لاحقة اطلقوا الرصاص على الجنود فجرى تبادل لاطلاق النار معهم. فقتل اثنان منهم على الفور وهرب الثالث فلحقوا به حتى تمكنوا من قتله. وقال ان الثلاثة كانوا مسلحين ببنادق من طراز «أم – 16» المتطورة وكانوا يرتدون أذرعا وقائية من صنع إسرائيلي. وادعى انه كان بالامكان أن تنتهي هذه العملية بسلام لو انهم لم يطلقوا النار على الجيش. وأضاف ان الثلاثة كانوا مطلوبين لقوات جيش الاحتلال «بسبب نشاطاتهم الارهابية»، إذ انهم معروفون كنشطاء في تنظيم «الجهاد الاسلامي» المسلح. وكان لهم دور في العمليات التفجيرية التي وقعت في تل أبيب ونتانيا ومستوطنة «تسفي شومرون». إلا ان مصادر اسرائيلية أخرى مطلعة قالت ان هذه العملية تمت في إطار مخطط عسكري اسرائيلي واسع ذي أهداف استراتيجية. فاسرائيل ـ حسب هذه المصادر ـ تتابع بقلق مشروع التنظيمات المسلحة الفلسطينية المزعوم بنقل قواعد اطلاق صواريخ القسام وقذائف صاروخية أخرى من قطاع غزة الى الضفة الغربية. وقد تحدث قادة «حماس» و«الجهاد» علنا عن هذا المشروع، ونشر أخيرا في موقع الإنترنت «المستقبل» التابع لحركة «حماس» في غزة. وقد قررت اسرائيل تصفية هذا المشروع المزعوم قبل أن تتمكن التنظيمات المسلحة الفلسطينية من بناء قدراتها وقبل أن تستطيع البدء باطلاق القذائف باتجاه المدن الوسطى في اسرائيل.

وكان مركز ما يسمى بمكافحة الارهاب التابع لقيادة الجيش الاسرائيلي، قد نشر عن مخططه الاستراتيجي هذا، أيضا في موقعه في الإنترنت. فقال ان هناك ثلاثة سيناريوهات متوقعة بعد الانسحاب الاسرائيلي من قطاع غزة. الأول: هو الاستمرار في التهدئة. والثاني: تصعيد العنف والتوتر بشكل جزئي من خلال الادعاء بأن اسرائيل هي السبب. والثالث: المبادرة الى تفجير الانتفاضة الثالثة. وأكد الكركز ان اسرائيل مستعدة لمواجهة هذه الاحتمالات الثلاثة بالمقدار نفسه. لكنها لن تنتظر حتى يبدأ الفلسطينيون بالعمل. وانها لن تسمح للفلسطينيين بأن يستغلوا فترة التهدئة لبناء قوتهم في اطلاق الصواريخ. وسيعملون على دفن هذه المحاولات وغيرها وهي في المهد.