عشية المعركة الطاحنة داخل الليكود .. استطلاع رأي يؤكد فوز أي حزب يخوض الانتخابات برئاسة شارون

إذا انسحب رئيس الوزراء من حزبه سيأخذ معه ثلث الأعضاء وغالبية المصوتين

TT

مع تفاقم حالة الغليان داخل حزب الليكود الحاكم في اسرائيل، حيث تجري غدا وبعد غد محاولة من الوزيرين السابقين، بنيامين نتنياهو وعوزي لانداو، للإطاحة برئيس الوزراء أرييل شارون، تؤكد استطلاعات رأي جديدة أن شارون ما زال يتمتع بتأييد الأكثرية الساحقة من الجمهور وأن أي حزب يقف على رأسه سيفوز بالحكم حتى لو كان ذلك حزبا جديدا، بينما منافسه نتنياهو سيحطم حزب الليكود اذا خاض الانتخابات على رأسه.

لكن نتنياهو يتمتع حتى الآن بأكثرية داخل الليكود. فالمجلس المركزي الذي سيلتئم يومي غد وبعد غد، يريد أن يلقن شارون درسا لأنه لم يتقيد بقرارات الحزب ولأنه بخطة الفصل التي نفّذها انحرف عن برنامجه السياسي. وحسب استطلاع نشرته صحيفة «يديعوت أحرونوت»، أمس، قال 46 % من أعضاء هذا المجلس إنهم سيصوتون مع شارون، أي ضد تقديم موعد اجراء انتخابات داخلية لرئاسة الليكود، بينما قال 49 % انهم سيصوتون مع نتنياهو ولانداو لتقديم موعد الانتخابات الداخلية. ويبني شارون آماله حاليا على 5% من الأعضاء الذين لم يحسموا مواقفهم بعد، إذ تفيد الاستطلاعات بأن غالبيتهم تميل الى التصويت معه. وجاء في هذا الاستطلاع أن 51 % من أعضاء مركز الليكود مقتنعون بأن الهدف الوحيد من جلسات المجلس سيكون الإطاحة بشارون. وعندما سئلوا لمن سيصوتون لرئاسة الليكود في حال اجراء الانتخابات اليوم أجاب 45 % أنهم سيصوتون لنتنياهو بينما قال 43% انهم سيصوتون لشارون.

وتطرق الاستطلاع الى رأي الجمهور العام الإسرائيلي في مواقف المجلس المركزي لليكود فقال 60% منه إن قرارا بتقديم موعد الانتخابات الداخلية في الليكود لن يكون عادلا، بينما قال 39% إنهم يعتقدون أن غالبية أعضاء هذا المجلس مفسودون وتم شراؤهم بالمال أو الوظيفة.

إلا ان نتنياهو أقوى من شارون أيضا في صفوف كوادر حزب الليكود وليس فقط في المركز. فقد قال 44% من أعضاء الليكود إنهم سيصوتون له، فيما قال 41 % إنهم سيصوتون لشارون. ويجد شارون عزاء في هذه النتيجة لأن استطلاعا سابقا أجراه المعهد نفسه قبل أسبوعين أعطى نتيجة أسوأ (47% لنتنياهو مقابل 38% لشارون)، مما يعني ان وضع شارون يتحسن أيضا داخل الليكود.

بيد أن وضع شارون يتحسن باستمرار في صفوف الرأي العام في اسرائيل. ففي حال انتصاره على نتنياهو وخوضه الانتخابات برئاسة الليكود فإنه سيحصل على 43 مقعدا من مجموع 120 مقعدا في البرلمان الإسرائيلي (الكنيست)، علما بأن لليكود حاليا 40 مقعدا. بينما الليكود سيهبط الى 29 مقعدا في حالة ترؤس نتنياهو لقائمته الانتخابية، حتى لو اعتزل شارون السياسة وجلس في بيته. أما إذا خاض شارون الانتخابات على رأس حزب جديد، فإنه سيحظى بـ36 مقعدا (التقدير كان في الأسبوع الماضي 27 مقعدا)، بينما يهبط الليكود الى 14 مقعدا برئاسة نتنياهو. وفي الحالتين، يشير الاستطلاع الى أن شارون سيكون رئيس الحكومة. ففي حال فوزه برئاسة الليكود سيكون عدد نواب معسكر اليمين برئاسته 76 مقعدا وفي حال فوزه برئاسة الحزب الجديد سيكون حجم تكتل اليسار والوسط برئاسته 76 مقعدا.

ورغم هذه المعطيات، فإن معارضي شارون من قادة الليكود ماضون في معركتهم ضده، الأمر الذي يعتبره المراقبون بمثابة انتحار سياسي. بل انه كشف النقاب، أمس، عن مخطط نتنياهو للإطاحة بشارون في الكنيست من دون أن تجرى انتخابات عامة جديدة. إذ انه يعتقد أن بامكانه أن يجند الى جانبه 61 نائبا في الكنيست يصوتون مع اقتراح لنزع الثقة عن حكومة شارون ويبلغون رئيس الدولة بأنهم يرشحون نتنياهو أن يشكل الحكومة الجديدة. إلا ان هذا الاحتمال ضعيف، حيث أن الأحزاب الدينية لا تميل الى نتنياهو، خصوصا أنه كان وزير المالية الذي خفّض من مخصصات تأمين الأولاد ومخصصات البطالة وغيرها من الامتيازات التي تضر بجمهور هذه الأحزاب.

واستغل وزير الدفاع، شاؤول موفاز، هذه النقطة في هجومه أول من أمس على شارون، إذ قال: «نتنياهو نجح في تدمير الاقتصاد الإسرائيلي، وإذا ما انتخب رئيسا لليكود فانه سيدمر الحزب».