الصحافيون المصريون يختارون نقيبهم غدا

بعد أن تحولت سلالم نقابتهم إلى ساحة حرب بين الحكومة والمعارضة

TT

تشهد نقابة الصحافيين المصريين صباح غد انتخابات اختيار نقيبها الجديد، وسط منافسة شديدة بين عدد كبير من المرشحين تدعم الحكومة عدداً منهم.

ولأول مرة تخلو الانتخابات من المرشحين أعضاء مجالس إدارات ورؤساء تحرير الصحف القومية، وتشهد بزوغ عدد من المستقلين، وتكمن أهمية الانتخابات الحالية في النقابة أنها تأتي بعد حدثين مهمين، أولهما: أول انتخابات تعددية رئاسية في مصر عن طريق الاقتراع السري المباشر، والحدث الثاني: هو التغيير في هيكلة المؤسسات الصحافية القومية واستبعاد رؤساء مجالس إداراتها ورؤساء تحريرها بعد قرابة ربع قرن. كما شهدت النقابة في الفترة الأخيرة بروزاً في دورها السياسي وتنامياً في مواقفها الوطنية، وكانت سلالم النقابة طوال الأشهر القليلة الماضية مسرحاً لعشرات المظاهرات لقوى المعارضة والتي كادت تتحول إلى مظاهرات يومية، بالإضافة إلى عشرات المؤتمرات التي تناقش الفساد في بنية المجتمع السياسي والمجتمع الصحافي.

وتتنازع في الفوز بالانتخابات طائفتان أولاهما: تغري الجماعة الصحافية بما يمكن أن تقدمه من خدمات مثل «رحلات وسفر وتخفيض على تذاكر الطيران ومعاش، وغير ذلك»، في حين تتبنى الطائفة الثانية تحويل النقابة إلى نقابة رأي، على اعتبار أن الصحافة هي التي تغير رأي المجتمع.

وأبرز المرشحين للانتخابات هذا العام جلال عارف الذي كان نقيباً للدورة التي تنتهي اليوم، ويعتمد عارف على رصيده السياسي وعلى دعم الناصريين له، والذي يعتبر أحد كوادرهم، كما يعتمد على أنه ليس أحد رؤساء مجالس الإدارات أو رؤساء التحرير، وعلى رصيده من محاربة الفساد طوال الدورة الماضية، وحصوله على وعد من الرئيس مبارك بإلغاء قانون حبس الصحافيين رغم أن هذا الوعد لم ينفذ.

ومن المرشحين البارزين أيضاً إبراهيم حجازي الذي كان وكيلاً للنقابة في الدورة السابقة ويعمل رئيساً لتحرير جريدة الأهرام الرياضي ويعتمد في الانتخابات على مساندة الحزب الحاكم له، بالإضافة إلى بعض الأجهزة الأمنية في الدولة، مثله مثل مصطفى بكري رئيس تحرير جريدة الأسبوع المستقلة، حيث يتردد أن صفوت الشريف رئيس مجلس الشورى ورئيس المجلس الأعلى للصحافة يدعمه.

كما يعتمد بكري على هجومه على إبراهيم نافع رئيس مجلس إدارة ورئيس تحرير الأهرام السابق، ومطالبته بمحاكمته.

كما قاد بكري هجوماً آخر ضد سمير رجب رئيس مجلس إدارة ورئيس تحرير الجمهورية متهماً إياه بالفساد، ولعل أهم ما يذكر في تاريخ بكري مساندته الدائمة للرئيس العراقي المخلوع صدام حسين، حتى بعد سقوط نظامه، ودفاعه المستمر عنه.

وبالإضافة إلى أسامة غيث نائب رئيس تحرير الأهرام الذي يعتمد على ثقل جريدة الأهرام في دعمه، هناك أيضاً أسامة الغزالي حرب رئيس تحرير مجلة الديمقراطية والكاتب الصحافي بالأهرام والذي تسانده لجنة السياسات بالحزب الحاكم برئاسة جمال مبارك نجل الرئيس المصري، ورغم معارضة أسامة الغزالي حرب لتعديل المادة 76 من الدستور المصري في مايو (ايار) الماضي إلا أن ما يتردد بين الصحافيين هو أنه مرشح لجنة السياسات. ويتوقع مراقبون أن تشهد النقابة تغييراً دراماتيكياً بعد انتخاباتها القادمة، وأن يتصاعد دورها أكثر في حال استمرار جلال عارف في دعم العمل السياسي والحركات المعارضة للنظام والمطالبة بالإصلاح السياسي.

من ناحية أخرى تبدأ مجالس إدارات المؤسسات الصحافية القومية في مصر في أول اجتماعات لها بعد تشكيلها الجديد في فتح ملفات التجاوزات والمخالفات المالية الصارخة في هذه المؤسسات على مدى 20 عاماً الأخيرة بصفة عامة وخلال السنوات الأربع الأخيرة بصفة خاصة، ومن المقرر أن تقدم مجالس الإدارات لهذه الصحف تقارير مفصلة إلى مجلس الشورى باعتباره المالك للمؤسسات الصحافية منذ إلغاء الاتحاد الاشتراكي وتشكيل المجلس عام 1980، ويتوازى مع ذلك أيضاً تقارير الجهاز المركزي للمحاسبات المعدة أو التي ما زالت تحت الإعداد حالياً عن تلك السنوات.