بريطانيا: مجموعة عمل تدعو لإنشاء هيئة تشرف على المساجد ووقف الاستعانة بالأئمة الأجانب

عضو اللجنة اللورد أحمد: ألفا إمام في بريطانيا بينهم أقل من 300 من أبناء البلد

TT

دعت مجموعة عمل بريطانية، كانت انشئت بعد التفجيرات التي استهدفت لندن في يوليو (تموز) الماضي، الى انشاء هيئة تشرف على مساجد البلاد. وستقوم هذه الهيئة المزمع انشاؤها تحت اسم «المجلس الوطني للائمة والمساجد» بتقديم «المشورة» في اماكن العبادة لدى المسلمين لتجنب استغلالهم من قبل الاصوليين المتطرفين، والعمل بذلك على وضع حد لتأثير الدعاة الاجانب المتطرفين. وتضم اللجنة، التي سيكون فيها ممثلون عن السنة والشيعة، اسماء مثل اللورد نظير احمد عضو مجلس العموم والدكتور زكي بدوي مدير الكلية الاسلامية ببريطانيا والإمام الاسبق لمسجد ريجنت بارك، ويوسف الخوئي ممثلا عن الشيعة. وقالت مصادر بريطانية ان الحكومة ستطلب من هذه اللجنة تقديم مقترحات بحلول صيف عام 2006 لتشجيع الاندماج في المجتمع. وستأخذ اللجنة على عاتقها البحث عن كيفية إيجاد «شعور قوي بالانتماء لبريطانيا» وتكوين «شعور مشترك بالمعايير والسلوكيات الثقافية» التي يتقاسمها البريطانيون على اختلاف مرجعياتهم العرقية والدينية.

وأضافت المصادر أن اللجنة ستقوم بجولة حرة في أنحاء بريطانيا بهدف إقامة روابط مع الجماعات المستبعدة بصورة تقليدية من الجدل السياسي القائم. وأشارت إلى أن الحكومة طلبت من اللجنة النظر في «كيفية المضي قدما في عملها للتعامل مع عدم المساواة التي يمكن أن تجعل حياة البريطانيين محصورة في قضية التفرقة».

وكانت وزارة الداخلية البريطانية عقدت سلسلة من الاجتماعات مع قادة الجالية المسلمة للوقوف على الاسباب الحقيقية لصعوبة اندماج شريحة من الشبان المسلمين في المجتمع. وقدم وزير الداخلية تشارلز كلارك سلسلة اقتراحات تهدف الى معالجة اسباب التطرف الديني من بينها تشكيل مجلس لتدريب الأئمة المولودين في بريطانيا بدلا من الاعتماد على الأئمة الأجانب. وأوضح وزير الداخلية ان هذا المجلس قدم اول من امس اولى توصياته وكانت «ايجابية جدا».

وكان كلارك شكل، في أعقاب تفجيرات 7 يوليو (56 قتيلاً)، سبع مجموعات عمل بهدف التوصل إلى إجراءات للقضاء على التطرف وتحسين العلاقات بين الجاليات المختلفة، وهناك لجنة تسوية في مجموعة العمل الاسلامية وتشارك فيها البارونة اودي، وحُميرا خان، وفرخندة شودري، وزهرة موسى، وبارفين علي. كما استخدم كلارك سلطاته لترحيل أو منع دخول رجال دين أجانب مثل عمر بكري مسؤول جماعة «الغرباء». وكان بكري أول من أبلغ بأنه غير مرغوب في وجوده ببريطانيا، وذلك بعد أن غادر بريطانيا متوجها الى لبنان في أغسطس (آب) الماضي.

وقال اللورد نظير احمد في مؤتمر صحافي عقده في لندن اول من امس بحضور وزير الداخلية كلارك، ان المقصود من تشكيل المجلس «هو افساح المجال امام الشبان المسلمين الذين ولدوا في بريطانيا لان يصبحوا ائمة». واضاف في حديث لـ «الشرق الاوسط» امس ان هناك في بريطانيا الآن نحو ألفي امام مسجد بينهم اقل من 300 من مواليد بريطانيا. وأكد اللورد احمد ان المجلس سيكون «مستقلا عن الحكومة وستديره الطائفة المسلمة». وقال اللورد أحمد إن مهمة المجلس الجديد هي تقديم النصائح للمساجد حول كيفية تجنب استخدامها من قبل الاصوليين المتطرفين والتقليص من اعتمادها على الأئمة الأجانب»، مشيرا الى ان من اهدافه «اجتذاب الشبان، من المولودين في بريطانيا، الذين يصلحون لأن يصبحوا أئمة بدلا من الاعتماد على أئمة أجانب». ومن المقرر أن يساعد المجلس المساجد أيضا في تدريب الأئمة.

وأكد اللورد احمد على اهمية معرفة ائمة المساجد في بريطانيا بمشاكل الجالية المسلمة، مشيرا الى ان 10 في المائة من المساجين ببريطانيا من ابناء الجالية المسلمة، ويبلغ عددهم نحو 7500. وعبر عن الرغبة في ان تكون خطبة الجمعة في مساجد بريطانيا باللغتين العربية والانجليزية. ودعا الى ضرورة ان يركز الائمة في حديثهم الى الجالية المسلمة على اهمية الانتماء الى هذا البلد. وقال انه يجب تدريب الائمة الجدد على حل مشاكل ابناء الجالية حتى لايلجأوا الى اصحاب الفكر المتشدد. وكانت الحكومة البريطانية كلفت في اغسطس الماضي مجموعة عمل من نحو مائة شخصية، بينها المفكر السويسري المسلم طارق رمضان والمطرب السابق كات ستيفنز الذي غير اسمه إلى يوسف إسلام عقب اعتناقه الإسلام، لتقديم اقتراحات حول سبل محاربة التطرف الاسلامي في بريطانيا.