مدير المخابرات الأميركي يطرح خطة لإعادة هيكلة وكالة المخابرات

البنتاغون: الولايات المتحدة بحاجة إلى القتال في أفغانستان

TT

قال بورتر جوس، مدير وكالة المخابرات المركزية الاميركية، ان الوكالة التي تحاول اصلاح سمعتها التي تضررت بسبب العراق وهجمات 11 سبتمبر (ايلول)، ستفعل المزيد لزيادة الانشطة التجسسية التي تقوم بها بنفسها، في دول تميل فيها حتى الآن للاعتماد على اجهزة المخابرات الاجنبية.

وفي اجتماع مع موظفي المخابرات في مقر الوكالة في لانغلي بولاية فيرجينيا، طرح جوس ورقة عمل لهيكل معدل لوكالة المخابرات الأميركية، سيعطي العملاء الميدانيين سلطة اكبر وينشئ عمليات في عدد اكبر من الدول ويضيف عملاء من اصول اجنبية الى صفوف الوكالة.

وقال جوس، «ستكون لدى وكالة المخابرات المركزية السلطة لوضع المعايير لمجتمع المخابرات بأكمله، بشأن الامور المتعلقة بالتجسس البشري». واضاف «مصالحنا القومية واحتياجاتنا الأمنية عالمية». وتابع جوس «ما أقوله هو اننا بحاجة الى ان نكون عالميين، هذا اعتراف بأننا غير موجودين في كل الاماكن التي يتعين ان نكون فيها. سنتواجد في اماكن لا يمكن حتى للناس تخيلها».

ويأتي تشديد جوس الجديد على النشاط المنفرد في الخارج، بعد انتقادات لاذعة بشأن استخدام الوكالة لمصدر الماني لمعلومات المخابرات، زعم امتلاك العراق قبل الحرب لاسلحة دمار شامل. واستخدم هذا التأكيد لتبرير الغزو الذي قادته أميركا للعراق عام 2003.

ولم يعثر على مثل هذه الاسلحة في العراق. وخلصت لجنة رئاسة خاصة في مارس (اذار) الى ان كثيرا من معلومات المخابرات المغلوطة جاءت من مصدر عراقي سيئ السمعة، كان اسمه الحركي «كرة البيسبول»، والذي نقلت معلوماته الى المخابرات الأميركية من خلال محققين المان.

وقال جوس للموظفين: «العمليات التي يتم القيام بها من جانب واحد ستعود لان تصبح جزءا من الاسلوب المنظم لوكالة المخابرات المركزية الأميركية». ومن جهة اخرى، قال مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، ان الولايات المتحدة لا تزال ترى ثمة ضرورة للقيام بعمليات عسكرية في افغانستان، وذلك في تقليل من شأن نداءات اطلقها الرئيس الافغاني حميد كرزاي بتعديل الاستراتيجية الأميركية.

وقال بيتر رودمان، مساعد وزير الدفاع الأميركي، خلال جلسة للكونغرس أول من امس، انه لا يفهم تماما النية من وراء تصريحات كرزاي، التي قال فيها ان العمليات العسكرية الاجنبية قد تراجعت في اعقاب الانتخابات البرلمانية في البلاد.

وقال رودمان «نرى ان الامور مستمرة على ما هي عليه، وهو يعلم ذلك». واشاد رودمان بالتعاون الوثيق في شؤون العمليات العسكرية بين القوات الأميركية والافغانية، وقال ان واشنطن تتشاور مع كابل في الامور العسكرية. واضاف، في كلمة امام لجنة العلاقات الدولية بمجلس النواب الأميركي، «ربما كان يتحدث الى شعبه الذي يأمل بتراجع اعمال العنف».

وكان الرئيس الافغاني قد قال الثلاثاء الماضي، في مؤتمر صحافي، «لم اعد أرى اية ضرورة ملحة للانشطة العسكرية في افغانستان». واضاف، «عندما تنشأ ضرورة لذلك فسنتدبر الامر». وتوعدت حركة طالبان بتصعيد الجهاد ضد القوات الاجنبية في افغانستان، ورفضت الانتخابات التشريعية، التي اجريت يوم الاحد الماضي، بوصفها دراما أميركية يرفضها الشعب الافغاني.

وقال منظمو الانتخابات من الامم المتحدة، ان نحو نصف الناخبين الافغان المسحلين وعددهم 12 مليونا، شارك في انتخابات البرلمان ومجالس الاقاليم، والتي أشاد بها حلفاء افغانستان بوصفها خطوة للامام صوب الديمقراطية.