تعزز احتمال قيام ائتلاف كبير بين المحافظين والاشتراكيين الديمقراطيين في المانيا امس بعد اللقاء الذي عقد بين الخضر والمحافظين وانتهى باقتناع شبه كامل بعدم امكانية الاشتراك معا في حكم البلاد.
وقالت المرشحة المحافظة للمستشارية، انجيلا ميركل، عقب لقاء المسيحيين الديمقراطيين والخضر «لم ينته شيء بعد لكن ليس من المقرر عقد لقاء آخر» موضحة ان القرار النهائي يتوقف على اللقاء المقبل المرتقب مع الحزب الاشتراكي الديمقراطي الاربعاء المقبل.
وبدا رئيس حزب الخضر رينهارد بوتيكوفر شديد السلبية اثر اللقاء، وقال ان «الخلافات كبيرة الى حد غير عادي بشأن قضايا البرنامج والافراد والثقافة.. كان ذلك واضحا للجانبين، وكل الاسباب تدعو الى التشكك بقوة» في فرص نجاح مفاوضات بشأن تشكيل ائتلاف.
واعرب زعيم الخضر عن الأسف لأن المسيحيين الديمقراطيين «لم يقدموا الردود» التي ينتظرونها بشأن «العبر» التي استخلصوها من «فشلهم» في الانتخابات وتأثير سياستهم «المعادية للبيئة» والليبرالية على الصعيد الاجتماعي. واضاف «لسنا على استعداد لنكون المحرك المساعد لتنفيذ سياسة سوداء صفراء» في اشارة الى الاتحادين المسيحي الاجتماعي والمسيحي الديمقراطي والحزب الليبرالي الديمقراطي.
وكررت مساعدة رئيس الحزب كلوديا روث «اننا نعد انفسنا» للانتقال الى المعارضة.
ومع الاشادة بروح «الانفتاح والصدق» التي سادت اللقاء الاول بين الخضر والاتحادين المسيحيين اكدت انجيلا ميركل من جانبها انها كانت تود «مناقشة النقاط المشتركة بشكل اكثر تفصيلا» لكن الخضر لم يرغبوا في ذلك. وكان المستشار الاشتراكي الديمقراطي الحالي غيرهارد شرودر ومنافسته المحافظة انجيلا ميركل قد باشرا مشاورات استكشافية أول من امس من اجل تشكيل ائتلاف كبير واتفقا على اللقاء مجددا الاربعاء القادم.
ويعد هذا السيناريو الاكثر ترجيحا لدى الصحافة والسياسيين رغم استمرار وجود مرشحين للمستشارية هما غيرهارد شرودر وانجيلا ميركل.
وفي نفس الوقت، اظهر استطلاع جديد للرأي في المانيا امس ان عدد الالمان الذين يريدون ان تصبح الزعيمة المحافظة ميركل المستشار المقبل لالمانيا اكبر من عدد من يفضلون ان يبقى شرودر في هذا المنصب.
واشار الاستطلاع الذي اجراه «معهد ايمنيد» ان 47 في المائة من الالمان يريدون ميركل في منصب المستشار مقابل 44 في المائة لشرودر.
وتفوق المحافظون بزعامة ميركل على الحزب الديمقراطي الاشتراكي بزعامة شرودر بفارق بسيط في الانتخابات التي جرت الاحد الماضي ولكن ليس بفارق يكفي لاعتراف شرودر بالهزيمة.
وقال شرودر ان اداء ميركل في الانتخابات، والذي جاء اضعف بكثير مما كان متوقعا، يظهر ان الالمان يريدون منه البقاء في منصبه. واظهر الاستطلاع ايضا ان 73 في المائة من الالمان يعارضون اجراء انتخابات جديدة لانهاء المأزق.
ويريد واحد من بين كل اربعة المان «ائتلافا عريضا» بين حزبي ميركل وشرودر، في حين يفضل واحد من بين كل ثلاثة ائتلافا مع حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي بزعامة ميركل وحزب الاتحاد الاجتماعي المسيحي والحزب الديمقراطي الحر وحزب الخضر.