طالباني: لدينا خلافات مع سورية لكني لن أقول كلمة ضدها لأنها الدولة التي أوتنا أيام المعارضة

الرئيس العراقي : علاقاتنا مع إسرائيل تحددها مقررات الجامعة العربية ولا توجد لدينا سرية

TT

نفى الرئيس العراقي جلال طالباني ان يكون قد زار معهدا اسرائيليا خلال زيارته الاخيرة للولايات المتحدة، وقال ان معهد «بروكينز»، الذي زاره، «فيه يهود واكراد وعرب وغيرهم، وقد القيت به كلمة»، واشاد بدقة نقل المعلومات لتلك الزيارة التي نشرتها جريدة «الشرق الاوسط»، لكنه قال انه ليس معهدا اسرائيليا.

واستعرض طالباني زيارته في اول لقاء له بالصحافة بعد عودته من نيويورك خلال دعوة عشاء اقامها لهم في منزله، وقال ان «الزيارة كانت بروتوكولية بموجب دعوة من الرئيس الاميركي وقد رتبتها وزارة خارجية العراق بمناسبة مرور 60 عاما على تأسيس الامم المتحدة»، واوضح انه تعرض لأسئلة كثيرة، منها ما يتعلق باسرائيل واتخاذ خطوة كما فعل برويز مشرف او علاقات سرية معها كما تفعل بعض الدول العربية، قائلا :«نحن في العراق ملتزمون بقرارات جامعة الدول العربية وخصوصا مقررات مؤتمر بيروت على ضوء مبادرة الملك عبد الله بن عبد العزيز، اما اذا توصل الطرفان الاسرائيلي والفلسطيني الى حل فنحن لا علاقة لنا بذلك، اما علاقات سرية مع اسرائيل فنحن لا توجد لدينا سرية». واكد طالباني ان سورية لها فضل كبير على العراقيين ايام المعارضة وقال «انها الدولة الوحيدة التي كانت تأوينا وقدمت مساعدات لنا، وليس من المعقول الرد عليهم».

واضاف:«نعم توجد خلافات، ولكن لن أقول كلمة ضد سورية» واشار الى انه رأى قلقا اميركيا من ايران، وكثيرا من التشدد ضد سورية، «قلت لهم ما هو البديل في سورية، وكان ردهم انهم لا يريدون تغيير النظام في سورية وانما تغيير النهج» مشيرا الى انه اخذ وعودا من المسؤولين في سورية، وقال:«لم يعتريني اليأس لحد الآن، ونحن بحاجة الى تحسين العلاقات مع سورية وتركيا وايران، ونحن مع النقاشات الهادئة والودية». وقال الرئيس العراقي:«نحن لن نرتمي في حضن احد، لكن في العالم العربي هناك تخوف من ان يزداد النفوذ الايراني، وحتى كولن باول قال نحن لم ننه حكم صدام سابقا خوفا من النفوذ الايراني، اما نحن في العراق اليوم لا نميل الى اثارة الخلافات وانما الرد بشكل ودي وحضاري في ما بيننا». واوضح ان القوات العراقية في تطور مستمر وهناك امكانية لان تأخذ دورها بدلا عن القوات متعددة الجنسيات نهاية العام 2006 جزئيا او كليا، لكنه قال ان ذلك لا يمكن ان يتحقق الا بقرار دولي من مجلس الامن لأن وجود المتعددة الجنسيات في العراق بموجب قرار دولي، «وقد بحثت ذلك مع الامم المتحدة، وطرحت رأيا في حالة الدعوة لاجتماع دولي عن العراق في الامم المتحدة، لا بد من اخذ رأي العراق اولا باعتباره دولة مستقلة وعضوا في الامم المتحدة، كما عبر الرئيس الاميركي خلال لقائي به عن اصراره على مواصلة اميركا في مشروعها الخارجي الى النهاية وان الولايات المتحدة دفعت مئات الالوف خلال الحربين العالميتين وتدفع الان دماء من اجل برنامجها، وطالبت خلال لقاء بالمجلسين النواب والشيوخ الاميركيين عدم إدخال العراق في خلافات الحزبين، واخبرتهم ان خلافاتهم تخدم الارهابيين، كما التقيت رئيس البنك الدولي ووعدنا بتقديم مساعدات في مجال التربية ولديهم قرار بتقديم قرض للعراق بقيمة 400 مليون دولار هذا العام، وبحثت مع الرئيس الايراني عقد مؤتمر لرؤساء دول الجوار العراقي حول معالجة الارهاب». وعارض طالباني المداهمات الليلية لبيوت المواطنين من قبل اجهزة الدولة، وقال انها مخالفة للحرية والديمقراطية، ويجب ان تتم في النهار ومشفوعة بقرار من القاضي وليست عشوائية، مشيرا الى ان تصعيد الموقف الطائفي سببه صدام حسين والسياسة التي مارسها ضد الاكراد والتركمان وعرب الجنوب. وقال «لمست اجماعا خلال زيارتي على ادانة صدام حسين، لكن الخلاف حول استخدام القوة، والحرب ليست الحل الافضل، ولكنها الحل الوحيد، والاشتراكية الدولية متعاطفة مع العراق». وانتقد الرئيس العراقي تصرفات البريطانيين في البصرة وقال ان قيام القوات البريطانية بمداهمة سجن لتحرير جنديين تابعين لها «امر غير مرغوب فيه وغير صحيح»، ولم يكن لهم الحق في اقتحام السجن واخراجهما، وكان الاجدر مطالبتنا نحن الحكومة». وكشف طالباني عن وجود خلاف مع رئاسة الوزراء في عدد من القضايا، «لم يكن هنالك تنسيق بين الرئاسة ومجلس الوزراء حول الزيارة الاخيرة الى الولايات المتحدة وكل منا حاول ان يمارس حقه، لدينا جملة قضايا نختلف عليها لكن الوقت غير مناسب لاعلانها، واذا لم نستلم الاجوبة على مذكرة التحالف الكردستاني سوف نكشف عنها في حينه».

وعن العملية السياسية قال طالباني ان طريقة تمثيل العرب السنة غير صحيحة والممثلين لم يمثلوهم تماما، وهم قاطعوا الانتخابات ومع ذلك تم اشراكهم من قبل الائتلاف والتحالف في تشكيلة الحكومة وكتابة الدستور، ونحن لا ندعي الكمال في اي شيء وهنالك خلافات على نقاط اساسية في الدستور منها الفيدرالية وقانون الجنسية وعلاقة الدين بالدولة واللغة والعراق والعالم العربي، ونأمل التوصل الى نقاط مشتركة في المستقبل».