القيادة السعودية تستقبل مساعدة وزير الخارجية للشؤون الدبلوماسية العامة بعد عقدها جلسات نقاش مع إعلاميين ومسؤولين في جولتها الشرق أوسطية

TT

استقبل خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز في مكتبه بقصر السلام أمس، كارين هيوز، وكيلة وزارة الخارجية الأميركية للشؤون الدبلوماسية العامة، والوفد المرافق لها من دبلوماسين وإعلامين.

ونقلت هيوز للملك عبد الله خلال الاستقبال تحيات وتقدير الرئيس الأميركي جورج دبليو بوش، حيث حملها خادم الحرمين الشريفين تحياته وتقديره للرئيس الأميركي. وحضر الاستقبال الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية، والأمير عبد العزيز بن عبد الله بن عبد العزيز مستشار خادم الحرمين الشريفين، والأمير الدكتور بندر بن سلمان بن محمد مستشار خادم الحرمين الشريفين، والدكتور فهد العبد الجبار مستشار خادم الحرمين الشريفين المشرف على العيادات الملكية، وعادل الجبير مستشار الديوان الملكي، وجيمس أوبر ويتر السفير الأميركي لدى السعودية.

وكان الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام السعودي قد استقبل هيوز، التي نقلت له تحيات وتقدير الرئيس بوش رئيس. وأبدت وكيلة وزارة الخارجية الأميركية خلال لقائها ولي العهد السعودي سعادتها بوجودها في المملكة العربية السعودية، وأملها بمساهمة الزيارة في تعزيز علاقات البلدين، مشيرة إلى التطور الكبير الذي صاحب علاقات البلدين في المجالات كافة.

وحضر الاستقبال الأمير الدكتور مشعل بن عبد الله بن مساعد المشرف على المعلومات الخاصة بمكتب وزير الدفاع والطيران، وناتيانا كفلر القنصل العام للسفارة الأميركية بالسعودية.

وتأتي زيارة كارين هيوز ضمن جدول أعمالها في ثلاث دول شرق أوسطية (السعودية، ومصر، وتركيا)، وذلك بعد أن عينت مساعدة لوزيرة الخارجية الأميركية للشؤون الدبلوماسية العامة، بهدف تحسين صورة الولايات المتحدة في الخارج، والاستماع لآرائهم ومآخذهم على الحكومة الأميركية.

وكانت مساعدة وكيلة وزير الخارجية الأمريكية للشؤون الدبلوماسية العامة قد وصلت إلى مدينة جدة (غرب السعودية) مساء أول من أمس، قادمة من العاصمة المصرية القاهرة، وبرفقتها حشد من الإعلاميين والإعلاميات العاملين في وسائل الإعلام الأميركية، حيث التقت بعد وصولها بوزير الثقافة والإعلام السعودي إياد مدني.

وانطلقت أولى محطات عمل هيوز في مدينة جدة الساحلية من كلية دار الحكمة (مؤسسة تعليمية أهلية للفتيات)، وانعقاد ندوة مفتوحة مع الطالبات، استمرت لساعة ونصف الساعة، للحديث عن سمعة أميركا لديهم، ومعرفة ملاحظاتهن ومكامن نقاط انتقادهن.

وتركزت محاور لقائها مع الطالبات بدار الحكمة في قضايا المرأة والتعليم والعمل لديهن، ولاحظ الحاضرون (رجالا ونساء) تملص الدبلوماسية الأميركية من أسئلة الطالبات حول الأشكال التي تنوي بلادها اتخاذها لتحسين سمعتها في الخارج، وربط تحسين السمعة بالقضايا العربية والإسلامية.

وتوجهت وكيلة وزارة الخارجية الأميركية للشؤون الدبلوماسية العامة بعد نهاية اللقاء إلى الدور الحادي عشر بفندق جدة ويستن المطل على كورنيش البحر الأحمر، لحضور مأدبة الغداء المقامة على شرفها من قبل هيئة الصحافيين السعوديين. أعقب ذلك مؤتمر صحافي مشترك لهيوز وتركي السديري رئيس هيئة الصحافيين السعوديين.

واعتبر السديري أحداث الحادي عشر من سبتمبر (أيلول) 2001 بواشنطن ونيويورك سببا رئيسيا لخروج ظاهرة التحريض الإعلامي المتبادل بين البلدين.

موضحا أن ذلك التحريض الإعلامي توقف بفضل معالجة الرئيس الأميركي، وزيارة ولي العهد حينذاك الملك عبد الله بن عبد العزيز للرئيس الأمريكي بمزرعته في تكساس، حيث ساهما في سد الفجوة بين الطرفين.

وبين رئيس هيئة الصحافيين السعوديين أن العلاقات السعودية ـ الأميركية تاريخية، وليس لها مثيل بين دول العالم بما فيها إسرائيل، حسب وصفه، مشيرا إلى أن صورة تلك العلاقة تظهر من خلال التعاون في المجالات كافة.

وقالت هيوز أمام الحاضرين في اللقاء «أقدم تقديري واحترامي للبلد الذي يمثل مهد الإسلام، وأعتز بالعلاقات التاريخية بين المملكة والولايات المتحدة، والتعاون المتميز بين البلدين. وعلى الرغم من وجود نقاط خلاف أحيانا، إلا أن هناك نقاط اتفاق».

وأبدت مساعدة وزير الخارجية للشؤون الدبلوماسية العامة إعجابها بالأمن السعودي في مواجهة الإرهاب، وتقدمت بعزائها للقائمين على الأمن وأسر 40 من رجال الأمن الذي قتلوا خلال المواجهات.

وشكرت الدبلوماسية الأميركية العاهل السعودي على قرارته في الجوانب المختلفة، وقالت « إن العديد من قرارات الملك عبد الله بن عبد العزيز تروج للتسامح وتنشره كثقافة بين السعوديين، كذلك وقوفه إلى جانب المرأة في توفير العمل لها».

وأوضحت هيوز أن مهمتها ترتكز على ثلاثة أهداف رئيسية، «منها الاهتمام بصغار السن وبناء مستقبلهم على التسامح والتواصل مع الآخرين، وأن من مهامها وجوب عزل وتهميش الداعين لثقافة العنف الذين يصرون على منع الفتيات من التعلم في المدارس كما رأينا في سلوكيات طالبان، وأنها تعتقد من المهم نشر وترويج ثقافة التسامح بين الأديان والمجتمعات».

وحددت مساعدة وزيرة الخارجية الأمريكية الاستراتيجية المناسبة لكسر التشدد بالانخراط في المجتمعات، وتبادل الثقافات والآراء، والتعليم الصحيح من دون تشدد، ومنح العامل والمواطن الصلابة والقوة للتعبير عن نفسه».

وشهد المؤتمر الصحافي المشترك اعترافات متبادلة من الطرفين بأن بعض المساجد تم استغلالها في كلا البلدين من قبل المتطرفين لنشر أفكار الغلو، وبينت كارين أن بلادها وضعت أنظمة وقوانين تمنع استخدام ما سمته «بعض الإشارات» في المساجد. فيما أقر خالد المالك، نائب رئيس هيئة الصحافيين، ببعض التجاوزات في عدد من المساجد في السعودية، انطلاقا من اعتقاده بأن المسؤولة الأميركية عندما كانت تتحدث عن المساجد كانت تقصد تلك التي في السعودية. وتطرقت هيوز في ختام حديثها الى أهمية إيجاد صحافة حرة ونزيهة في العالم، لتحقيق «الكلام» للشعوب والتعبير عن حقوقهم ومطالبهم، بقولها «لا بد للإنسان أن يتكلم وأن يعبر عما بداخله».

الجدير بالذكر، أن هيوز ،التي كانت المستشارة السابقة للرئيس بوش، ساهمت في تحسين صورته أمام الناخب الأميركي خلال الانتخابات الماضية، وهي صحافية سابقة من ولاية تكساس، وهي في أواخر العقد الرابع من العمر، وتعرف بأنها من الإعلامين والإعلاميات المقربين من الرئيس الأميركي.