رئيسا وزراء فرنسا والمغرب يوقعان اتفاقيات ومعاهدات تمويل بـ100 مليون يورو

جطو يجدد عرض المغرب التفاوضي مع جميع الأطراف لحل نزاع الصحراء

TT

استقبل العاهل المغربي الملك محمد السادس، أمس بمدينة وجدة (شرق المغرب)، دومينيك دو فيلبان رئيس الوزراء الفرنسي، في اعقاب زيارته للمغرب على رأس وفد وزاري مهم، بمناسبة اللقاء الفرنسي المغربي السنوي السابع لرئيسي الحكومتين، الذي خصص لـ«التعاون اللامركزي وللتنمية البشرية».

وكان إدريس جطو، رئيس وزراء المغرب قد اجتمع بنظيره الفرنسي، أول من أمس بالرباط، حيث دعا إلى تعبئة أكبر للفاعلين الخواص والمجتمع المدني، في إطار المجهود التنموي الذي يجب أن يضع «الإنسان في قلب أولوياته»، في معرض إبرازهما للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي أعلن عنها العاهل المغربي في مايو (أيار) الماضي، كما أشادا بالتقدم الذي حققه التعاون بين البلدين في الميادين ذات الأولوية، مثل التشغيل والتربية والصحة والسكن الاجتماعي والنقل والبنيات التحتية. وتميز اللقاء بالتوقيع على مجمومة اتفاقيات ومعاهدات للتمويل بمبلغ إجمالي يبلغ أزيد من100 مليون يورو.

وأعرب جطو عن ارتياحه لـ«تطور الشراكة الاستراتيجية» بين البلدين منذ انعقاد الاجتماع السادس، مشيرا إلى أن فرنسا تظل أول شريك تجاري ومالي للمغرب، وعبر عن أمله في انخراط أكبر لفرنسا في مجهود التحديث الذي يقوم به المغرب عبر الوكالة الفرنسية للتنمية، معتبرا أن هدف تقوية المبادرات المشتركة «تم احترامه»، كما تشهد على ذلك مضاعفة المبالغ المقدمة من طرف هذه الوكالة في عام 2004. وأكد إدريس جطو، في حفل عشاء أقامه على شرف دو فيلبان، مساء أول من أمس بالرباط أن إرادة الحكومة المغربية تتمثل في العمل على تعزيز أكبر للروابط السياسية والاقتصادية والثقافية والإنسانية، التي تربط البلدين بشكل وثيق، موضحا أن اللقاءات المغربية - الفرنسية عالية المستوى، أبانت عن جدواها، لكونها شكلت، ومنذ ديسمبر (كانون الأول) 1997 مناسبة لإعطاء دينامية جديدة لعلاقات ثنائية حية وخصبة وتوسيعها لتشمل فاعلين ومجالات جديدة، مبرزا أن العلاقة بين باريس والرباط متفردة على المستوى السياسي. وأكد جطو أن فرنسا هي الشريك الاقتصادي والمالي الأول للمملكة، سواء تعلق الأمر بتدفق السلع، أو تبادل الخدمات، أو الاستثمارات المباشرة، أو التعاون المالي، أو تحويلات المغاربة المقيمين في الخارج، أو التدفق السياحي.

وأوضح جطو أن المغرب وفرنسا متمسكان، أكثر من أي وقت مضى، بالسلام والأمن والاستقرار في حوض البحر المتوسط، خصوصا أنه لم تعد تفصلهما سوى أسابيع قليلة عن الذكرى العاشرة لانطلاق مسلسل برشلونة الذي يعملان على إحياء ديناميته، مبرزا دعوة المغرب إلى إحياء فعلي وذي مصداقية لاتحاد المغرب العربي، كفيل بالاستجابة للتحديات الحقيقية والعديدة المفروضة على منطقة المغرب العربي. واكد جطو أن المغرب سيبقى، في ما يخص قضية الصحراء، في كامل الاستعداد للتفاوض مع مجموع الأطراف بغية التوصل في إطار الأمم المتحدة إلى حل سياسي نهائي ومقبول من قبل الجميع، في احترام لسيادة المغرب ووحدته الترابية، مشيرا إلى البعد الإنساني لهذه القضية، خصوصا في ما يتعلق بالمعاملة اللاإنسانية للسجناء المغاربة، ومأساة المختفين، وكذا شروط عيش الأشخاص في مخيمات تندوف بالجزائر، الذين لم يتم إحصاؤهم أبدا.

من جهته، أكد دو فيلبان، تشبث بلاده بـ«شراكة استراتيجية» مع المغرب، مشيرا الى أن الهدف من زيارته إعطاء دفعة جديدة للتعاون المغربي الفرنسي، مذكرا بأن العالم في مواجهة تحديات لم تعد الإجابات الوطنية عليها كافية وتتمثل في النمو والشغل، والأمن، ومواجهة التهريب، والإرهاب، والهجرة السرية، مبرزا أن المغرب بنفسه لم يعد فقط بلدا للعبور، وإنما أصبح وجهة للهجرة، مما يتطلب مواجهة هذه الظاهرة بشكل جماعي.

وجدد دو فيلبان دعم فرنسا للمغرب، باعتبارها «المدافع الكبير» عنه لدى الاتحاد الاوروبي، كما أنها تدعم طلبه للحصول على وضع متقدم، مضيفا أن فرنسا ترغب، على غرار المغرب، توسيع فضاء التعاون خصوصا في مجال الامن والدفاع.