القائد السابق لـ «جيش الإنقاذ»: استفتاء السلم سيساعد على قيام دولة إسلامية في الجزائر

TT

قال القائد السابق لما كان يسمى بـ «الجيش الإسلامي للإنقاذ» في الجزائر، ان مشروع السلم والمصالحة الذي سيستفتى بشأنه الجزائريون، سيساعد الاسلاميين على تحقيق هدفهم المتمثل في قيام جمهورية اسلامية.

ومن المقرر ان يتوجه الجزائريون الى صناديق الاقتراع غدا للتصويت بـ «نعم» او «لا» على «ميثاق السلم والمصالحة» الذي يعرض عفوا جزئيا عن المسلحين مقابل أن يتخلوا عن العمل المسلح. ويأمل الرئيس عبد العزيز بوتفليقة أن يؤدي هذا العفو الى إنهاء العنف الذي أودى بحياة مئات الآلاف والى استتباب الامن في البلاد.

لكن مدني مزراق الذي قاد آلاف المسلحين في وجه السلطات في التسعينات، قال ان الاستفتاء لن يحطم الآمال في قيام دولة إسلامية في نهاية الأمر. وأضاف مزراق، الذي كان يقود الجناح المسلح للجبهة الاسلامية للانقاذ المحظورة، في مقابلة أجرتها معه وكالة «رويترز» ان «هدفنا كحركة إسلامية»، هو قيام جمهورية اسلامية في الجزائر، وهذا الامر على خلاف ما يعتقد كثيرون، اصبح ممكنا الآن أكثر بكثير من أي وقت مضى. ورأى مزراق، 45 عاما، ان الاستفتاء، سيحرر انصار الانقاذ ليدافعوا عن قضيتهم بصورة ديمقراطية.

ويدعو «ميثاق السلم» الى العفو عن المسلحين الذين لم يتورطوا في مذابح أو جرائم اغتصاب أو تفجيرات في أماكن عامة. كما يعرض تعويضات مالية لعائلات المفقودين الذين اختفوا خلال فترة الازمة.

ويرى مزراق أن الاستفتاء يسير في الاتجاه الصحيح نحو إحلال السلام والاستقرار في البلاد. غير أنه قال انه مجرد خطوة من خطوات عديدة ينبغي اتخاذها. وأضاف خلال المقابلة التي جرت في منزل مصطفى كرطالي، أحد القادة المسلحين السابقين، في منطقة الاربعاء (جنوب العاصمة)، ان صورة الاسلاميين بين الجزائريين لم يشوهها العنف الذي اجتاح البلاد وعزلها عن العالم الخارجي. وقال ان الجانب الايجابي للصراع الذي شهدته البلاد في التسعينات هو أنه سمح للاسلاميين بإدراك حدودهم والتحدث الى الآخرين حتى وان كانوا يختلفون معهم. وتابع ان لجوء الاسلاميين للقوة أثبت عدم نجاحه وانه ينبغي انتهاج السبل الديمقراطية لبلوغ هدفهم المتمثل في قيام دولة اسلامية. وتوقع مزراق استمرار العنف حتى بعد الاستفتاء، لكنه رجح استسلام غالبية المسلحين، الذين ينشطون حاليا تحت راية «الجماعة السلفية للدعوة والقتال». وأكد مزراق انه على اتصال بالمسلحين لتسليم انفسهم، الا انه أحجم عن التطرق الى التفاصيل.