السفير الإسباني لدى المغرب : مدريد منخرطة في جهود التقريب بين الرباط والجزائر

TT

قال سفير إسبانيا بالرباط لويس بلاناس إن الحوار بين المغرب والجزائر «أساسي» من أجل حل قضية الصحراء. وأضاف بلاناس في حديث صحافي عشية انعقاد اللقاء المغربي الإسباني من مستوى عال المقرر يومي 28 و29 من الشهر الجاري بقرطبة وإشبيلية، أن «الجميع متفق» على الأهمية التي يمثلها، بالنسبة للمغرب والجزائر، فتح حوار من أجل حل مشاكلهما الثنائية وكذا قضية الصحراء التي يجب أن تكون موضوع إطار أوسع للمفاوضات.

وأكد رئيس البعثة الدبلوماسية الاسبانية بالمغرب أن قضية الصحراء هي «جزء أساسي» من الخلافات القائمة بين الرباط والجزائر وأن الحوار كفيل وحده بالمساهمة في إيجاد حل لهذا المشكل. واعتبر أنه، بالاضافة إلى القضايا الثنائية الصرفة العالقة بين البلدين، هناك جانب أوسع يرتبط بقضية الصحراء يمكن أن يشكل موضوع حوار بين الرباط والجزائر، مذكرا بأن مدريد لم تتوقف عن الدعوة إلى «حل سياسي عادل ومنصف للمشكل، يكون مقبولا من قبل الأطراف المعنية في إطار الأمم المتحدة».

وأعرب السفير عن ارتياحه للتطورات التي عرفها ملف الصحراء إثر تعيين مبعوث شخصي وممثل خاص للأمين العام للأمم المتحدة في الصحراء، مضيفا أن الأمر يتعلق بـ«عنصر إيجابي رحبت به كثيرا مدريد، وهو يمهد الطريق لمستقبل ولإمكانيات واعدة» قبل أن يبرز أن الظروف مواتية من أجل تحقيق تقدم على طريق حل هذه القضية.

وتابع بلاناس أن «النتيجة لا يمكن الا أن تكون إيجابية. لأنه عبر المحادثة والحوار يمكن أن نتوصل إلى حل المشاكل». واوضح السفير الاسباني أن بلاده «منخرطة، قدر الامكان، في جهود التقريب بين الرباط والجزائر بصفتها بلدا صديقا للطرفين مع الحرص على احترام رغبة كل بلد». واضاف قائلاً: «بعملنا من أجل علاقات جيدة بين دول المغرب العربي، نعمل أيضا لمصلحة إسبانيا وأوروبا»، مؤكدا أن إسبانيا تؤيد اندماجا مغاربيا سياسيا واقتصاديا «أكبر»، ومشيرا إلى ان «اتحاد المغرب العربي هو مشروع من أجل المستقبل يجب أن يترجم على أرض الواقع لتجاوز الصعوبات الراهنة».

وقال بلانس إن إسبانيا واعية بأن الاندماج المغاربي «هو السبيل الوحيد لرفع تحديات المستقبل وحل المشاكل»، مبرزا أن بناء اتحاد المغرب العربي «ضروري من أجل الاستقرار السياسي والرخاء الاقتصادي لبلدان المنطقة».

وبخصوص علاقات بلاده بالمغرب قال الدبلوماسي الاسباني ان البلدين يسيران على «الطريق الصحيح من أجل إعطاء دينامية جديدة للتعاون والعمل المشترك» معربا عن ارتياحه «للارادة الحقيقية» لمدريد والرباط من أجل تعزيز الحوار والسير قدما على طريق تدعيم التعاون وتعزيز التفاهم في المنطقة.

وقال إن «العلاقات بلغت مستوى ممتازا» بفضل «الإرادة الصادقة» التي تحدو مسؤولي البلدين، غير أنه اعتبر «أنه يجب على البلدين الرفع من مستوى العلاقات الاقتصادية لترقى الى مستوى العلاقات السياسية الممتازة»، مضيفا انه «لايزال هناك الكثير مما يجب القيام به» من أجل توسيع حقل التعاون لكن البلدين «اختارا الطريق الصحيح» لتحقيق ذلك الهدف. وأبرز السفير الاسباني في هذا السياق أنه سيكون هناك تبادل مكثف للزيارات بين مسؤولي البلدين بعد انعقاد اللقاء المغربي ـ الاسباني، وذلك من أجل ضمان متابعة تنفيذ القرارات التي سيتم اتخاذها خلال هذا اللقاء.