شارون يطالب نتنياهو بتفكيك معسكره والالتزام بسياسة الحكومة

TT

احتفل أنصار رئيس الوزراء الاسرائيلي، أرييل شارون، حتى ساعات الفجر بالفوز الكبير الذي حققوه في المجلس المركزي لحزب الليكود الحاكم وتوجهوا الى خصميهما المهزومين، بنيامين نتنياهو وعوزي لانداو، بأن يعترفا بالهزيمة ويفككا معسكريهما داخل الحزب ويلتزما من الآن فصاعدا بسياسة رئيس الحزب. إلا أن نتنياهو رد بالقول إن هذه جولة واحدة في معركته على الهوية المبدئية لليكود، وأن الوقت لن يطول حتى تأتي الجولة القادمة التي سيهزم بها شارون ويسقطه عن سدة الحكم في الحزب وفي الحكومة.

وكانت النتائج الرسمية للتصويت قد أعلنت فجر أمس واتضح منها أن شارون فاز على منافسيه بفارق 104 أصوات حيث حصل على 52 % من الأصوات مقابل 48 % لصالح نتنياهو ولانداو. وجاءت هذه النتيجة مفاجئة بعض الشيء لأن كل استطلاعات الرأي التي أجرتها المعاهد والصحف الاسرائيلية أفادت بأن نتنياهو ولانداو يتقدمان على شارون بفارق 3 ـ 4% على الأقل.

كذلك، أشار المراقبون الى عدد من المستوطنين الذين تم اخلاؤهم من مستوطنات قطاع غزة الذين حضروا الى اجتماع المجلس المركزي ليعلنوا بشكل مفاجئ انهم يؤيدون شارون بالذات الذي قام باخلائهم. وقال دافيد كانفو، الذي بادر الى هذه التظاهرة، انه قرر تأييد شارون ليس حباً في الرجل بل تقديرا له «فهو على الأقل يقول صراحة ما يؤمن به ويشعرك انه صادق مع نفسه ومع الشعب. لكن مشكلتنا الكبرى تكمن في نتنياهو وأمثاله. فهذا الرجل وقف مع خطة الفصل من البداية وحتى المرحلة قبل الأخيرة. لو كان يهمه مصيرنا ويعارض اخلاءنا بشكل صادق، لاستطاع إجهاض هذه الخطة منذ البداية. لكنه اختار أن يصوت مع الخطة مرة أولى وثانية وثالثة ورابعة. وقد أثبت انه لا يكترث للمستوطنين، إذ انه لم يقم بزيارة واحدة للمستوطنات وهي في عز أزمتها وفي ذروة احتياجنا اليه. إن ما يهم نتنياهو في الواقع هو نتنياهو نفسه وليس أي شيء آخر. وعلينا أن نكشف وجهه الحقيقي وأمثاله من القادة السياسيين ونلقنهم الدرس اللازم». ويقال ان نشاط هذه المجموعة الصغيرة أفقد نتنياهو عشرات الأصوات في مركز الحزب.

ومع إعلان النتيجة تكلم شارون مع انصاره عبر الهاتف فشكرهم على جهودهم وقال لهم انهم اليوم صنعوا نصرا تاريخيا لليكود، إذ انهم وضعوه في موقعه الطبيعي كحزب براغماتي يريد أن يظل كبيرا وقويا وحاكما. كما اتصل بالوزيرين اللذين وقفا معه في اللحظة الأخيرة ضد نتنياهو، وهما وزير الخارجية سلفان شالوم، ووزير شؤون القدس تساحي هنغبي. وراح رجالات شارون يهددون بالانتقام من الوزراء والقادة الذين قفزوا في اللحظة الأخيرة تماما الى معسكر نتنياهو.

ومع أن شارون طلب من مؤيديه أن لا يتكلموا عن انتقام، إلا انه قال بوضوح انه لن يحتمل التعامل مع وزراء معارضة داخل حكومته من أعضاء حزبه. وطلب منهم أن يلتزموا من الآن فصاعدا برأي الأكثرية التي حسمت الموقف في الليكود لصالح سياسته.