وزير أردني سابق: من يريد عودة العقارات في القدس فليدعم البطريرك إيرينيوس

TT

«من يريد حقا أن يستعيد العقارات الأرثوذكسية في البلدة القديمة من القدس المحتلة عليه أن يقف الى جانب البطريرك ايرينيوس الأول ويدعمه في معركته القضائية ضد الشركات اليهودية الاستيطانية ومعركته الشعبية ضد حملة التضليل والأكاذيب البشعة التي تعرض لها وضد المعارضين له في الكنيسة الذين نسجوا المؤامرة ضده بالمشاركة مع جهات يهودية معادية»، هذا ما قاله المحامي فهد أبوالعثم، وزير الشؤون القانونية السابق في الحكومة الأردنية قبل الأخيرة ورئيس محكمة العدل العليا السابق الذي يرفع الدعوى باسم البطريرك ايرينيوس الى تلك المحكمة.

وكان أبوالعثم يتكلم أمس في أعقاب تقديمه المرافعة الرسمية في الدعوى المقدمة ضد الحكومة الأردنية وضد المجموعة التي سيطرت على البطريركية وأطاحت بالبطريرك وانتخبت الأرشمندريت ثيوفولوس الثالث.

وقال ابوالعثم في هذه المرافعة ان قرار الحكومة سحب الاعتراف بالبطريرك ايرينيوس والاسراع في انتخاب بديل، هو أكثر من خطأ فاحش ويستدعي بحد ذاته المساءلة، وتساءل «فلماذا لم ينتظروا حتى يتم التحقيق في الموضوع بشكل معمق؟. ولماذا لم يعتمدوا نتائج التحقيق الذي أجرته لجنة تابعة للحكومة الفلسطينية وأظهرت أن البطريرك كان ضحية ولم يكن شريكا في المؤامرة للتفريط في العقارات؟. ولماذا لا ينتظرون حتى ينهي ايرينيوس معركته القضائية المتشعبة لإبطال تلك الصفقات غير القانونية التي رفعها في القدس وأثينا، ويؤكد المحامون الفلسطينيون ان احتمالات النجاح فيها ذات درجة عالية؟».

وأضاف أبوالعثم ان القضية المطروحة على المحكمة هي ليست قضية البطريرك والبطريركية، انما هي قضية المخطط الاستيطاني لتهويد القدس، وما يبدو واضحا اليوم هو ان البطريرك الجديد ثيوفولوس يعلن انه لن ينضم الى المعركة القضائية لابطال الصفقات وقد سمع العديد منه انه يرى ان هذه الصفقات الخطيرة أصبحت في عداد الماضي المطوي، أي انه يسلّم بالعقارات، في ما ان البطريرك ايرينيوس يدير معركة لا هوادة فيها لابطال الصفقات في المحكمة، ولا يقبل بأي تنازل، بل يصمد في وجه الضغوط والابتزازات الاسرائيلية بكل قوة. ووصف في المرافعة عددا من مؤيدي ثبوفولوس المشاركين معه في ادارة البطريركية بالشركاء في تنفيذ عدة صفقات لبيع وتأجير عقارات في مختلف المناطق الفلسطينية بما فيها القدس الى الشركات الاستيطانية، منذ زمن البطريرك الأسبق ذيودوروس. وما وقفتهم اليوم ضد ايرينيوس الا لأنهم يخشون من الفضائح التي بدأ يكشفها عن دورهم هذا.

وسئل أبوالعثم عن سبب الفكرة السائدة في فلسطين والأردن والعالم العربي التي يتهم فيها ايرينيوس بالمسؤولية عن تلك الصفقات، فأجاب: «هذا يبين لنا كم هي المؤامرة كبيرة وكيف وقعنا نحن العرب في حبائلها بسهولة. فقد تولى بعض أصحاب المصالح الضيقة منا مهمة التضليل، وصرفت في هذه العملية أموال طائلة، ولكن أحدا من أولئك الذين يتهمون البطريرك لم يحقق في الموضوع ولم يطلع على تقرير لجنة التحقيق، بمن في ذلك جمهور الصحافيين الذي من المفروض انه يحرص على الحقيقة وعلى المعلومة، وبمن في ذلك السياسيون الذين بحثوا في أحسن الحالات عن الأمر السهل».