نفى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين احتمال ترشيحه لولاية رئاسية ثالثة عام 2008 واجراء اية تغييرات دستورية. جاء ذلك في حديثه التلفزيوني السنوي مع شعبه، والذي استغرق ثلاث ساعات على الهواء مباشرة، اجاب خلالها على ما يقرب من ستين سؤالا تناولت القضايا الرئيسية التي تضمنتها ما يقرب من المليون رسالة.
وذكر مصدر في الكرملين ان أكثر من 700 ألف سؤال انهالت حتى ظهر اول من أمس كي يرد عليها بوتين تركز معظمها على قضايا الرعاية الاجتماعية مثل معاشات التقاعد والإسكان والصحة والتعليم، وجاءت معظم تلك الاسئلة من العمال والطلاب والمتقاعدين وربات البيوت.
وقال بوتين «لا اعتبر ان مهمتي هي البقاء الى الابد في الكرملين (..) ان دوري يقضي بإحلال الظروف الملائمة لضمان التنمية للبلاد على المدى البعيد والاستقرار». وأكد «اما انا شخصيا، فسوف اجد موقعا لي».
وقال انه يشك في ان« يكون الروس راغبين في مشاهدة نفس السحنة على القنوات الاولى والثانية والثالثة بينما يطل رئيس جهاز المخابرات من شاشة القناة الرابعة ليصدر اوامره الى المواطنين بتحويل اجهزة التلفزيون في منازلهم الى القنوات الثلاث!». وردا على رسالة هاتفية بعث بها احد الطلبة الاجانب يشكو فيها من تكرار الاعتداءات ضد الطلبة الاجانب الذين يتلقون دراساتهم في روسيا، قال بوتين انه لا يجد امامه سوى الاعتذار. وأشار الى ضرورة ان يقف المجتمع صفا واحدا ضد مثل هذه الظواهر ونبذ كل اشكال الايديولوجية الفاشية والتطرف القومي. وتناول بوتين، في معرض رده على سؤال لإحدى الامهات الشيشانيات التي اختطف مجهولون ابنها منذ سنوات بدون الكشف عن الجناة حتى اليوم، تفشي ظاهرة اختطاف البشر في الشيشان، مشيرا الى ان المجرمين يقومون بمثل هذه الجرائم متنكرين في زي رجال أمن وشرطة واكد ضرورة مواصلة العمل من اجل التصدي لمثل هذه الامراض. واعترف بان البطالة في الشيشان تظل الاعلى نسبة بالمقارنة مع بقية الاقاليم الروسية، مؤكدا استمرار بذل الجهود من اجل توفير فرص العمل في الشيشان وداغستان وبقية ارجاء القوقاز. مع ذلك قال بوتين انه يتوقع نمو الاقتصاد الروسي بنسبة 9.5 بالمئة هذا العام وان المواطن الروسي العادي يشعر بمزايا النمو الاقتصادي المطرد.
وقال ان الاحوال المالية العامة قوية وان روسيا تخفض ديونها وتدخر الايرادات الاضافية من النفط في صندوق مخصص لاستقرار الموازنة اطلق عليه اسم «صندوق الاجيال القادمة».
من جهة اخرى اعلن بوتين ان روسيا ستتزود بصواريخ جديدة بالغة الدقة «لا تقهر» من انظمة الدفاع المضاد للصواريخ.
وقال ردا على اسئلة مواطنيه «اننا بصدد التخطيط وسنضع في الخدمة انظمة (صواريخ) استراتيجية جديدة بالغة الدقة لا يملكها اي كان في العالم».
وقال «بلغ حجم مبيعاتنا من الاسلحة العام الماضي حوالي خمسة مليارات (دولار) لكننا للمرة الاولى (..) سننفق اموالا لشراء تجهيزات جديدة لقواتنا المسلحة تفوق قيمة مداخيلنا من تصدير الاسلحة».
من ناحية اخرى نقلت شبكة «نيوز رو» الإلكترونية عن مصادر هيئات حقوق الانسان اخبار اعتداء مجهولين في زي مدني على بعض ممثليها في فوركوتا في الاورال ممن حاولوا الاقتراب من ساحة البث المباشر لتوجيه اسئلتهم الى الرئيس.