عمار الحكيم لـ"الشرق الأوسط" في عمان : اتفقنا مع الأردن على نسيان الماضي

أقر بضعف أداء الحكومة العراقية ونفى وجود نفوذ إيراني

TT

افاد عمار الحكيم، نجل عبد العزيز الحكيم رئيس المجلس الاعلى للثورة الاسلامية، بانه توصل الى تفاهم مع السلطات الاردنية «بأن ننسى الماضي ونتحدث عن الحاضر والمستقبل» بعد تصريحاته العنيفة ضد الاردن اثر حادث التفجير الانتحاري في مدينة الحلة (جنوب بغداد) في فبراير (شباط) الماضي الذي قتل فيه اكثر من 100 مدني عراقي، وافيد بان الانتحاري الذي نفذه اردني الجنسية وان عائلته اقامت مجلساً لتقبل التهاني وليس العزاء بالحادث. كما اقر بوجود ضعف في اداء الحكومة العراقية، ونفى بقوة وجود نفوذ ايراني داخل العراق.

وقبيل انتهاء زيارة لم يعلن عنها مسبقا الى عمان اوضح الحكيم في لقاء مع «الشرق الاوسط» ردا على سؤال حول اسباب الزيارة التي تضمنت لقاءات مع العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني وكبار المسؤولين في الحكومة والبرلمان ان الاردن «اطلق مؤشرات ايجابية في الاشهر الاخيرة في حجم ما نطمح اليه في الواقع السياسي الجديد في العراق وهذا ما نطمح اليه في تحديد العلاقات مع دول الجوار والمجتمع الدولي، فبقدر ما يتفهمون الواقع السياسي الجديد للعراق يمكننا ان نندفع اكثر في توطيد العلاقة وتجذيرها». واضاف «جئنا برسالة واضحة الى الاردن، قلنا بعد ان تلقينا الاشارات لا نريد ان نتحدث عن الامس، نريد ان نتحدث عن اليوم والغد، وبطبيعتنا لا نريد ان نرتبط بالماضي إلا في ما يتعلق بعلاقتنا اليوم والمستقبل، نحن اناس واقعيون نعرف ان هناك ظروفا سياسية معينة جعلت بعض دول المنطقة تحدد سياستها مع العراق باسلوب معين، لا نريد اليوم ان ننكأ الجراح ونقف عند الماضي، نريد ان ننفتح على المستقبل ونبني سياساتنا واسس العلاقة بين العراق والمنظومة الاقليمية ودول العالم على اساس ما نستشرفه لموقع العراق ولامكانات العراق وللمصالح الكبيرة التي تجمع كل هذه الدول».

وكشف الحكيم ان الزيارة تمت بدعوة من العاهل الاردني «تلقيت دعوة شخصية بصفتي الامين العام لمؤسسة شهيد المحراب للتبليغ الاسلامي من جلالة الملك، ولبّيت الدعوة».

وبسؤاله عن تقييمه للوضع العراقي الراهن وأداء الحكومة الانتقالية قال عمار الحكيم «انا بطبيعتي متفائل وعلينا ان ننظر الى مستوى الانجازات وليس الارهاصات. علينا ان لا نتجاهل المشاكل والعوائق ولكن في اطار التقييم يجب ان ننطلق من حجم المكاسب والانجازات في هذا المشروع الكبير، وكلما كان المشروع كبيرا كانت المشاكل منسجمة مع حجم الانجازات والمكاسب، لذلك انا اشعر اننا نتقدم. الانتهاء من صياغة الدستور انجاز. الاجماع من كل الاطراف العراقية عليه رغم وجود تحفظات من الجميع، مع الاختلاف في نمط هذه التحفظات، هذا تقدم ونجاح ايضا، وهذا يعني ان العراقيين تقاسموا الحقوق والواجبات، وهو ما اعتبره تقدما. سنذهب الى الاستفتاء ونرى النتائج».

واضاف «لا يشك احد في ان اداء الحكومة ضعيف، واعتقد اننا اذا كنا منصفين فيجب ان ننظر للقضية بكامل تفاصيلها وألا نضع اللوم على الوزراء او رئيس الوزراء ونقول ان عدم كفاءة وقلة خبرة الحكومة اديا الى هذا الوضع، فقد لا نكون منطقيين في ذلك. لا اعتقد ان اي حكومة اخرى مشكلة من الذوات الطيبين الذين نعرفهم اليوم على الساحة العراقية كانت قادرة على معالجة المشاكل في غضون اشهر. لا انزِّه الادارة من كل الاخطاء وسوء الاداء لكنني ايضا لا احمِّل الادارة كل هذه الاعباء واتناسى الاسباب الاخرى. نحن نتطلع لاداء افضل في ظل حكومة منتخبة قادمة يشارك بها جميع العراقيين ويمنحون الثقة لمن يجدونه جديرا بهذه الثقة».

وردا على سؤال بشأن وجود من يعتقد بان فيدرالية الوسط والجنوب التي اقترحها والده عبد العزيز الحكيم سوف تتحول الى محمية ايرانية، قال عمار الحكيم «هذا الرأي يطرح كثيرا وسمعناه هنا ايضا من بعض الاوساط وتوجد تساؤلات ومخاوف. اقول لماذا هذه المخاوف؟ لماذا الحديث عن النفوذ الايراني؟ هل هناك في العراق ايرانيون يتحركون على الارض؟ نحن لا نراهم، ارونا اياهم لنعرف اين هم. اذا كان هذا يطرح على اننا نمثل النفوذ الايراني لاننا كنا نقيم في ايران فهل من كانوا في الاردن وسوريا وبريطانيا والولايات المتحدة وغيرها من الدول يمثلون نفوذا لهذه الدول في العراق؟ لماذا التشكيك دوما بابناء الوسط والجنوب ؟ الا يرتبط هذا بالسياسة التي حاول النظام البائد ان يكرسها ويجذرها من ان ابناء الوسط والجنوب هم المشكوك بوطنيتهم واصالتهم وهويتهم العربية وانهم تارة من المجوس واخرى من المغول او من الهند او غير ذلك» واضاف ان «العلاقة مع ايران هي علاقة متينة وايجابية ونسعى ان تكون علاقاتنا مع كل دول الجوار بناءة وواضحة، ولكن العلاقة شيء والتدخل والنفوذ شيء آخر. نحن مع العلاقة مع دول الجوار وضد التدخل في الشأن الداخلي العراقي من قبل اي من دول الجوار».

واعتبر الحكيم ان ما يقال عن وجود مراكز استخباراتية ايرانية في العراق ودعم مالي ايراني للمجلس الاعلى للثورة الاسلامية يزيد عن 22 مليون دولار شهريا، حسب بعض التقارير «يجري تداوله في خارج العراق وليس في داخله. ابناء الداخل يعيشون الواقع ولو كان هناك ايرانيون لشاهدوهم باعينهم ولو كانت هناك مراكز استخبارات ايرانية لاطلع عليها المواطن العراقي. هل يمكن ان تتواجد مراكز مخابراتية ايرانية في العراق في ظل وجود 140 الف جندي اميركي؟ هل يمكن ان لا تضفر المخابرات الاميركية بهذه المراكز ؟ ولو كان لايران مثل هذا الوجود لتمكن الجميع من التأكد منه ولتمكنت الفضائيات التي يزدحم بها العراق من عرضهم على شاشات التلفزيون».

واستبعد الحكيم ان يعلن آية الله علي السيستاني دعمه لقائمة ما في الانتخابات التي ستجري نهاية العام على غرار دعمه لقائمة «الائتلاف العراقي الموحد» في الانتخابات السابقة، وقال «استبعد هذا. المرجعية ستبارك اصل العملية السياسية وستشجع على المشاركة في الانتخابات، بل قد يكون التشجيع على مستوى إلزام الناخب العراقي بالمشاركة في هذه العملية. من الممكن ان تحدد ضوابط ومواصفات من سينتخبه الناس. اما ان تحدد اسماء او قوائم محددة وتقول انتخبوا هذا او ذاك فلا اعتقد ذلك».