إسرائيل تتوعد بـ «سحق حماس وشلها» وتعترف بسعيها للتأثير على الانتخابات

قوات الاحتلال تقصف لأول مرة القطاع بالمدفعية الثقيلة وتهدد المناطق السكنية

TT

قالت مصادر عسكرية اسرائيلية ان جيش الاحتلال وجهاز المخابرات العامة (الشاباك) يعتقدان بان الظروف الدولية السائدة تمكن اسرائيل من «سحق حماس وشلها سياسياً». واضافت المصادر أن قيام رجال «حماس» باختطاف ضابط المخابرات الاسرائيلي ساسون نورائيل عزز فقط قناعة قادة الاجهزة الأمنية بضرورة مواصلة المواجهة مع الحركة حتى النهاية.

واكدت المصادر أن على اسرائيل ان تستغل «الفرصة الذهبية» السانحة حالياً من اجل تصفية حساباتها مع «حماس» بدون أي ضغوط دولية. واقرت المصادر بصحة اتهامات «حماس» للحكومة الاسرائيلية بانها تحاول التدخل في الانتخابات الفلسطينية المحلية والتشريعية. واوضحت المصادر ان الاجهزة الأمنية الاسرائيلية قررت اعتقال العشرات من الناشطين السياسيين في «حماس» من اجل الاثقال على مشاركتها في أي من الانتخابات.

فاغلقت قوات الاحتلال الليلة قبل الماضية 15 جمعية خيرية في رام الله والخليل وقلقيلية وطولكرم. وزعم جيش الاحتلال ان هذه الجمعيات تعنى بشكل خاص بجمع التبرعات للفقراء من عائلات الفلسطينيين الذين قتلوا في عمليات المقاومة. وصادرت خلال عمليات الاغلاق وثائق وأقراص كومبيوتر.

واعلنت الشرطة الاسرائيلية امس عن اعتقال مسؤول وصفته بالكبير في «حماس» وزعمت انه يتولى تمويل الحركة، وذلك قبل شهر في الشطر الشرقي المحتل من القدس. وقال مصدر الشرطة ان يعقوب ابو عصب اعتقل في ختام ملاحقة قامت بها الشرطة و«الشاباك».

وادعى المصدر ان ابو عصب اقر بانه نقل الى القدس الشرقية «مئات آلاف الدولارات التي جمعتها حماس لاعادة توزيعها على عائلات الانتحاريين منفذي العمليات ضد اسرائيل وعلى خلايا حماس في رام الله وبيت لحم والخليل في الضفة الغربية». واشارت المصادر الى ان اسرائيل تهدف ايضاً الى اقناع الجمهور الفلسطيني بأن عمليات «حماس» لا تسبب له الا مزيدا من المعاناة، الامر الذي قد يمس بشعبية الحركة. وفي هذا السياق اسقطت الطائرات الاسرائيلية منشورات فوق غزة جاء فيها:

«تطلق حماس الصواريخ على سكان اسرائيل تغطية لمسؤوليتها عن قتل الفلسطينيين في المسيرة التي اقامتها في جباليا. وتستخدم حماس باسلوب همجي ولمصالح شخصية مجموعة اكاذيب تضر بكم وتدفع بكم مجددا الى الحرب واليأس، الامر الذي ادى الى اغلاق القطاع».

وتابع المنشور القول ان «على السلطة الفلسطينية ان تتحمل المسؤولية وان تعمل فورا على وقف الارهاب انطلاقا من اراضيها ولتفكيك بناه التحتية. ان جيش الدفاع الاسرائيلي سيرد بقوة ضد كل من يهدد امن سكان دولة اسرائيل».

وعلى صعيد الاعتداءات قصف جيش الاحتلال مساء اول امس، ولاول مرة منذ عام 1967، قطاع غزة المدفعية الثقيلة. واعلن جيش الاحتلال انه عقب اطلاق صواريخ على بلدة سديروت، اول من امس، اطلقت مدفعية للجيش 4 قذائف على منطقة زعم ان مقاومين فلسطينيين اطلقوا منها الصواريخ.

وواصلت الطائرات الاحتلالية قصف مناطق متفرقة في القطاع. اذ قصفت طائرات «اباتشي» المنطقة المحاذية للمنطقة الصناعية شمال بيت حانون، الامر الذي ادى الى انقطاع التيار الكهربائي عن المنطقة. وقصفت «اباتشي» اخرى مبنى سكنيا في مخيم البريج، وسط القطاع وأعلنت مصادر فلسطينية أن طائرة هليكوبتر اطلقت صاروخا واحدا على الأقل تجاه مبنى جمعية الشهيد عبد المعطى السبعاوي التابعة لحركة «فتح» في حي التفاح شرق مدينة غزة ألحق أضرارا جزئية في المبنى وقطع التيار الكهربائي عن الحي.

وقصفت طائرة اخرى مكتب العقيد سامي ابو سمهدانة القريب من مقر رئاسة الوزراء في منطقة تل الهوى جنوب مدينة غزة فيما استهدف صاروخ آخر المحول الكهربائي في المنطقة ما ادى الى انقطاع التيار بالكامل.

وفي مدينة خان يوس استهدفت طائرات «الاباتشي» مباني ادعى جيش الاحتلال انها تابعة للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ولجان المقاومة الشعبية و«حماس».

الى ذلك يشكو الكثير من المواطنين الفلسطينيين من تصدع منازلهم وشكوى اطفالهم من حالات رعب وفزع بسبب الغارات الوهمية التي تقوم بها طائرات الـ «إف 16» النفاثة والتي تخلف اصواتا ضخمة مزعجة جداً، ومثيرة للخوف.