الإسرائيليون والفلسطينيون يتوقعون تفجر انتفاضة ثالثة قريبا

في الذكرى السنوية الخامسة لاندلاع انتفاضة الأقصى

TT

في الذكرى السنوية الخامسة لانتفاضة الأقصى، التي صادفت يوم أمس، ورغم الاحصائيات المفزعة عن عدد الضحايا ونوع المعاناة، يسود اعتقاد لدى الفلسطينيين والاسرائيليين على أن انتفاضة فلسطينية ثالثة ستنفجر حتما في القريب وانها ستكون أشد قسوة وإيلاما للطرفين.

ويتخذ المتحدثون في الطرفين من الأحداث الأخيرة برهانا على تلك التقديرات المتشائمة، إذ ان التصعيد الأخير في العنف في منطقة قطاع غزة، حتى بعد الانسحاب الاسرائيلي منها، والحديث عن تدهور أكبر متوقع في الضفة الغربية، وتحميل كل طرف الطرف الآخر المسؤولية، ينذر بالاتجاه القادم الذي وصفه أحد المعلقين الاسرائيليين، أمس، بـ«التسونامي الأعمى».

فاسرائيل قررت تصفية عدد آخر من قادة حركتي «حماس» و«الجهاد الاسلامي» رغم أعلان الحركتين عن وقف عملياتهما من قطاع غزة. والحركتان من جهتهما أعلنتا أنهما ستقومان بخطف جنود ومستوطنين لمقايضتهم بالأسرى الفلسطينيين بدعوى ان هذه هي الوسيلة الوحيدة لاطلاق سراحهم. يذكر ان الانتفاضة الثانية، التي تعرف باسم انتفاضة الأقصى، اندلعت في 28 سبتمبر (أيلول) من عام 2000 اثر الزيارة الاستفزازية التي قام بها رئيس المعارضة الاسرائيلية في ذلك الوقت، أرييل شارون، الى باحة المسجد الأقصى المبارك في القدس القديمة المحتلة.

وكلّفت هذه الزيارة الاسرائيليين 1064 قتيلا، منهم 745 مدنيا والباقون رجال أمن، و7462 جريحا، منهم 5212 مدنيا، بينما كلّفت الفلسطينيين 4224 قتيلا منهم 3722 مدنيا والباقون مسلحون وحوالي 20 ألف جريح معظمهم من المدنيين، و8000 معتقل. ومع أن شارون، الذي أصبح رئيسا للحكومة الاسرائيلية بعدها باقل من 6 اشهر وتحديدا في الاسبوع الاول من مارس (اذار) 2001، بادر الى الانسحاب من قطاع غزة وأزال جميع المستوطنات منه.

وكان من المفروض ان تبعث هذه الخطوة آمالا متجددة بالانعطاف نحو السلام بين الشعبين، غير ان الأمور تتدهور أكثر وأكثر. وبادرت اسرائيل الى تأجيل لقاء القمة الذي كان مفروضا عقده في الثاني من اكتوبر (تشرين الاول) المقبل، بين الرئيس الفلسطيني، محمود عباس (أبو مازن)، وبين شارون، بهدف البحث في سبل التقدم نحو تطبيق «خريطة الطريق» الهادفة الى التسوية النهائية للصراع. وادعى وزير الدفاع الاسرائيلي، شاؤول موفاز، أمس، أن هذا التأجيل تم لأن اسرائيل لا ترى ان لقاء في هذا الوقت بالذات سيسفر عن أي تقدم. وقال ان «السلطة الفلسطينية تبدي رغبة في ازالة العقبات أمام التقدم لكنها لا تفعل ما يجب فعله لتحقيق ذلك. فاسرائيل أقدمت على خطوة جبارة من طرفها كادت تؤدي الى فقدان رئيس الحكومة مركزه، والفلسطينيون ما زالوا يتصرفون بطريقة تشجع الارهاب». وأشار في هذا الشأن الى اطلاق الصواريخ على البلدات الاسرائيلية المحيطة بقطاع غزة، والى خطف رجل المخابرات الاسرائيلي ساسون نورئيل، بأيدي رجال كتائب عز الدين القسام التابعة لحركة «حماس» والى الاستعدادات التي تقوم بها هذه الحركة لنقل المعركة الى الضفة الغربية واطلاق الصواريخ منها باتجاه المدن الاسرائيلية الكبرى. وقال ان اسرائيل لن تنتظر حتى يتمكن هؤلاء من تنفيذ مخططاتهم وستوجه اليهم ضربة قاضية من الآن. وهدد علنا باغتيال قادة «حماس» بل ذكر اثنين منهم بالاسم هما محمود الزهار واسماعيل هنية. وحشد قواته حول غزة وبدأ يطلق القذائف المدفعية باتجاه مدينة غزة.