استطلاع رأي في إسرائيل يؤكد: شارون سيلحق هزيمة نكراء بمنافسه نتنياهو

بعد انتصاره في المجلس المركزي بالحزب

TT

بعد اقل من 48 ساعة من الفوز الذي حققه رئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون، على منافسه وزير المالية السابق ورئيس الوزراء السابق، بنيامين نتنياهو، في المجلس المركزي لحزب الليكود واعتبر في حينه انقلابا لصالح شارون في هذه الهيئة، دلت نتائج استطلاع رأي جديد نشرت نتائجه أمس في صحيفة «هآرتس»، على أنه في حال اجراء انتخابات داخلية بين أعضاء الليكود أجمعين (حوالي 200 ألف عضو)، فإن شارون سيلحق هزيمة نكراء بمنافسه.

وجاء في الاستطلاع ان شارون سيفوز في حالة كهذه بـ 47.6% من الأصوات (كانت نسبته قبل ثلاثة أسابيع فقط 38.3%)، بينما يحصل نتنياهو على 33.8% (كانت نسبته في الاستطلاع السابق 44.4%).

وسارع رجالات شارون الى اعتبار هذه النتيجة بمثابة برهان على ان الانقلاب في الليكود قد اكتمل وان الحزب مثل مصوتيه وكذا الشعب يؤيد سياسة شارون. وعليه فانهم سيعملون الآن على ارغام نتنياهو على الانصياع لارادة الحزب والالتزام بسياسة شارون. يذكر ان شارون يتمتع حاليا بشعبية بين الجمهور الإسرائيلي لم يسبق لرئيس حكومة أن حظي بها. فحوالي 60% من المستطلعة آراؤهم من الرأي العام قالوا انهم يرون شارون مناسبا لرئاسة الحكومة، مقابل 31% قالوا انهم يفضلون نتنياهو عليه. وهو يحظى بالتأييد أيضا لدى مصوتي الليكود من الجمهور الواسع. بيد ان نتنياهو كان يتغلب على شارون في صفوف أعضاء الحزب وأعضاء المجلس المركزي للحزب. والآن تحقق الانقلاب وبات شارون قادرا على الحاق الهزيمة به في كل المواقع.

ورفض نتنياهو هذه النتائج وقال انه سيثبت للجميع انه لم يقل كلمته الأخيرة بعد. وقال ان الهزيمة الأخيرة أمامه في مجلس الحزب كانت الشوط الأول فقط وانه سينتصر على شارون في الشوط الثاني من المباراة. ورفض الالتزام بالتصويت مع الحكومة في الكنيست من دون شروط. واضاف انه وحوالي 20 نائبا من الليكود يؤيدونه، سوف ينظرون الى كل تصويت على حدة ويقررون بشأنه بشكل مسؤول ولكن ليس بشكل أوتوماتيكي.

يشار الى ان شارون يحتاج الى أصوات نتنياهو ومجموعته من نواب الحزب في الأسابيع القادمة في معاركه الحزبية والسياسية. فهو سيطرح الموازنة العامة للتصويت، التي اذا لم تقر حتى نهاية مارس (آذار) المقبل، فانها ستؤدي الى اسقاط الحكومة. كما انه يريد تثبيت نائبه وأقرب السياسيين اليه، ايهود أولمرت، كوزير للمالية مكان نتنياهو، فإذا لم يقر تعيينه فسوف يقال في الكنيست. وهو يريد أيضا أن يرقي عددا من النواب الى وزراء، مكافاة لهم على وقفتهم معه في معاركه الحزبية والسياسية الأخيرة. وبهذا أيضا يحتاج الى دعم جميع النواب. ويعني ذلك ان استمرار نتنياهو في التمرد هو ومجموعته سيتسبب في متاعب حقيقية لشارون ومجموعته. ومن الممكن أن تؤدي أيضا الى زعزعة مكانته وربما اضطراره الى الاستقالة.