السنيورة يطلع من ميليس على معلومات «مهمة» في جريمة اغتيال الحريري

لبنان: توسع التحقيقات مع موظفي «ام. تي. سي» للجوال لتحديد طبيعة معلومات محيت من ذاكرة الشركة

TT

اطلع رئيس لجنة التحقيق الدولية في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري، القاضي الالماني ديتليف ميليس رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة أمس على تطورات التحقيقات التي تجريها اللجنة في قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري. وجاء ذلك عقب اجتماع عقده ميليس مع وزير العدل اللبناني شارل رزق الثلاثاء تبلغ خلاله الاخير معلومات «مهمة» عن التحقيقات. وفي غضون ذلك، توسُّعت التحقيقات في هذا الشأن مع موظفي شركة «ام. تي. سي» للهاتف الجوال لتحديد طبيعة معلومات جرى محوها من ذاكرة الشركة.

واستجوب قسم المعلومات في قوى الأمن الداخلي 22 شخصاً بينهم 12 من موظفي شركة «ام. تي. سي» وستة من موظفي شركة «آي. تي. اس» المتخصصة بتدقيق المعلومات وتحليلها لحساب الشركة الاولى، اضافة الى اربعة اشخاص من اصحاب محلات بيع الهاتف الجوال.

وافادت معلومات ان التحقيق مع موظفي «ام. تي. سي» و«آي. تي. اس» يتمحور حول محو مضمون المكالمات العائدة لثمانية خطوط يعتقد انها استخدمت لغرض اغتيال الحريري قبيل الجريمة واثناءها وبعدها واوقفت واتلفت في وقت واحد. ومعظم من يجري استجوابهم هم من المهندسين الفنيين. ويركز المحققون على معرفة طبيعة المعلومات التي اخفيت والجهة التي اعطت الامر باخفائها ومحوها من الذاكرة العائدة للشركة. ولم تستبعد مصادر أمنية مواكبة لسير التحقيق مع هؤلاء الاشخاص ان يأمر القضاء باحتجاز عدد منهم على ذمة التحقيق.

وعلى صعيد ذي صلة، دهمت قوة من فرع المعلومات في قوى الأمن يرافقها 3 خبراء فنيين في مجال الاتصالات، المركز الفني لشركة «الفا» للهاتف الجوال المعروف باسم «ليباتيل» حيث عملت على معاينة بعض الخطوط على مدى اربع ساعات تقريباً. وجرت عملية الدهم باشارة من القضاء اللبناني وبالتنسيق مع لجنة التحقيق الدولية.

من جهة أخرى، لم يستمع المحقق العدلي في جريمة اغتيال الحريري، القاضي الياس عيد، الى اي من الشهود امس، وذلك بانتظار استكمال ترجمة آلاف المستندات من الانجليزية الى العربية والتي تتضمن افادات شهود ومشتبه فيهم استجوبتهم لجنة التحقيق الدولية في وقت سابق وطلبت من القضاء اللبناني اتخاذ القرارات المناسبة بشأنهم.

واستقبل السنيورة قبل ظهر امس القاضي ميليس، وعرض معه آخر التطورات المتعلقة بالتحقيقات التي تجريها اللجنة في هذه الجريمة.

وكان وزير العدل شارل رزق قد تحدث أمس عن التحقيقات امام صحافيين لدى وداعه البطريرك الماروني نصر الله صفير في مطار بيروت قبيل مغادرته الى الفاتيكان، ومما قال: «بالنسبة الى الموضوع المتعلق بتقرير السيد (ديتليف) ميليس فسوف اجيب بكلمة موجزة جداً واكتفي بها، اذ زارني امس (اول من امس) في وزارة العدل على رأس وفد من معاونيه (...) واطلعني على مجريات الامور وعلى ما تبقى امامه من تحقيقات قبل تسليمه الدولة اللبنانية التقرير النهائي الذي وعد به في 21 اكتوبر (تشرين الاول)، وما قاله لي وأبلغني اياه السيد ميليس كان من الاهمية بمكان، لذلك طلبت من رئيس الحكومة فؤاد السنيورة ان يستقبل ميليس في اقرب وقت ويستمع اليه».

وكان السنيورة قد التقى الممثل الخاص للامين العام للامم المتحدة في لبنان غير بيدرسون الذي قال: «اجريت لقاء جيداً جداً مع رئيس الحكومة، وقد ركزنا على الوضع الراهن في لبنان، خصوصاً الوضع الأمني، وكررت ادانة الامين العام للامم المتحدة (كوفي أنان) الشديدة تجاه العمل الارهابي الذي استهدف الاعلامية مي شدياق، وقد جئت لاؤكد هنا ان الامين العام يتابع هذا الامر عن كثب، وكررت ايضاً اننا نريد ان نرى نهاية لهذه الاعمال الارهابية وان يعاقب من هم وراء هذه الاعتداءات».

واضاف: «بحثنا ايضاً في الوجوه المختلفة للدعم الذي يريد ان يقدمه المجتمع الدولي للبنان، وتوافقنا على انه يجب النظر عن كثب في هذا الموضوع، وان الامم المتحدة ستواصل محادثاتها مع الحكومة اللبنانية في المجالات التي يمكن ان نساعد بها على صعيد سلامة لبنان وأمنه».

وفي غضون ذلك, حذَّر رئيس حزب «النجادة» اللبناني مصطفى الحكيم من «تفشي الفوضى والفلتان الأمني في البلد» مع اقتراب موعد تقديم ميليس تقريره الى انان والحكومة اللبنانية حول جريمة اغتيال الحريري. وقال الحكيم، في تصريح ادلى به امس: «ان ما نشهده حالياً من انكشاف أمني خطير وتلاعب بالاستقرار يستدعي عملاً حاسماً وخطوات سريعة من قبل الحكومة وبقية الاجهزة الأمنية وجميع الفرقاء على الساحة اللبنانية للعمل على ضبط الأمن ووقف التجاذبات السياسية والاعلامية».

من جهة اخرى، اعتصم اعلاميو البقاع الغربي ـ راشيا استنكاراً لمحاولة اغتيال الزميلة شدياق، وأدان المعتصمون «الجريمة النكراء التي استهدفت قلماً جريئاً وشكلت اعتداء على الجسم الاعلامي بأكمله»، كذلك نفذ اعلاميو بعلبك اعتصاماً صباح امس امام السراي الحكومي في المدينة استنكاراً لمحاولة اغتيال شدياق.

وفي بيروت نظمت الهيئات الطالبية المشاركة في تظاهرة 14 مارس (اذار) والمكاتب التربوية لـ «حزب الله» وحركة «امل» والحزب الشيوعي اللبناني، لقاء في ساحة الشهداء عصر امس لاطلاق حملة «كفى» استنكاراً لجرائم التفجير وتضامناً مع شدياق.