الحكومة اللبنانية لا تعتبر الاستعانة بالأميركيين والفرنسيين وصاية

«جلسة أمنية» للبرلمان الأربعاء المقبل.. والتفجيرات ومحاولة اغتيال الإعلامية مي شدياق خيّمت على أجواء المجلس أمس

TT

لم تكن جلسة «الاسئلة» الاولى التي يعقدها البرلمان اللبناني منذ انتخابه في يونيو (حزيران) الماضي على قدر آمال المطالبين بجلسات محاسبة ومراقبة دورية للحكومة. والحال انها اتت اقل من عادية، لكنها حملت مؤشرين لافتين، الاول في مستهل الجلسة وتمثل بتعيين موعد لمناقشة الحكومة في ملف التفجيرات الامنية المتنقلة التي خيمت على اجواء الجلسة رغم ان «النظام الداخلي» لم يسمح بطرحها. فيما شدد رئيس الحكومة فؤاد السنيورة عقب انتهاء الجلسة على ان الاستعانة بالولايات المتحدة وفرنسا «لا تعني اننا نستبدل وصاية بأخرى».

وكانت الجلسة التي عقدت امس قد بدأت بتوزيع طلب نواب كتلة «التغيير والاصلاح»، التي يرأسها النائب العماد ميشال عون، عقد جلسة مناقشة عامة للحكومة للبحث في الاجراءات الحكومية لمعالجة الوضع الامني في ظل استمرار مسلسل التفجيرات وآخرها التفجير الذي استهدف الاعلامية مي شدياق.

وقد اشار رئيس المجلس نبيه بري الى ان الامن «هاجس نعيشه كل يوم منذ محاولة اغتيال (وزير الاتصالات) مروان حمادة (في اكتوبر ـ تشرين الاول الماضي) وحتى محاولة اغتيال الاعلامية مي شدياق» داعياً الحكومة وكتلة عون الى «التوافق» على موعد سريع لجلسة المناقشة، فرد السنيورة بالقول: «حاضر». فيما قال الناطق باسم كتلة عون النائب ابراهيم كنعان ان الكتلة «تريد أكل العنب لا قتل الناطور»، فتم الاعلان عن موعد «الجلسة الامنية» ـ كما سماها الرئيس بري ـ الاربعاء المقبل وسط آمال بـ«ان لا تحدث جريمة اخرى قبل ذلك» كما قال النائب بطرس حرب.وانتقل المجلس بعد ذلك الى مناقشة الاسئلة النيابية التي وجهت سابقاً الى الحكومة ولم ترد عليها. وكان نصيب جلسة الامس منها ثلاثة اسئلة تتعلق بسياسة الحكومة الدوائية وقطاع الهاتف الخلوي (الجوال) والضمان الاجتماعي.

ولدى مغادرته الجلسة ابدى السنيورة استعداد الحكومة للاجابة عن كل الاسئلة المتعلقة بالوضع الامني، واضاف: «اتخذنا خطوات بالنسبة الى عدد من الاماكن في لبنان لتعزيز الاجهزة الامنية. ونحن نقوم بكل ما نستطيع القيام به لتعزيز الامن واشعار المواطن بالمزيد من الطمأنينة». وسئل: ألا تعتبر طلب الاستعانة بالولايات المتحدة وفرنسا نوعاً من الوصاية الجديدة ؟ فأجاب: «اولاً نحن استعنّا لموضوع الجريمة الاخيرة التي استهدفت الاعلامية شدياق لنرى كيف ارتكبت هذه الجريمة. هذا من جهة، ومن جهة اخرى نحن منفتحون على التعاون ونتصل بكل الجهات التي يمكن ان تمكنا من زيادة قدراتنا لمواكبة ومعالجة هذا الاجرام المتمادي. نحن نتصل بعدد من الدول كمصر وقطر والامم المتحدة والفرنسيين والاميركيين والمملكة العربية السعودية، ومن يستطيع ان يقدم لنا دعماً لوجستياً على صعيد التجهيزات وعلى صعيد المهارات والبرامج والتنظيم.. وهذا لا يعني اننا نستبدل وصاية بأخرى. انتهى زمن الوصايات. هناك وصاية اللبنانيين على انفسهم. هذا ما سيمشي. ونحن في معركة ضد الارهاب، وسنربحها بالتعاون مع اللبنانيين وبالاستعانة مع كل الناس لكي يساعدونا حتى نربح هذه المعركة».