وكيل وزارة الدفاع الأميركية : قواتنا وجدت في تلعفر أطفالا مفخخين

إيريك إديلمان لـ"الشرق الأوسط": إيران أيضا تمول المسلحين و88% من العراقيين سيشاركون في الاستفتاء والانتخابات

TT

انتقدت واشنطن الدور الذي تلعبه إيران في العراق والذي وصفته بانه «دور غير مساعد» واكدت ان طهران «تمول وتجهز المسلحين هناك». وقال إيريك إديلمان وكيل وزارة الدفاع الأميركية إن واشنطن لن تقف مكتوفة الأيدي تجاه التدخلات الإيرانية، مشيراً إلى أن هناك تنسيقاً في هذا الصدد مع البريطانيين في جنوب العراق، وكشف عن ان القوات الاميركية والعراقية التي قامت اخيرا بعملية عسكرية لطرد المسلحين من بلدة تلعفر العراقية القريبة من الحدود مع سورية عثرت على اطفال فخخهم المسلحون.

وأوضح إديلمان، الذي كان يتحدث أمس لـ«الشرق الأوسط» في لندن بعدما التقى مسؤولين بريطانيين وبحث معهم الأوضاع في العراق، أن الناس يعتقدون بأن الولايات المتحدة مشغولة بالدور السوري في العراق لكنها في الواقع مهتمة جداً بالدور الإيراني. وعبر إديلمان عن اعتقاده بوجود قواسم مشتركة بين إيران وسورية حول الوضع في العراق ورجح بالتالي حدوث تنسيق بينهما، وهو ما تعكسه بعض التصريحات واللقاءات، حسب رأيه. وقال إن الاتصالات الأميركية مع السوريين مستمرة عبر السفارة الأميركية في دمشق.

وتشترط واشنطن استجابة سورية لبعض المطالب لإصلاح العلاقات بين الجانبين، ومن ذلك إيقاف المساعدات التي تقدمها للمسلحين في العراق بتسهيل عبورهم الحدود المشتركة بين البلدين، وفقاً لما تعتقده الإدارة الأميركية.

وتعقيباً على النفي السوري المتكرر لهذا الأمر قال إديلمان «إنهم ينفون باستمرار... لكن ذلك لن يغير من الأمر شيئاً، سورية تسهل وتدعم المسلحين». وطالب المسؤول الأميركي دمشق كذلك إيقاف «تدخلاتها» في لبنان والكف عن دعم عناصر الرفض الفلسطينية.

وحول الشأن العراقي الداخلي توقع إديلمان أن يشارك 88 بالمائة من العراقيين في الاستفتاء حول الدستور الذي سيجري في منتصف أكتوبر (تشرين أول) المقبل، مشيراً كذلك إلى أن مشاركة مكثفة متوقعة خلال الانتخابات التشريعية التي ستجري في ديسمبر (كانون أول) المقبل.

وقال إديلمان إن السنة سيشتركون بكثافة في العمليات الانتخابية، وزاد «أظن أنهم تواقون الى المشاركة عكس ما حدث في الماضي» وشدد على إن الدستور الجديد «وضعه عراقيون من اجل العراق». وامتنع إديلمان تحديد تاريخ لانسحاب القوات الأجنبية من العراق وقال في هذا الصدد «لا احد يريد قوات أجنبية فوق أراضيه، لكن لا يمكن وضع تاريخ محدد للانسحاب إذا لم تستقر الأوضاع هناك... معظم العراقيين يرغبون أن لا تغادر القوات الأجنبية بلادهم قبل استقرار الأوضاع... وهذا هو الذي سيحدد في نهاية الأمر كل شيء». وقال إديلمان إن 192 ألفا من العراقيين تم تدريبهم، وأن دور ومهام القوات العراقية في تصاعد، مستدلاً بالعمليات التي جرت في مدينة تلعفر حيث شاركت قوات عراقية كبيرة مع القوات الأميركية. وكشف أن «القوات الأميركية والعراقية استطاعت القضاء على عدد كبير من المسلحين والانتحاريين في تلعفر (بدون أن يحدد رقماً) وجدت لأول مرة أطفالا تم تفخيخهم» وأشار إلى أن «عرب تلعفر المسلحين كانوا من جميع الجنسيات العربية».

وقال إديلمان إن الأوضاع مستقرة حالياً والأمن مستتب في 14 محافظة عراقية من مجموع 18 وأن أعمال العنف تحدث في أربع محافظات فقط.

ورداً على سؤال حول الأردني أبو مصعب الزرقاوي الذي يتولى قيادة تنظيم «القاعدة» في العراق قال إديلمان إن معلومات الأميركيين تؤكد انه موجود في العراق وانه سيركز في عملياته على الشيعة، ملاحظاً انه لم يعد يستهدف القوات الأجنبية أو القوات العراقية وهو يختار أهدافا بغرض تأجيج الصراع الطائفي في البلاد. وأشار إديلمان إلى أن تقارير المراسلين والصحافيين تركز على الأوضاع الأمنية لكنها بالمقابل لا تسلط ما يكفي من الأضواء على بعض الأمور الأخرى، مثل فتح المدارس وإنشاء بنيات صحية وتوفير المياه والكهرباء، وكذا زيارات العراقيين إلى بعض الأماكن المقدسة مثل زيارة كربلاء والتي تصل أحيانا إلى أزيد من مليون زائر. وقال إن بعض العسكريين الذين عملوا في العراق وانتهت مهماتهم هناك يرغبون في العودة إلى حيث كانوا للمشاركة في المشاريع التنموية أو التعرف على ما جرى بشأن مشاريع البنية التحتية التي ساهموا فيها. وعبر عن اعتقاده بأن «الحياة أصبحت أفضل بكثير عما كانت عليه.. وستكون أفضل بكثير في المستقبل، وأن 60 بالمائة من العراقيين يعتقدون ذلك أيضاً».

وتطرق إديلمان إلى مسألة الإصلاحات الديمقراطية في العالم العربي وقال إن العملية الديمقراطية قادرة على تصحيح نفسها بنفسها، مشيراً إلى أن واشنطن تدرك ضرورة الانتباه للأوضاع السياسية والاقتصادية. وقال عن الديمقراطية الأميركية نفسها انها صححت نفسها على مر الأحقاب حيث كانت هناك عبودية في معظم الولايات، كما لم تشترك المرأة في التصويت حتى عام 1920 .