شارون ينفي وجود خطة فصل جديدة في الضفة الغربية بديلة لخريطة الطريق

تصريحات مستشاره استنفرت حتى السفير الأميركي وسفراء أوروبيين فهرعوا لمكتب رئيس الوزراء للاستفسار

TT

نفى رئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون، أن تكون لديه خطة فصل جديدة في الضفة الغربية. وقال ان الخطة الوحيدة المطروحة اليوم على جدول أعماله هي خطة «خريطة الطريق» الأميركية. إلا ان المعلقين لم يصدقوه، وقالوا ان شارون كان قد نفى قبل سنتين ما كان أعلنه مستشاره الإعلامي، إيال أراد، عن وجود خطة فصل في غزة. والاعتقاد السائد انه يستخدم أراد هذه المرة أيضا، كما في المرة السابقة قبل سنتين ليطرح بالون اختبار ليجس نبض الشارع الاسرائيلي والعالمي تجاه مخططاته.

وكان أراد، الذي يعتبر أقرب مساعدي شارون بل أحد أهم أمناء سرّه، قد أعلن في ندوة لمركز الدراسات الاستراتيجية الاسرائيلي في هرتسليا، أول من أمس، ان الوضع الفلسطيني الداخلي لا يبشر بالخير وحكومة اسرائيل لا تجد هناك شريكا قادرا على التقدم في المسيرة السلمية وعليه فلا بد من اتباع نهج غزة في الضفة الغربية وتحويل أسلوب الفصل من جانب واحد الى استراتيجية والانسحاب من مناطق واسعة من الضفة الغربية يتم افراغه من المستوطنات بحيث تقوم دولة فلسطينية موقتة. وعندما تنضج في هذه الدولة امكانيات التفاهم على اتفاقية سلام شاملة، تدخل اسرائيل وفلسطين في مفاوضات مباشرة وتتوصلان الى اتفاق سلام دولي.

وأثارت هذه التصريحات ردود فعل فورية، ليس فقط في الحلبة السياسية الداخلية في اسرائيل وليس من الجانب الفلسطيني فحسب، بل تدفق سفراء الدول الأجنبية، خصوصا سفراء الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في تل أبيب، على مكتب شارون يحاولون معرفة ما وراء أقوال أراد. وبدا أن السفير الأميركي قلق بشكل خاص، إذ ان الادارة الأميركية تتوقع أن يكون التركيز في المرحلة المقبلة على «خريطة الطريق». وقد صدمتهم أقوال مستشار شارون. وطلبوا استفسارات عاجلة حولها. ومع أن شارون طمأن السفراء بأنه متمسك بـ «خريطة الطريق» وليس لديه خطة أخرى، فقد طلب اليه السفير الأميركي الجديد، أن يصدر تصريحات علنية بهذا الموقف وعدم ترك الأمور عائمة في الغرف المغلقة. وانتهز شارون الفرصة الأولى لتوضيح موقفه هذا، فقال خلال خطاب له أمام مؤتمر المديرين الاسرائيلي، ظهر أمس، ان «خريطة الطريق» هي الخطة الوحيدة التي يضعها نصب عينيه للمرحلة المقبلة من الصراع مع الفلسطينيين وانه يتمسك بها بكل قوته لأنها المشروع الوحيد الذي أقرته الحكومة الاسرائيلية والكنيست. وقال: «أنا أعرف ان من الأسهل على العرب أن نقدم على خطة فصل أخرى، فهم لا يريدون التعاون معنا على شيء ولا يبادرون الى ما هو مقبول للتقدم في مسيرة السلام. إلا ان ذلك لا يبرر الحياد عما هو مقرر. واسرائيل معنية بتطبيق «خريطة الطريق». والمطلوب اليوم هو التقدم لانجاز المرحلة الأولى من هذه الخريطة والقاضي بوقف الإرهاب الفلسطيني وتفكيك التنظيمات المسلحة وجمع الأسلحة غير الشرعية وتطبيق الإصلاحات في كل مجالات عمل الجهاز السلطوي لدى الفلسطينيين».

بيد ان هذا التصريح لم يقبل على عواهنه في الساحة الاسرائيلية وعاد المراقبون الى تصريحات مشابهة كان أطلقها ايال أراد قبل سنتين، إذ كشف عن وجود خطة الفصل عن قطاع غزة. وفي حينه أيضا خرج شارون نافيا شخصيا تلك التصريحات. وقال يومها: «لن نجعل العرب يفرحون بانسحاب أحادي الجانب من غزة». ولم تمر سوى ستة أشهر حتى عاد شارون ليطرح خطة الفصل باسمه شخصيا. وقام بتنفيذها بحذافيرها في اغسطس (اب) الماضي. ولذلك فإن الاعتقاد يسود بأن شارون يخطط لمشروع مشابه في المستقبل، على الأقل بعدما يصل الى طريق مسدود في تطبيق «خريطة الطريق»، علما بأنه كان قد وضع 14 تحفظا عليها عند طرحها أول مرة في واشنطن. ومن المتوقع أن يدخل في خلاف مع الأميركيين حول تطبيقها، لدى البحث في مستلزمات التسوية النهائية.