فيضانات جنوب موريتانيا تتسبب في تشريد عشرات الأسر ووزارة الصحة تطلب إرجاء افتتاح الموسم الدراسي

TT

قال مصدر مأذون في وزارة الصحة والشؤون الاجتماعية الموريتانية، إن الوزارة وجهت خطابا إلى وزارتي التعليم العالي والأساسي تطلب فيه تأجيل افتتاح الموسم الدراسي الذي كان مقررا في الثالث من أكتوبر (تشرين الأول) المقبل نتيجة ما وصفه الخطاب بـ«الوضع الصحي المتدهور في البلاد». وأوضح المصدر أن الوزارة بررت طلبها بتفاقم وباء الكوليرا الذي ضرب مناطق بالجنوب الموريتاني قبل شهرين، ويتراوح عدد المصابين به ما بين 1500 و1800 مصاب، حسب ما تناقلته وسائل الاعلام، مضيفا أن افتتاح الموسم الدراسي سيتسبب في انتقال عدوى الكوليرا بشكل كبير، وسيجهض الجهود التي تقوم بها الوزارة للقضاء على هذا الوباء.

ولم يصدر عن الوزارتين المكلفتين التعليم أي رد بشأن هذا الخطاب. ويخشى أن يكون هذا الطلب دليلا على عجز السلطات الصحية عن مواجهة الكوليرا، خصوصا أن وسائل الاعلام المحلية تؤكد أن الوباء خرج عن سيطرة الجهات المسؤولة. ومما يزيد من خطورة الوضع الفيضانات التي شهدتها مناطق عديدة بموريتانيا وتسببت في تشريد عشرات الأسر وهدم المنازل وإتلاف أسوار المدن كما قطعت الأمطار الغزيرة الطرق البرية المؤدية إلى محافظات «لعصابة وتكانت وغورغل»، وأسقطت مياه الأودية والسدود أعمدة الإنارة وجرفت بعض واحات النخيل حيث تضررت ولاية لعصابة (600 كلم إلى الجنوب الشرقي من نواكشوط) من الأمطار التي تساقطت عليها لأربعة أيام متتالية فانهار سد بلدية «احسي الطين» بمقاطعة بومديد، وهدمت السيول أكثر من 10 منازل.

وذكرت الوكالة الموريتانية للأنباء أن 60 منزلا تهدم بمقاطعة كنكوصة (أقصى الجنوب) و19 آخر بمقاطعة باركيول بنفس الولاية.

كما واجه سكان بلدية امبود التي تقع على سفح مرتفعات «لعصابة» خطرا حقيقيا بفعل السيول الجارفة التي غمرت أحياء «البطوار» و«المسجد»، واضطرت السلطات إلى استخدام المدارس لإيواء العائلات التي تضررت مساكنها.

وسجلت مصالح الرصد الجوي كميات قياسية من الأمطار لم تسجل بهذه المناطق منذ سنين حيث عرفت مدينة كيفه (540 كلم جنوب نواكشوط) تساقط ما يناهز 190 ملم من الأمطار يومي الثلاثاء والأربعاء الماضيين. يذكر أن ولايات تكانت وغورغل ولبراكنة شهدت خلال الأيام الماضية أمطارا غزيرة وسيولا جارفة، حيث غمرت المياه مناطق شاسعة وباتت قرى بأكملها عائمة، ويطالب سكان هذه المناطق السلطات بإعلان حالة الطوارئ في المناطق المنكوبة واتخاذ الإجراءات اللازمة لمواجهة الوضع الكارثي.