مدير «المؤسسة اللبنانية للإرسال» يدعو لتشكيل لجنة تحقيق دولية بمحاولة اغتيال مي شدياق

اعتصام في لبنان تضامنا مع الإعلامية مي شدياق

TT

طالب المدير العام لـ«المؤسسة اللبنانية للارسال» ( (LBCIبيار الضاهر مجلس الوزراء اللبناني بالعمل لدى الامم المتحدة لانشاء لجنة تحقيق دولية في جريمة محاولة اغتيال الاعلامية مي شدياق. وقال انه اتصل برئيس الجمهورية اميل لحود ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة ووزير العدل شارل رزق لهذه الغاية.

كلام الضاهر جاء خلال اعتصام اعلامي تضامني مع شدياق في مبنى « «LBCI في ادما (شمال بيروت). وكعادتها حرصت المحطة على تنظيم استقبال الاعلاميين بشكل مميز. فقد وقف عند المدخل الرئيسي «اهل البيت» من مذيعات ومذيعين وموظفين بكامل اناقتهم، حاملين باقات ورد ابيض، قدموها الى زملائهم المتضامنين معهم، حتى يحسب الداخل انه اخطأ في العنوان وتوجه الى احتفال ما وليس الى لقاء يغلب عليه الحزن والغضب.

مكان الاعتصام ايضاً شكل خصوصية للحدث، فهو استديو تصوير مخصص لحلقات «ستار اكاديمي» وانتخاب ملكة جمال لبنان والمناسبات المشابهة.

الاعلامي مارسيل غانم كان عريف اللقاء التضامني. وقد طلب الى الجميع ان يجلسوا على المدرجات اينما كان، لان المناسبة عفوية ولا تستوجب سباقاً الى الصفوف الامامية. لكن الطلب لم يحل دون مسارعة بعض «صائدي الكاميرات» لحجز اماكنهم في الصدارة.

استهل غانم الكلام بتوجيه التحية الى مي التي تشاركه مهمة تقديم اللقاء. ردت عليه مي فأطلت في تسجيل من ارشيف سابق وعبر شاشة كبيرة، حزينة ومرتدية الاسود لتخاطب الحضور قائلة: «نهاركم سعيد، لقد اصبحت ارى هذا العنوان ثقيلاً. وفي اي حال نحن في لبنان متشبثون بالامل الذي يجعلنا نبقى في هذا الوطن الى الآن وسنبقى فيه الى ابد الآبدين، آمين. لكن اوقات السعادة تقفل عن آفاقنا وتقيم مكانها الغيوم السود التي اتمنى ان تنجلي عن سماء لبنان لنرتاح».

ولأن مي لم تجد الراحة بعد استهدافها بتفجير سيارتها، اجمع المتعاقبون على الكلام على ان الاعلام لن يصمت تحت وطأة الجريمة. فقال وزير الاعلام غازي العريضي ان الاعلاميين المجتمعين في LBCIيؤكدون «ان لبنان سيبقى وطن الحرية». واضاف: «كثيرون يحملّون الصحافة اللبنانية مسؤولية ما يجري في بلادنا. والسبب هو انزعاجهم من الحرية والتنوع والنظام الديمقراطي في لبنان».

بيار الضاهر وضع الاصبع على الجرح، مبتعداً عن الخطاب العاطفي، الى تحديد ثوابت وطنية وسياسية. واضافة الى مطالبته الرؤساء الثلاثة في لبنان بالعمل لتحويل قضية مي شدياق وجميع ضحايا الاغتيال وحوادث التفجيرات الى لجنة تحقيق دولية، قال انه لن يتحدث عن مي شدياق «وكأنها جان دارك، لان القضية اكبر من عنوانها وهدفها الرأي العام». واشار الى «ان الاعلام لن يعجز عن ممارسة حريته» منتقداً «السلطة العاجزة عن القيام بواجبها». وتعاقب على الكلام عدد من اساتذة مي شدياق في الجامعة وبعض زملائها في الاعلام المرئي والمكتوب والمسموع ليتحول اللقاء التضامني الى اشادات ودعم ودعوة الى توحيد الصف الوطني والمطالبة بخطوات فعلية للتصدي لآلة القتل والتفجير، واشار رئيس المجلس الوطني للاعلام المرئي والمسموع عبد الهادي محفوظ الى ضرورة ايجاد «قاسم مشترك بين اللبنانيين على اختلاف وجهات نظرهم لمواجهة تحديات ما يتعرض له لبنان واللبنانيون».

وعلى صعيد التحقيق في الاعتداء على الاعلامية مي شدياق، استمع قاضي التحقيق العسكري عدنان بلبل امس الى افادات عدد من الشهود. وزار شدياق في المستشفى حيث تخضع للعلاج ولم يتمكن من الاستماع الى افادتها بسبب وضعها الصحي وملازمتها غرفة العناية الفائقة. وبعدما ابلغه الاطباء المشرفون على علاجها انه لا يسمح لاحد بالتحدث اليها، ارجئ الامر الى الاسبوع المقبل.

كذلك ترأس القاضي بلبل اجتماعاً لقادة أمنيين وجهت اليهم استنابات واطلع على آخر المعلومات التي جمعوها كما اطلع منهم على العمل الذي قام به فريق من مكتب التحقيقات الفيديرالي (FBI) عاين موقع التفجير وسيارة شدياق.

واعتبر رئيس لجنة الاعلام في البرلمان اللبناني النائب حسن فضل الله في ختام اجتماع طارىئ «ان محاولة اغتيال مي شدياق تستهدف الأمن الوطني وتسعى الى تخريب السلم الاهلي وحرية الاعلام في لبنان». وشهد مستشفى «اوتيل ديو» لليوم الخامس منذ محاولة الاغتيال تدفق مزيد من الشخصيات والوفود للاطمئنان الى صحة شدياق.