خبراء: حرب العراق جعلت جهود مكافحة الإرهاب أصعب

TT

اعتبر خبراء ان حرب العراق جاءت «بنتائج عكسية» على جهود الولايات المتحدة وحلفائها في مجال مكافحة الارهاب. وقال البروفسور بول ويلكنسون، مدير مركز دراسات الإرهاب والعنف السياسي بجامعة سانت آندروز البريطانية، ان «الحرب على العراق كانت لها نتائج عكسية في ما يخص الحرب على القاعدة». وأضاف ان غزو العراق كان «تشتيتا لجهود مكافحة الإرهاب». ورأى ويلكنسون الذي كان يتحدث الليلة قبل الماضية في ندوة بلندن نظمها المعهد الدولي للشؤون الدولية (تشاتهام هاوس) ان «القاعدة عرفت كيف تستغل الوضع في العراق مثلما فعلت سابقاً في اماكن اخرى»، و«استغلت الصراع خصوصاً لتكثيف جهودها في التجنيد»، مما جعل في الأخير عمليات تعقب القاعدة «أصعب».

وأشار ويلكنسون الى ان الاجهزة الامنية في الولايات المتحدة وبريطانيا كانت قد حذرت حكومتي البلدين من مخاطر انتشار الارهاب في حال غزو العراق، لكن يبدو ان «الحرب (ضد نظام صدام حسين) كان ينظر اليها كأمر اكثر أهمية من المخاوف من القاعدة».

وفي حديثه عن التأثير السلبي لحرب العراق على جهود مكافحة الارهاب، شدد ويلكسنون على ان حرب اطاحة نظام صدام حسين كانت تفتقد الى الشرعية الدولية، مشيراً الى انه كان بإمكان بريطانيا رفض المشاركة في تلك الحرب. وقال ان بريطانيا قررت المشاركة في الحرب ربما اعتقادا منها بأن علاقتها التقليدية مع الولايات المتحدة تقتضي منها ذلك، لكن كان بإمكان لندن رفض المشاركة في الحرب «وهي في ذلك مدعومة بدولتين قويتين في الاتحاد الاوروبي»، في اشارة الى فرنسا والمانيا. واعتبر ويلكنسون ان «الإرث السياسي الحقيقي» للرئيس الاميركي جورج بوش ورئيس الوزراء البريطاني توني بلير سيكون هو الحرب على العراق. وأضاف ان التاريخ سيذكر ايضاً أن رئيس الفريق الدولي للتفتيش عن الأسلحة في العراق، هانس بليكس «لم يعط الفرصة كاملة لإتمام عمله» عندما قررت واشنطن ولندن بدء الحرب.

وفي الندوة التي نظمت لبحث العلاقة بين حرب العراق والحرب على الارهاب، تحدث هيكل برنارد، من جامعة نيويورك، عن «الفرصة الثمينة» التي وفرتها حرب العراق لتنظيم «القاعدة». لكن هذا الباحث العربي الاصل، العضو في الحزب الديمقراطي الاميركي، ركز على الصعوبات التي تواجه تنظيم «القاعدة» بعد نقل كل تركيزه الى العراق. واعتبر ان «الجهاديين» أصبحوا يواجهون مشاكل في العراق بعد ان وجدوا صعوبة في قتل اعداد كبيرة من الأميركيين. ورأى برنارد ان فشل «الجهاديين» في الوصول الى الأميركيين، على عكس ما كانوا يتوقعون، جعلهم يتحولون الى استهداف الشيعة، مما افقدهم الكثير من الدعم وسط الرأي العام العربي والإسلامي. وأكد ان استهداف الشيعة كان تحولا استراتجيا من أبو مصعب الزرقاوي، الأصولي الأردني، الذي يقود «جبهة القاعدة في بلاد الرافدين»، ولقي معارضة حتى من «آيديولوجيين جهاديين» كانوا يؤيدونه. وأوضح برنارد ان استهداف «القاعدة» للشيعة في العراق يتم تحت مبررين دينيين؛ الأول فتوى التستر (جواز قتل المسلمين الذين يستخدمهم الخصم كدروع بشرية)، والثاني هو ان قتلى المسلمين يبعثون على نواياهم. ورأى برنارد ان هناك الآن «انقساما وسط الجهاديين»، وان التفجيرات الأخيرة فى لندن ربما جاءت كاستراتيجية جديدة من «القاعدة» بعد فشلها في تحويل سيناريو أفغانستان الى العراق وفقدانها تأييد المسلمين باستهدافها الشيعة وقوات الأمن العراقية.