11 مليون طفل يموتون قبل سن الخامسة و500 ألف امرأة أثناء الحمل

تجارب ست نساء وستة «آمال كبيرة» .. برنامج ترعاه منظمة الصحة العالمية لرفع الوعي بصحة الأم والطفل

TT

في اطار يوم الصحة العالمي لعام 2005 الذي يتخذ من صحة الام والطفل شعارا له هذه السنة، أطلقت منظمة الصحة العالمية برنامجا باسم «آمال كبيرة» شمل ست نساء من ست دول مختلفة تابعت من خلاله اهمية صحة الام والطفل في هذه الدول والانعكاسات الاجتماعية والصحية المصاحبة لها.

تتبع البرنامج تجارب ست نساء منذ الشهر الخامس من الحمل حتى الولادة من خلال عقد مقارنات حول تفاعل كل مجتمع مع الام خلال فترة حملها، ومدى الدعم الذي تتلقاه من العائلة اضافة الى اهمية جنس الجنين في بعض الثقافات ومدى التقدم في الوعى الصحي فيها.

وقد اختيرت هذه النماذج على خلفية عالمية مفادها انه في كل عام تفقد حوالي 500 الف امرأة في العالم حياتهن في مرحلة من مراحل الحمل والولادة، ويتوفى حوالى 11 مليون طفل قبل ان يبلغوا عامهم الخامس. وتشير منظمة الصحة العالمية الى ان برنامج «امال كبيرة» يهدف الى خلق وعي عالمي بالتحديات والمصاعب التي تواجه المجتمع الدولي في هذا المجال ودفعه للعمل على تحسين صحة الام والطفل.

تبدأ الرحلة مع سماح محمد، من مصر، التي تنتظر مولودتها الثالثة وتقول «اشعر بسعادة بالغة، فبانضمام المولودة يصبح في عائلتي الصغيرة اربع نساء: «انا وبناتي الثلاث. على عكس كثيرين غيري لا ارى في ذلك عيبا، فانا قانعة بما يرزقني به الله. ما يهمني هو صحتي وصحة طفلتي».

لكن تتفاوت ردة الفعل حول جنس المولود من حالة لأخرى. فداميانة من بوليفيا تبدي سعادتها البالغة بكون جنينها ذكرا، في حين تقول هيوت من اثيوبيا انها تتمني طفلا ذكرا لان الذكور اقوى بطبيعتهم، بينما تقول رينو، من الهند، انه من غير القانوني ان تحاول المرأة معرفة جنس الجنين، وإن اعترفت انها تفضل الذكر على الأنثى، وتشاركها بوليند، من لاوس، نفس الرأي في حين تقول كلير، من بريطانيا، إنها تفضل أن يكون جنس المولود مفاجأة لها ايا كان.

من خلال التجارب الست تظهر بعض المقارنات حول الوعي الصحي، ومدى انتظام الرعاية التي تتلقاها النساء في تلك البلدان. ففي مصر تقول منظمة الصحة العالمية ان حوالى 53% من النساء يقمن بالفحص الدوري خلال فترة الحمل، في بوليفيا 69 %، في اثيوبيا 27 %، أما في الهند60 % بينما تسجل بريطانيا 98 % كبقية الدول الصناعية.

عمل المرأة وتأثيره على مستوى معيشة الام والاسرة يمثل جانبا اخر لبرنامج «امال كبيرة». فما تم التوصل إليه ان اغلب النساء يلجأن للعمل بدافع مادي لتوفير النفقات التي تلي الولادة. تقول سماح انها بدأت العمل، بعد ولادة طفلتها الثانية، كعاملة هاتف في احد المستشفيات. وتضيف «استمتع بعملي وبالاستقلال المادي الذي يمنحني». تشاطرها بقية المشاركات في البرنامج الاحساس بأهمية الدخل الاضافي للاسرة، فروليند تعمل في صنع السلال، بينما تساعد هيوت والدتها في ادارة مطعم صغير، ورينو تقوم بمساعدة زوجها في الحقل في حين تعمل كلير بالتدريب في احدى شركات المحاماة.

من خلال القصص المطروحة تظهر العناية الصحية خلال الولادة كنقطة اساسية، فمنظمة الصحة العالمية تؤكد على اهمية وجود اخصائي صحي وقت الولادة، وقد يكون ذلك في المستشفى في بعض الدول، لكن في دول اخرى، وبحكم تواضع المستوى الاقتصادي، قد لا يتوفر ذلك لبعض الامهات مثل حالة بوليند التي لم تستطع الاستعانة بطبيب او ممرضة. وحسب الاحصاءات الدولية يحظي 19.4% من الامهات برعاية صحية خلال الولادة، و42% في الهند، و60.9% في مصر، في حين يرتفع الرقم الى 99% في بريطانيا. تتفق النساء الست على أهمية توفير الرعاية الصحية لمواليدهن وان كن يختلفن في كيفية تقديمها. فبوليند تداوي طفلتها في المنزل، بينما تقول هيوت انها اخذت طفلتها للمستشفى ولا تعلم ما نوع التلقيحات التي اعطيت لها، وتبقى كلير الوحيدة التي تأخذ ابنتها الى العيادة المحلية كل اسبوع لإجراء الفحوصات. وتقول منظمة الصحة العالمية انها من خلال قصص النساء الست وتجاربهن حاولت تسليط الضوء على اهمية صحة الام والطفل وتأثير ذلك على المجتمع، وتأمل تحقيق هدفها في تخفيض نسبة وفاة الامهات والاطفال بحلول عام 2015.