رئيسا حكومتي قيرغيزستان وأوكرانيا في موسكو

الكرملين يستعيد مواقعه في بلدان «الثورات الملونة»

TT

وصل الى موسكو امس فيليكس قولوف رئيس وزراء قيرغيزستان الجديد، في وقت متزامن مع زيارة رئيس الحكومة الاوكرانية الجديد يوري يخانوروف، مما يشير ضمنا الى الكثير من مظاهر الصحوة الروسية في عدد من بلدان الكومنولث وجمهوريات «الثورات الملونة» بالدرجة الاولى. فبعد الصدع، الذي اصاب رفاق الامس من رموز «الثورة البرتقالية»، وتسابق العديد منهم لخطب ود موسكو، بدأ قولوف زيارته للعاصمة الروسية، وهو الذي هناك من يرشحه لاداء دور اكثر تميزا في اتجاه احتواء السخط المتنامي في قيرغيزيا، بعد اعتبار الرئيس الجديد قرمان بك باقييف الاسوأ في تاريخ البلاد، على حد قول عضو البرلمان قاباي قره بيكوف. وثمة مؤشرات الى ان ما يجري في قيرغيزستان في اعقاب الانقلاب ضد رئيسها السابق عسكر اكايف، يدفع الى الاعتقاد بعدم قدرة القيادة الجديدة على الوفاء بما طرحته من وعود حول عدم التفرقة بين الشمال والجنوب وتنامي عدد القيادات الجنوبية القريبة من باقييف، الذي تناسى ما قاله حول انه سيعتمد في اختياره لاعضاء الحكومة على الكفاءة المهنية، بعيدا عن خيارات الشمال والجنوب الذي يتحدر منه. وفي هذا الاطار، كان من الطبيعي ان تسقط الجمهورية فريسة استمرار الفساد وتفشي الجريمة وتدهور الاحوال المعيشية، في الوقت الذي يقف فيه باقييف عاجزا عن تشكيل الحكومة الجديدة، بعد رفض البرلمان الموافقة على بعض مرشحيه، ومنهم روزا اوتمان بايفا وزيرة الخارجية، التي كانت من ابرز رموز الثورة. وثمة من يتوقع سيناريو مشابها لما حدث في اوكرانيا مؤخرا، بعد اقالة رئيسة حكومتها يوليا تيموشينكو، حيث يشيرون الى احتمالات اعلان عن حل البرلمان والاعلان عن انتخابات جديدة، قد تفتح الباب امام صراع بين رفاق الامس. ولذا فمن المتوقع ان تعود موسكو لتلعب دور الشقيق الاكبر بعد ان نجحت في نفوذها في اوزبكستان المجاورة واستمالتها الى ما سبق وطرحته من مطالب حول جلاء القواعد الاميركية من آسيا الوسطى. وكانت طشقند قد استجابت لهذه الرغبة التي افصحت عنها مجموعة بلدان شنغهاي، حين تقدمت الى واشنطن بطلب اجلاء القاعدة الاميركية هناك، بعد تنامي ضغط الولايات المتحدة ضدها واتهامها بالتطاول على حقوق الانسان في اعقاب احداث انديجان. واذا اخذنا في الاعتبار تدعم مواقع نور سلطان نزاربايف رئيس قزقستان المجاورة، المعروف بميوله الموالية لموسكو، فاننا نكون امام صورة مغايرة تقول بتنامي دور العاصمة الروسية ونفوذها في المنطقة، تحقيقا لما سبق وطرحه الرئيس فلاديمير بوتين من افكار تقول بضرورة الحيلولة دون توسع الناتو والاتحاد الاوروبي في ارجاء الفضاء السوفياتي السابق.